عزيزي العميد:

تحية مجددة مرة ثانية،

بما أنك تعشق الكتب القديمة و التي لها صلة بالتراث العربي بعمومه،فإني أهديك الآن جزء من كتاب موسوعي له قيمته لا يقل تقديره، في ظني، عن دراسات بروكلمان و غيره من المنقبين بشكل نقدي في تراث الشرق. الكتاب للأب لويس شيخو اليسوعي و عنوانه "النصرانية و آدابها بين عرب الجاهلية". لربما هو إجابة لسؤال البعض عن حال الأدب النصراني قبل و بعد الإسلام و كيف تفاعل هذا الأدب مع البيئة فأكسبها طبيعة متلاصقة بالتراث العربي الإسلامي الذي سيعقب ذلك. يعجبني أن الكتاب يعتمد على علماء النقد الحديث كمراجع يشار إليها مثل فلهاوزن و الشهير بدراساته في كلا من الإسلام و المسيحية و الذي لو ذكرت اسمه اليوم في بعض الكنائس المحافظة لنظروا إليك بتأفف لأنه صاحب نظرية الـ documentary hypothesis و المتعلقة بالراويات الأربع في قراءة نصوص العهد القديم. يأتي الأب شيخو و بثقافته العربية الواضحة و يستخدم المنهج النقدي في تنقيب كنوز الماضي. و مع ذلك، ستجد أن هذا الكتاب تعرض للنقد لاحقا و قالوا إنه ينسب للنصرانية ما ليس من شعرائها وأن شعراء النصرانية لربما لم يتجاوزوا نفرين فقط. ربما. و ربما لا. للبحث و النقد الدؤوب أن يقول كلمته العلمية الأخيرة.
أهديك أخي العزيز هذا الجزء من كتاب أراه شيق و ممتق بمقاييس متعددة.

لتصفح الكتاب أو تحميله،اضغط هنا

مع خالص الشكر لأٍسرة نادي الفكر التي أتاحت لي و لك فرصة التواصل هذه عبر المعرفة. و شكرا كثيرا على كلمتات الجميلة و اذكرني بدعاكم الصالح.

(f)