محمد المحميد

عبدالله أحمد طرادة (نائب عريف في وزارة الداخلية) بحريني الجنسية، مسلم الديانة، شيعي المذهب، بالأمس كاد أن يلقى حتفه وتقام جنازته ويصلى على جثمانه، لولا لطف الله به، وبوالديه، جراء إلقاء قنبلة مولوتوف على سيارة الشرطة التي كان يستقلها أثناء تأديته لواجبه الوطني والوظيفي، والسؤال من سيستفيد من قتل الشرطي؟ وهل أصبح قتل الشرطة هو الحل بعد أن كان البرلمان هو الحل؟ بالأمس تم الإعلان عن وجود قنابل صوتية في شارع العدلية، ومن قبلها وقعت أحداث وأحداث، وغداً كما يبدو ذلك من التصعيد الحاصل الآن ستقع مجازر ومذابح، ولا ندري ماذا تخبئ لنا الحوادث أكثر وأكثر. اليوم يجب أن نملك الشجاعة ونعترف أمام الجميع بأننا في هذا البلد نواجه تنظيما إرهابيا نشطا، يسير وفق خطة زمنية، ستستمر حتى ما بعد انتخابات 2006م، ويجب أن نتصدى لهذا التنظيم الإرهابي بقوة القانون، فهو يهدف الى زعزعة الأمن والاستقرار وفق أجندة تخريبية مرسومة، وبمعاونة من الداخل والخارج، ويتلقى الدعم الكامل، المعلن والمبطن، من أطراف مختلفة ومتعددة في مختلف المجالات والأماكن، إعلامية ودينية وسياسية، شاء من شاء وأبى من أبى. اليوم يجب أن نملك الشجاعة لنعلن أمام الجميع أن هذا التنظيم استمر في مخططه وبرامجه التخريبية بفضل التبريرات المعلبة السيئة التي تصدر عن بعض الأشخاص في الجمعيات السياسية والوسائل الإعلامية ومن فوق المنابر، وبسبب الشحن السيئ المتواصل بأنه يمارس دوراً شرعياً وديمقراطياً، وأنه يعبر عن «حق«. اليوم يجب أن نملك الشجاعة ونصارح الجميع أن تمييع التعامل القانوني، وعدم الردع الحازم والحاسم مع هذا التنظيم والجهات الداعمة له في الداخل والخارج، والتفلسف والتحذلق والنيات الساذجة في التعامل مع هذا التنظيم، سبب رئيسي في مواصلة التخريب والتدمير، وسيصل بالغد إلى القتل والذبح، وهذا أمر حتمي لا تهويل ولا ترويع فيه.

في كل مرة كنا نقول ان هؤلاء أبناؤنا وإخواننا في الوطن، ونعطيهم العذر ونتسامح معهم، ونسكت عن العفو والمكرمات التي كانت تشملهم، ولكن ما زادهم هذا الكلام إلا حقداً، وما زادتهم هذه الأعذار إلا غيّا، وما زادهم ذلك العفو وتلك المكرمات إلا فساداً في الأرض وقتلاً للبلاد والعباد، وقد آن الوقت لأن يواجه هذا التنظيم الإرهابي بقوة القانون. أين المنظمات الإنسانية الدولية التي «تحشر« نفسها في قضايانا حينما يقع خطأ من الجهاز التنفيذي؟ لماذا صمتت في هذا اليوم؟ أين العدالة الانتقالية في محاولة قتل الشرطة؟ أليست عدالتكم المزعومة والمشبوهة هي عدالة انتقائية وليست عدالة انتقالية؟ أين صوت جمعيات حقوق الإنسان البحرينية عن أبنائنا ورجالنا واخوتنا في الأمن؟ لماذا «خرست« عن هذا الأمر؟ ولماذا تنزعج بعض القوى السياسية والدينية والإعلامية من إلقاء القبض على أشخاص مخربين، في حين أنهم لا ينزعجون ولا يتحركون أمام محاولة قتل مواطن بحريني وظيفته رجل أمن؟ إن جميع من يصمت أو يبرر أو يعطي الحجج في الأسطوانة المشروخة لهذا التنظيم الإرهابي هو مشارك في القتل والجريمة في حق الوطن ومستقبل الأجيال. إن الاستمرار مع هكذا وضع في التعامل المائع مع التنظيم الإرهابي النشط، هو بدايات لقتل شعب وحرب أهلية، ولسقوط دولة وقلب نظام حكم، واقرأوا التاريخ وانظروا حولكم، وستذكرون ما أقول لكم.

http://www.akhbar-alkhaleej.com/ArticlesFO...=162892&Sn=RYTH