قبل الشروع في القراءة ، يجب أن يفهم القارئ أن ما سأنقله كلام سكرانين .. يعني أدب السكارى

أدخل في الموضوع مباشرة و بسرعة على غير العادة ..
بس لازم شوية تفاصيل على الماشي ..
عموماً لن اُطيل عليكم كما هي العادة وسأحاول الاختصار قدر المستطاع

كلكم تلاحظون كم المعلومات التي تتسرب عن دحلان على الرغم من أن بعضها بالغ السرية .. ولعل الجميع يتساءل : كيف تتسرب هذه المعلومات ؟..

الجواب سهل ..
إنهم المرافقين ..

لنفرض أن رجل مثل دحلان أراد أن يحيط نفسه بعدد من الحرس والمرافقين ..
ترى .. على أي أساس سيختارهم ؟!
هل سيختارهم على أنهم أصحاب ضمير وذوي أمانة وخلق ودين ؟
واسعة شوية .. صح ؟
لأن الأمر لو كان كذلك ، لكان دحلان مذبوحاً على يد مرافقيه ..

إذاً ليس أمامه إلا أن يختار أشخاص بعيدين تماماً عن مثل هذه الأخلاق ، ثم يشتري ولائهم بالمال والامتيازات .. فهكذا كان يفعل من علمه السحر ..

وكما كان يفعل دحلان مع كبيره الذي علمه السحر ، يفعل مرافقيه نفس الشيء معه ولا عجب في ذلك .. فحين تشتري ولاء شخص ما بالمال والإمتيازات ، فتوقع دوماً أن يبيعك بمال أكثر وامتياز أكبر .. وكل لحظة لها ثمنها وكل امتياز له مكانه ..

ما بدي ادخل في فلسفة بلا طعمة على رأي إخواننا السوريين ، لذا أدخل في الموضوع مباشرة ..
أين كنا ؟..
آه .. عند الحرس و المرافقين ..

هل سمعتم باسم أبو اسكندر ؟
هذا لقب كبير حرس فيلا دحلان ..
ابو اسكندر رجل قوي البنية بشارب طويل أكثر من اللازم ، تبدو على وجهه أمارات الصرامة والجدية .. يحاول أن يظهر دوماً أنه ذو طابع خشن وحازم ، كنوع من متطلبات المهنة ، ولإظهار الوفاء لسيده دحلان .. لكن وفيما يبدو أن الرجل لم يعد يُحب دحلان كما كان في السابق .. ربما لأن دحلان لا يهتم به كما ينبغي بعكس المرافقين التافهين الذين يرافقونه في سفراته ورحلاته .. وربما للعوامل النفسية التي تُفرزها مثل هذه الوظائف على ممتهنيها ، خاصةً حين يحرسون رجل يكن له كل من حوله كراهية شديدة ..

المهم ..
حدثنا فلان عن فلان أن فلان التقى بفلان فأخبره أن جاره فلان سمع فلان وهو يحدث صديقه فلان عن رجلان من عائلة فلان تعرفا على ابو اسكندر كبير حرس فيلا دحلان .. وبعد أن اطمئن أبو اسكندر للرجلان واتخذاهما لنفسه صديقان حميمان ومنحهما ثقته باطمئنان ، قرر الرجلان إحضار هدية تليق بأبو اسكندر أشجع الشجعان على سبيل العرفان بالجميل وتعبيرا عن الود الامتنان! .. ولأن الرجل ليس شديد الولع بالنسوان مثل سيده دحلان ، استقر الأمر على زجاجة ويسكي من النوع الفاخر أُضيف إليها حبة من إياهم أو حبتان وقاتل الله الخمور و الإدمان .. ثم كان هذا اللقاء مع أبو اسكندر وهو سكران .

برأي أبو اسكندر .. ما هو سر العلاقة الحميمة بين دحلان وعباس على الرغم من العداوة القديمة ؟
- مشروع عباس السياسي يتقاطع مع مشروع دحلان الانتفاعي ، ولهذا ستستمر العلاقة على ما هي عليه حتى يتم الخلاص من المنافس الرئيسي ويُصبح دحلان رئيساً للسلطة الفلسطينية ..

