(وَلَيلٍ أَدَمنا فيهِ شُربَ مُدامَةٍ *** إِلى أَن بَدا لِلصُبحِ في اللَيلِ تَأثيرُ
وَجاءَت نُجومُ الصُبحِ تَضرِبُ في الدُجى *** فَوَلَّت نُجومُ اللَيلِ وَاللَيلُ مَقهورُ
خَلا أَنَّهُ لَو طالَ دامَت مَسَرَّتي *** وَلَكِن لَيالي الوَصلِ فيهِنَّ تَقصيرُ)
ابن زيدون


[CENTER]الرغبات الآثمة الشهية ...


أُحبِّكُ .. حينَ أُحِبُّ
أهيمُ صراحةْ ...
فتصير الرغباتُ الآثمةُ
مباحةْ ...

الحبُّ حبيبة روحي
ليسَ بإثمٍ
ليس جُناحا
إن كان لقلبٍ مثلي
إن كان هواكِ حبيباً قدّاحا

تلجين اللجَّ وذاكرتي
ترتعفين به رشداً وصلاحا

تقصدين قلبي سهاماً
فتورمين
فطوبى لها من سهامٍ
وأَجْمِلْ بهِ سلاحا

قد وقفتُ أحييكِ
صباحا
ومساءاً غمرتِ روحي
خمراً
فأزلتِ الوشاحا

من نحنُ إن لم نكن عشقاً
عشيةً وصباحا

قد تقولينَ افتضحتُ افتضاحا
قد تقولينَ هذا الحبُّ
متقدٌ بالرغباتِ
متشحٌ بشغافِ القلبِ
خفةً ومزاحا
قد تخافينَ الوشاةَ
قد تخافينَ:
سرّنا أن يُباحا
ولكنْ حبيبةَ قلبي
ألستِ ترينَ أنك صرتِ
في حبّي
ديناً وقرآناً وعلياً
وصِحاحا
أما ترينَ بأني أقفُ أمامَ الأعاصيرِ
أتحدى الرياحا
أما ترينَ أنك في هذا الهيامِ
وهذا العشقِ
صِرْتِ القضيةَ والكفاحا
وليس بهذا الحبِّ أحزانٌ
إذ غدوتِ فيه أفراحاً فأفراحا
وهزيجُ الرغبات المتقداتِ
عمّدت قلبي في لُجّه
وأدمتهُ قراحا

لن أستطيعَ الهدوءَ
ولست أريدُ من سجنكِ هذا
سراحا

هل أهاجكِ مطلعي
وعواصفُ أضلعي
ومغارفُ أدمعي
فصرتِ خموراً
كؤوساً وراحا

أريد استراحة !
لكي أتنفسَ محضَ دقيقةْ
أهذا محالْ؟
محالٌ حبيبةَ روحي
فقد صرنا ذاتَ الجسدْ
مزيجاً عنيفاً متاحا
ليسَ هناكَ حبيبةَ قلبي
في الحبِّ راحةْ
وليس هناك ترددْ
ولا يُقبلُ في دينِ الحبِّ
اقتراحا
فاتخذي من هذا الهيامِ
وشاحا

ولا تعبئي
إن ضرّجتكِ منايَ
جراحا

[U]صلاة:
بهذا المساءِ وهذي الليالي
نرومُ الفِكَرْ
ونُلقي القصائدَ
نروي العِبَرْ

جلسنا نناجي البشرْ
وروحَ القدرْ
جلسنا نناجي الضجرْ
حماقةَ أبناءِ جنسنا
بكلِّ الحبِّ وكلِّ
الذكاءْ
لنُضحي الهواءْ
جعلنا نناجي
لونَ السماءْ
بأنْ تتوحدَ كلُّ السُبُلْ
بمحضِ ديانةْ
نَخْلِقُها من قطراتِ
المطرْ
نَخْلِقُها من جمراتِ
السَقَرْ
فلسنا نمارسُ هذا الحبَّ
هوايةْ
ولكنْ جعلناهُ ديناً
وغايةْ
وليستْ ليالي الهيامِ إلا
البدايةْ
لنخلقَ كوناً جديداً
مُشاعاً مباح

باريس - الإثنين: 01-05-2006