أمور جدية

كاتب (ملف مقتل الحريري) يعقد مؤتمراً صحافياً في بيروت يفضح ميليس ويشير الى دور اسرائيل


لابُدّ لمن يتابع قضية الضباط الاربعة من التوقف عند الملاحظات التالية:‏
‏- التبدل في الادوار بين المؤثرين او المقربين من القضية بمعنى انتقال من كانوا في موقع ‏‏«الدفاع» الى الهجوم، والعكس صحيح.‏

‏- سقوط «اوراق زور» كثيرة وخصوصاً الورقة الاساسية التي على اساسها جرى التوقيف من خلال ‏افادة زهير الصديق.‏

‏- اختلاف الظروف السياسية وعدم التعرّض للضباط والمطالبة بمحاسبتهم كما كان الوضع ‏السائد بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري.‏

‏- عودة القضية الى التداول وبصورة مكشوفة وبدون اي خجل او بعدما كانت القضية من ‏المحرّمات، وقد توقف المتابعون عند الكلام السياسي لرئيس الجمهورية المطالب بمواجهة الضباط ‏بزهير الصديق في فرنسا الذي حمل معاني كثيرة في هذا التوقيت بالذات ومع بروز التوجه ‏الرسمي للطلب من الامم المتحدة التمديد لرئيس لجنة التحقيق سيرج براميرتس لمدة سنة مما يعني ‏ان القضية باتت على مفترق حاسم وجديد.‏

وبدون شك فان كلام رئيس الجمهورية الذي اتبعه برد مدعوم من رئاسة الجمهورية تجيز حق ‏الرئيس في التدخل «عندما يرى ظلماً في النزاعات»، لا يحتمل تفسيرات كثيرة، ويعني في مفهوم ‏الاوساط المتابعة ان رئيس الجمهورية بات على قناعة بتسييس القضية وان لا غبار على ‏الضباط الاربعة فان طرح التمديد لبراميرتس وفق قناعة المتابعين للقضية قد لا تتم عن حسن ‏نية اذ يخشى هؤلاء ان لا يكون هذا الطرح مناورة سياسية جديدة بعد سقوط كل الاقنعة وشهود ‏القاضي ديتليف ميليس وفضائح التحقيق السابق. وان لا يكون ذلك مناورة تهدف الى التمديد ‏في «عمر» اعتقال الضباط واستمرار توقيفهم بأي ذريعة اخرى.‏

على ان طرح التمديد لبراميرتس وتعيينه مدعياً عاماً للمحكمة الدولية تحت عنوان انه لم يتم ‏ترتيب المحكمة الدولية بعد وقد تحتاج الى وقت اكثر، وبان براميرتس قد لا يكون قادراً على ‏انهاء مهمته قبل حزيران قد يعبر عن سوء نية كما يرى المتابعون القضية فبعد ان تبين ان ‏تعيين مدعي عام للمحكمة الدولية يحتاج الى قرار من مجلس الوزراء والنواب تم طرح التمديد ‏لبراميرتس واقتراح تعيينه وهذا الاقتراح بتعيين براميرتس يثير تساؤلات خصوصاً وان براميرتس ‏اعلن في مرحلة سابقة عدم استمراره في التحقيق لاكثر من ستة اشهر. ومن الفرضيات التي ‏يطرحها المتابعون ماذا لو رفض براميرتس هل سيتم طرح المدعي العام الذي تريده الاكثرية ‏لاعادة ميليس الى المسرح السياسي. او اقتراح اي اسم من معسكر ميليس.‏

وترى الاوساط ان التمديد هدفه كسب الوقت لان خروج الضباط من السجن انتكاسة سياسية ‏لفريق الاكثرية والمستفيدين من فريق 14 آذار يفقدهم استمراريتهم الحاكمة.ومن المتوقع ان ‏يعقد مؤلف كتاب الصدمة الذي صدر مؤخراً عن دار نشر ‏Kai Homilius Verlag‏ للكاتب ‏الالماني يورجن كولبه الخبير في علوم الجرائم السياسية والذي عالج قضية مقتل رئيس الوزراء ‏السابق رفيق الحريري، مؤتمراً صحافياً في فندق الماريوت بعد اسبوع من اجل تقديم الكتاب ‏بمؤتمر صحافي بعد ترجمته الى اللغة العربية.‏

يؤكد الكتاب الالماني تورط الموساد في اغتيال الحريري وتورط اميركا وميليس في التضليل. وقد ‏قام مؤلف الكتاب باجراء عملية بحث دقيقة ادت الى ابراز ملاحظات ابرزها ان اجهزة ‏التشويش التي استخدمها موكب الحريري تعطلت قبل ساعة واحدة من عملية حدوث الاغتيال ‏وتوقف عمل الجهاز الالكتروني بتعطيل واستقبال وارسال اية ذبذبات لاجهزة التلفون ولاية ‏اجهزة تتحكم عن بعد. ولا يمكن التعطيل الا من خلال الشبكة التي لا تملكها الا الشركة الموردة ‏وهي الشركة الاسرائيلية وهذا الامر تعمد تقرير ميليس اخفاءه.‏