الموسيقى العربية المعاصرة..
هذه هي العبارة التي كنت أبحث عنها، ولم أستدل عليها إلا اليوم ..
منذ أن سمعت صوته الخفيض المعبر بصوت عالٍ وشجن محيط، منذ أن سمعت رنات عوده المنسجمه مع رنات صوته وحتى شعرات شعره، منذ أن أخذتني ألحانه إلى أماكن أعرفها وأخرى تمنيت لو أعرفها، منذ أن قرعت كلماته هامة رأسي صحت: آه يانفوخي على كده كلام..
مللت ضوء القمر، رائحة الزهر.. زقزقة العصافير.. والفتاة الجميلة..
يقول صديقي الشاعر أن القمر لم يعد شاعرياً منذ أن وطأت قدمي "جاجارين" سطحه عام 1961.. كذلك – برأيي- كل شيء حولنا يفقد سره وغموضه بسبب هذا التقارب الشديد بين الإنسان والطبيعة والتكنولوجيا - إن صح لنا التعبير.. إذاً، علينا أن نتفقد علاقات أخرى، مسميات أخرى، كلمات وشعر وشعور وإحساس آخرييين.. وكذلك نغمات.. وكذلك أشخاص ومغنيين.. وكذلك فرق موسيقية لا تلبس ربطة العنق وتسمي نفسها بـ "شحادين يابلد"..
أهذا إذاً مايسموه بالموسيقى العربية المعاصرة؟؟ أنا تكفيني كلمة "معاصرة" لأصدق، وأنتم؟!:what:
وأنا أبحث عنه، بعد أن سحرني فجأة.. طالعني موقع
"أزكى دنيا" بقسم يدعي "موسيقى عربية معاصرة".. وطالعني اسمه.. وطالعتني صورته، فقبلت شاشتي ووعدتها بيوم إجازة طويل بعد أن انتهي من كتابة هذا الموضوع..:D
بدأ زياد سحاب العزف على آلة العود عندما كان عمره السابعة عشر في عام 1989، حيث أصبح زميل وعضو في فرقة مجموعة بيروت للموسيقى العربية عام 1993. قام بالعزف المنفرد في الحفل التأبيني للفنان المصري الراحل عبد الحليم حافظ. في عام 2002 قام زياد سحاب بتأسيس فرقة "شحادين يا بلدنا"، قام بتأليف موسيقى لعدة مسرحيات منها "Marche" ل عصام بو خالد، Waiting for Godo" " ل روجر عساف، و فيلم بعنوان "Alive in Limbo"
يطل زياد سحاب على العود يرافقه أحمد الخطيب على الرق في ألبوم"عيون البقر" من خلال ثلاث عشرة مقطوعة موسيقية، اختار لها كلمات من دفتر الشاعر المصري الراحل صلاح جاهين وبعض الكتابات التي حاول سحاب التعبير من خلالها عن حالات معينة، مثل "جيت تحبّك" و"قمت نسيت" (غناء: ياسمينا فايد) و"الوضع الاقليمي" و"رسالة الى الامين العام".
تبدو تجربة زياد سحاب في "عيون البقر" كأغنية من ضمن البوم كامل غنية تنم عن مخزون موسيقي وتأثر واضح بالجمل اللحنية المصرية والعربية، حيث ابعد زياد سحاب التوزيع الموسيقي عن عمله وترك العود والرق يغنيان معه، بحيث ترك الأذن تدركها لدى اول لمسة ريشة تداعب عوده الذي لم يعد طريا، بل قويا ذا خبرة سمعية متراكمة ترجمها الحانا وغناء يعود بالزمن الى جماله واصالته وحميميته.
عن "ملحق النهار"
لم أخبركم أني في أثناء رحلة بحثي عن زياد سحاب، أصدمت بموقع Beirut Indymedia نقل مقالاً وتحقيقاً عن حفلة "شحادين يابلد" في الجامعة الأمريكية عام 2003، والمدعومة من قبل شركة "نستلة" السويسرية المقاطعة من قبل جماهير وناشطين من الشعب اللبناني الشقيق.. لقد رفض سحاب استلام نشرة "قاطعوا"، فشعرت بألفة كبيرة نحوه.. وكتب في التعليق على المقال:
أنا من اليمن، هذا البلد الشديد القسوة الشديد العاطفة في آن. لا يفهم كثيراً في السياسة ولا في التنظيم الحركي ولا البيانات، لكنه يعرف كيف يقاطع إذا قال له إمام المسجد "قاطع"! ويعرف أكثر كيف يزدري وينفي ويهمش ويصف بـ "العيب" كل من يقاطع مقاطعة إمام المسجد أو زعيم الحزب الحاكم أو حتى شيخ القبيلة!
أنا لم أقاطع، لم أقاطع أية بضائع أمريكية.. ولم أقاطع أية بضائع دنمركية.. هكذا أجد - أحياناً- ردات الفعل الجماهيرية غير متسقة وغير جذابة، وإن أريد لها ذلك: كالتجمهر حول جدار عتيق ببكة ليعبد الله؛ الحجارة والله غير متسقة في رأيي! ولكنني لن أدخر جهدا للتجمهر مع كل الشحادين والشياطين والملائكة ومدخني السيجار أمام عتبة سحاب والفرقة وهم يغنون..
[U]
ملاحظة،
بعد جدول الأغاني في "أزكى دنيا"، والتعرف على العلاقة بين نغمة سحاب في عوده وصوته، وكلمات صلاح جاهين (سيد المعاصرة الأقدم)، صدقوني أني لم أندهش، لم أندهش لهذا التوافق بين هذين الرجلين.. فذلك اتساق لا تعرفه غير لغة الروح التي تخاطر قلوب وعقول متجانسة من البشر دونما أي تفسير، أو بعبارة أدق دونما قدرة علمية على تفسيرها " بعد"...
سحاب،
شكراً على هذا الصباح الجميل.. وكلام الليل كده ;)
:wr:
[RAM]http://arabic.salmiya.net/songs/ziyad_sahhab/ram/ziyad_sahhab3.ram[/RAM]
للمزيد من الجمال، اضغط/ي هنا..