تقصد أن دحلان ينافس عباس على كرسي الرئاسة ؟
- لا لا .. محمود عباس أضعف من أن ينافس دحلان على هذا الأمر وعباس وعد الجميع أنه لن يرشح نفسه مرة أخرى لمنصب الرئاسة ، وهذا الوعد مرضي بالنسبة لدحلان ولذلك هو يبقيه على قيد الحياة ..

إذاً من تقصد بالمنافس الرئيسي ؟
- المنافس الرئيسي هو خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس لأنه يملك كريزما القائد وهو ما يفتقد إليه دحلان ..

وما الذي يملكه دحلان لينافس به خالد مشعل ؟
- يملك علاقات دولية أهمها مع أمريكا وإسرائيل ، بالإضافة لمجموعة من العلاقات مع بعض الأجهزة الأمنية العربية والأجنبية .. كما أن له صلات بمنظمات دولية قانونية وغير قانونية

إذا ما نشرته مجلة الإذاعة والتلفزيون المصرية حول اشتراك دحلان في مؤامرة اغتيال خالد مشعل على أرض الأردن كان صحيحاً ؟
- الفكرة من أساسها كانت فكرة دحلان لولا أن تسرب الخبر عن طريق أحد ضباط الوقائي ولم يذهب خالد مشعل إلى الأردن حيث كان سيتم التنفيذ ، ولكن فوز حماس في الانتخابات صعب هذا الأمر وألغى الفكرة من أساسها واستبدالها بأسلوب أخر ..

لا نعتقد أنك تملك معلومات حول هذا الأمر !
- بل أملك الكثير والكثير جداً .. فدحلان قرر اغتيال خالد مشعل سياسياً بحيث يتصيد له أي تصريح ، ثم يطلب من كتائب شهداء الأقصى القيام بمظاهرات مسلحة تجوب الشوارع تهتف ضد مشعل كما حدث مع تصريحات مشعل حول صدام أثناء حديثه مع صحيفة كويتية ..

ولكن مشعل نفى تلك التصريحات وقال أنه لم يقلها .. فعلى أي أساس تتحرك كتائب الأقصى ؟
- كتائب الأقصى التابعة لدحلان لها قرار سيادي على كل تشكيلات كتائب الأقصى الأخرى لأنها الأكثر عددا والأقوى تسليحاً والأوفر مالاً .. وبالاشتراك مع بعض الأقلام التي يدفع لها دحلان بالإضافة للإذاعة المحلية التابعة له ، يستطيع أن يفبرك تصريحاً لمشعل حول حالة الطقس ثم تخرج مظاهرات في اليوم التالي تلوح بالسلاح تهدد و تندد بهذه التصريحات التي تدعو إلى الفتنة وشق الصف الوطني ..

ألا ترى أن حديثك يخلو من لغة المنطق ، حين أظهرت كتائب الأقصى على أنهم مجموعة من الأغبياء يحركهم دحلان بتصريح مفبرك ؟
- لو سألت أي واحد فيهم ، ستجد أنه لم يستمع لأي تصريح بشكل مباشر، وأنه خرج بناءً على ما سمعه من تعليقات في إذاعة الشباب التابعة لدحلان .. ثم أن الضائقة المالية التي تمر بها معظم تشكيلات كتائب شهداء الأقصى ، لا تسمح لها بمراجعة كتائب شهداء الأقصى فرع دحلان لتحكمها في منافذ الدعم والتمويل ، وفي الأخير ستخضع كل الأجنحة العسكرية التابعة لفتح لمحمد دحلان بعد ترويضها وإزالة العناصر المعارضة له منها ..

وكيف يستطيع القيام بذلك ؟
- الوسائل كثيرة ومتعددة لدى أصدقائه في وزارة الدفاع الإسرائيلية ، وكذلك السيارات المفخخة جاهزة للحالات المستعجلة ورحم الله مبدع ومؤسس الجنازات العسكرية لمعارضيه ! ..


أنت تتحدث عن دحلان وكأنه سوبرمان يستطيع فعل كل شيء !!
- دحلان مجرد رجل وصولي وفي سبيل طموحه مستعد لفعل أي شيء ، ولكن علاقته مع أمريكا وإسرائيل منحته قوة فاقت قوة رؤساء دول في المنطقة ..

هذا كلام من الصعب استيعابه .. كيف تقوي أمريكا رجل كدحلان على حساب زعماء في المنطقة ؟
- أمريكا صنعت دحلان من أجل تنفيذ ما لا تسطع فعله بكل قوتها ، ومن أجل الحصول على معلومات لا يمكنها الحصول عليها رغم إمكانياتها الهائلة في مجال التجسس ..

لقد عقدت الأمور أكثر بدلاً من أن تعطينا إجابة شافية .. فمسألة أن دحلان يستطيع فعل ما لا تقدر عليه أمريكا فيها من الغموض ما يجعلنا نعتقد أن حديثك مجرد وجهة نظر افتراضية لافتقارها للتفاصيل اللازمة ..
- هذا لأنكم لا تعرفون أنه كلما تعاظمت وثقلت إمكانيات الدول ، أثر ذلك على سرعة تحركها ، خاصةً حين تواجه من يستخدم الوسائل البدائية .. فالأقمار الصناعية وكل وسائل التجسس تحتاج لفترات طويلة للعثور على شخص يتحرك على قدميه .. أما لو كان هناك من يستطيع فهم هذا الشخص ومعرفة كيف يفكر ، فهذا يسهل الأمر ويختصر الزمن .. فأمريكا لا يمكنها أن تفهم كيف تفكر حماس حتى لو كانت تتصنت على مكالمات قادتها وهذا بسبب اختلاف الثقافات واللغة ، لكن شخص كدحلان يمكنه ذلك ، بل يمكنه أن يحدد بدقة أي الأماكن الأكثر الحساسية في جسم حماس ويضع لها الخطط المناسبة لتوجيه الضربات المؤثرة .. وهذا أمر عجزت عنه إسرائيل مع ضخامة إمكانياتها

قد يكون معك حق فيما قلته .. ولكن أي عميل عادي يمكنه أن يفعل ذلك .. فهل ينزل دحلان لهذا المستوى و هو صاحب الطموح الكبير ؟
- هذا من الناحية السطحية الضيقة .. لكن دحلان يمكنه أن يستشعر الخطر ولديه صلاحية التحرك والتنفيذ دون الرجوع إلى أحد .. فهو يمكنه أن ينصح زعماء دول بمحاصرة حماس وإقناعهم بذلك ، بل ويجبرهم على تنفيذ الخطة التي يريدها هو وليس ما تراه حكومات تلك الدول ..

فهمنا أنه يستطيع أن ينصح .. ولكن كيف يجبرهم ؟
- سأضرب مثلين بدولة أطاعت دحلان ودولة عصته وتمردت .. الأولى هي الأردن ممثلة بملكها الغر المطيع ، أما الثاينة فهي مصر ممثلة بزعيمها المغرور .. فملك الأردن يتلقى الأوامر من دحلان كما يفعل مع جون أبو زيد ولا يهمه أن الرجلين عربيين الأصل طالما يمثلان الإرادة الأمريكية .. أما مصر فكبرياؤها يمنعها من تلقي الأوامر مباشرة من شخص مثل دحلان ، ولذلك دحلان معني بتأديب حكومتها كي تنصاع صاغرة لأوامره وفي نفس الوقت يحقق هدفه بمحاصرة حماس .. أي أنه يضرب عصفورين بحجر وهو لديه من الوسائل ما يحقق له هذا ..

الأمر تعقد أكثر .. فجون أبو زيد وإن كان من أصل لبناني إلا أنه من مواليد أمريكا وجنرال وقائد مركزي في الجيش الأمريكي ويتولى مسئولية العمليات العسكرية الأمريكية في 25 بلدا في منطقة تمتد من القرن الأفريقي إلى باكستان .. أي أن الرجل أمريكي المنشأ والمنبت بعكس دحلان .. فكيف يتساوى هذا بذاك ؟
- كون جون أبو زيد من مواليد أمريكا فهذا لا يعني أنه ليس عربي ، فالرجل يتحدث العربية و درس في جامعة الأردن بعمان ويحمل درجة الماجستير في دراسات الشرق الأوسط ، أي أنه قد يكون عربياً أكثر من دحلان نفسه .. وهذا ما تريده السياسة الأمريكية هذه الأيام ، لأن العرب الذين يدينون بالولاء لأمريكا لديهم المقدرة على إثارة الفتن داخل المجتمعات العربية لعلمهم ببواطن الأمور وخباياها أكثر من أي شخص آخر لا يعرف عن العرب إلا ما كتبه المستشرقين أو ما شاهده في أفلام هوليوود .. وعليه أمريكا معنية بوضع رجال تمنحهم صلاحيات واسعة طالما كانوا قادرين على تحقيق الهدف من خلال إشعال الفتن في المناطق المستهدفة ودحلان أثبت أنه أهل لذلك ..

لنفرض أن هذا صحيح .. فكيف يستطيع دحلان معاقبة مصر وهو لا يملك أساطيل جون أبو زيد ؟
- دحلان لديه رجال على صلة بتجار الأسلحة في مصر وأولئك يستطيعون ربط رجال دحلان بأشخاص لديهم مشاكل مع الأجهزة الأمنية ، وبخدعة بسيطة يمكنهم إقناعهم بتنفيذ عمليات في مواقع معينة تزعزع الاستقرار المصري وفي نفس الوقت تُجبر الحكومة المصرية على اتخاذ إجراءات حصار ضد الفلسطينيين لحساسية المواقع المستهدفة .. وإسرائيل توفر الدعم اللوجستي بالمتفجرات والتقنيات العالية ..

وهل تعتقد أن رجال دحلان يستطيعون إقناع رجل بتفجير نفسه من أجل سواد عيون دحلان ؟
- قلت أن الأمر فيه خدعة .. فرجال دحلان يتصلون بالمعنيين على أنهم من القاعدة أو حماس ولا يطلبون منهم تفجير أنفسهم ، بل إعطائهم بعض الحقائب أو السيارات لإيصالها لمناطق معينة ثم تنفجر بمن يحملها دون أن يدري باستخدام تقنية عالية كما يحدث في سيناء .. أو بالإبلاغ عنهم كما حدث في الأردن .. وفي كل الأحوال إن ما تم إلقاء القبض على أي منهم قبل التنفيذ ، فالاعتراف سيكون على الشخص الذي عرف عن نفسه بأنه ينتمي لجهة معينة لأنه ضحية خدعة ولا علم له بحقيقة من حركه واستغل اندفاعه ..

هل تريد إقناعنا بأنك تعرف كل هذه المعلومات وأجهزة الأمن المصرية والأردنية غافلة عنها ؟
-الأردن متواطئة مع دحلان وتسير معه على نفس الخط ، أما مصر فهي عاجزة أمامه بسبب الدعم الأمريكي والصهيوني له .. فلقد عرفت مصر أن دحلان وراء قتل الجنود المصريين واختطاف الدبلوماسي المصري ولم تسطع فعل أي شيء معه باستثناء بعض عبارات العتاب والتي اعتبرها دحلان تحدياً له وسيتحرك على أثرها بعنف وضغط كبيرين نحو مصر إن لم تخضع وتحاصر الشعب الفلسطيني ..

تقصد تحاصر حماس ؟
- حماس نشأت في الحصار وتعودت عليه ولن يزعجها حصارها هذه الأيام .. ولكن حصار الشعب الفلسطيني سيشكل ضغط كبير على حماس سيجعلها تخضع وتلين ..

سؤال أخير .. كيف تعرف كل هذه المعلومات وأنت بالكاد تغادر مكانك المحجوب بهذه الأشجار العالية ؟
- كل المرافقين الذين يصاحبون دحلان في سفراته ، يعرفون أنهم حين يكونون هنا في البيت أنني صاحب الأمر الأول والأخير .. فبعضهم يدلي بمعلوماته على الرغم من سريتها ليثبت لي أنه صاحب شأن عظيم وليس مجرد حارس .. والبعض الاخر يخطب ودي بهذه المعلومات ليأمن مكري وغضبي ..


انتهى اللقاء الشيق الذي يصعب التأكد من مصداقيته نظراً لكثرة الاشاعات ولأن المتحدث كان سكران ..


كتبه العبقري :) : وميض قلم :wr: