{myadvertisements[zone_1]}
عقيدة الفداء كما يراها القمص زكريا بطرس1
غالي غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,762
الانضمام: Mar 2006
مشاركة: #1
عقيدة الفداء كما يراها القمص زكريا بطرس1

يقول لنا جناب القمّص زكريا بطرس إن مبدأ الفداء الذي من أجله تجسد المسيح ومات على الصليب هو المحور الذي يدور حوله الكتاب المقدس، وعندما تسأله السيدة ناهد متولي أن يقدم الأدلة من الكتاب المقدس ومن القرآن الكريم، يقول إن الكتاب المقدس مملوء بالأدلة التي تتكلم عن الفداء. وللأسف إن جناب القمّص يكذب ولا يقول الحقيقة، وأنا أتحداه أن يقوم بعملية حسابية بسيطة، يجمع فيها عدد المرات التي تكلم فيها العهد القديم والأناجيل عن وحدانية الله وكل ما له علاقة بعبادة الله وحده، ثم يجمع عدد المرات التي تكلم فيها العهد القديم والأناجيل عن عقيدة الفداء المزعوم التي يتجسد فيها الله في شكل إنسان لكي يموت نيابة عن البشر، ثم عليه أن يخبرنا ويخبر العالم كله بالنتيجة. وأنا أقول له مقدما إنه لن يجد في العهد القديم أي تعليم صريح يتكلم عن عقيدة الفداء هذه، وكل ما هناك مجرد ذكر لأمور يفسرها جناب القمّص على مزاجه، ويتخذ منها رموزا يدعي أنها ترمز لعقيدة الفداء، تماما كما ذكرنا فيما سبق عن قصة أم الخير. ثم يأتي جناب القمّص فيفسرها ويدّعي أنها كانت ترمز لولادة السيد المسيح، وذلك لأن فيها بعض الألفاظ التي تتشابه مع قصة ولادة المسيح، فيقول إن الأب هو الله الآب، وابنته أم الخير هي مريم، لأن الخير يرمز للسيد المسيح، ولما قال لها الأب أن تحمل كيس البصل كان يقصد أن تحمل السيدة مريم بالسيد المسيح بقوة الروح القدس، لأن البصل طعام يعطي الحياة لمن يأكله، وأن وضع أم الخير كيس البصل في الحظيرة كان نبوءة تدل على أن مريم سوف تضع المسيح في حظيرة.

وهكذا يا حضرات يقوم جناب القمّص بالربط بين بعض الكلمات المتشابهة ليخرج علينا بعقائد جديدة ما أنزل الله بها من سلطان، وينسبها للكتاب المقدس، وتقوم كلها على تحميل النص ما لا يحتمل. وحين تسأله السيدة ناهد متولي أن يذكر للمشاهدين ما جاء في الكتاب المقدس عن عقيدة الفداء يذكر لها 3 وقائع فقط لا غير، وهي كما يلي:
(1) أن آدم وحواء بعد أن أخطآ عرفا أنهما عريانان، فخاطا لأنفسهما مآزر من ورق الشجر، ولكن عندما تطلع الشمس كان ورق الشجر يجف فتنكشف عورتهما، فصنع الرب لهما أقمصة من جلد وألبسهما. ثم يتساءل جناب القمّص بعبقريته المهولة: طب جاب الجلد منين؟ ثم يرد فيقول: من الذبيحة من الفداء، وهو يقصد أن هذه الذبيحة ترمز لموت المسيح على الصليب! وعفا الله عنك يا أم الخير. ما هذا المنطق الأعوج يا جناب القمص؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!

(2) أن آخر ضربة من الضربات التي أنزلها الله بفرعون والمصريين هي قتل الابن البكر للناس والحيوانات والبهائم، وتصادف هذا أن يكون في عيد الفصح لدى اليهود، فقال الرب لموسى أن يضع اليهود علامة من دم خروف الضحية على بيوتهم، حتى عندما يمر ملاك الموت يرى العلامة فيعبر عن هذا البيت، وأما البيت الذي لا توجد عليه علامة يكون بيت للمصريين فيدخل فيه ويقتل ابنهم البكر. ويلوي جناب القمّص هذه الواقعة ليقول إن الخروف يرمز للفداء، أي أنهم ذبحوا الخروف بدلا من ابنهم البكر فكان فدية، وبذلك يتركهم ملك الموت ويعبر عنهم. مع أن القصة لا تمت بصلة إلى هذه العقيدة الشاذة التي ينسبها جناب القمّص إلى خروف الفصح، وملاك الموت لا يحتاج إلى علامة من دم حتى يدخل أو يعبر، وإنما أراد الله أن تكون هذه آية للمصريين ليروا أن بيوت بني إسرائيل التي عليها هذه العلامة لم يدخلها الموت. وهكذا نرى نفس الأسلوب في تفسير قصة أم الخير.

(3) أن شريعة موسى كانت تحتوي على تقديم فدية عندما يخطئ واحد من اليهود، ويدّعي جناب القمّص أن هذه الفدية ترمز للفدية التي قدمها المسيح بموته على الصليب، مع أن ملايين اليهود الذين مارسوا هذه الشعيرة وألوف الملايين من المسلمين الذين مارسوا أيضا هذه الشعيرة ويمارسونها في عيد الأضحى، لم يكتشفوا هذا السر الخطير الذي اكتشفه جناب القمّص ومن يؤمنون بهذه المسيحية المشوهة التي اخترعوها لتحقق ما يريدون أن يقحموه على الكتاب المقدس من عقائد وأفكار من صنع البشر، ومسّاك الله بالخير يا أم الخير!

هذه هي الوقائع الثلاث التي ذكرها جناب القمّص عن عقيدة الفداء، التي يدّعي أن محور الكتاب المقدس يدور حولها. وهو لا يكتفي بهذا فحسب، بل يدّعي أن هذه العقيدة موجودة أيضا في القرآن الكريم، فيقول إنه في الآية 32 من سورة المائدة يقول تعالى مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَني إِسْرَآئِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ في الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَآ أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا. وهنا تتجلى العبقرية القمّصية في التفسير فيسأل: لماذا على بني إسرائيل بالذات، ثم يجيب على نفسه: لأنهم هم الذين صلبوا المسيح!!. ثم يستمر في تفسيره العبقري فيقول: من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض، يعني من قتل نفسا بريئة طاهرة ما عملتش فساد في الأرض ولم ترتكب الإثم، (مع أن الآية لا تشترط أن تكون النفس المقتولة بريئة وطاهرة ولم تفسد، إذ يمكن أن تكون تلك النفس سارقة أو مرتشية أو تغتاب الناس أو تسيء معاملة الجيران، ومع ذلك فلا يصح قتلها بغير أن تكون قد قتلت نفسا، أو أفسدت في الأرض فسادا شديدا يعادل قتل النفس). ثم يقول: فكأنما قتل الناس جميعا، وهنا نجد أنه يفسرها بمعنى أنه قد قتل الناس جميعا بالفعل. ثم يقول: ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا، أي أن من أحيا هذه النفس البريئة الطاهرة فقد أحيا الناس جميعا، ويستنتج من هذا عقيدة الفداء المزعومة، فيقول: من هي النفس البريئة الطاهرة التي قُتلت ثم عادت إلى الحياة غير المسيح؟ أي أنه افترض أن المسيح قد مات وعاد إلى الحياة بالفعل، مع أن هذه هي النتيجة التي يريد أن يصل إليها من المقدمات التي يحدثنا عنها. وهكذا نراه يستخدم النتيجة في إثبات صحة المقدمة، وهذا خطأ منطقي، لأنه لا بد أن تكون المقدمات صحيحة لتصل إلى صحة النتيجة وليس العكس. يعني مثلا إذا أردنا أن نثبت جرم أحد المجرمين، فقلنا إن الرجل كان موجودا في مكان الجريمة، ولم يكن أحد سواه هناك، فهذا يدل على أنه ارتكب الجريمة. فهنا ذكرنا مقدمات صحيحة ووصلنا إلى النتيجة المترتبة عليها وهي ارتكاب الجريمة.

أما جناب القمّص فيقول: حيث إن الرجل ارتكب الجريمة فلا بد أنه كان في مكان الجريمة، أي أنه يستخدم النتيجة لإثبات صحة المقدمة، ثم يقول بعد ذلك، وحيث إنه ثبت أن الرجل كان في مكان الجريمة فلا بد أن يكون هو الجاني، وهو بذلك يستخدم المقدمة لإثبات صحة النتيجة.

وكذلك في التفسير الذي يقدمه للآية يستخدم النتيجة، وهي ما يزعمه من قتل المسيح وعودته إلى الحياة، ليثبت المقدمة وهي فكرة الكفارة والفداء، ثم يعود ويقول إن وجود فكرة الكفارة والفداء هي من أجل بيان صلب المسيح. ومع ذلك فهو يدّعي أنه يتكلم بالمنطق ويخاطب عقلية القرن الواحد والعشرين.

ويضيف جناب القمّص استدلالاته العبقرية على وجود مبدأ الفداء في الإسلام، فيستشهد بما فعله عبد المطلب جد الرسول حين نذر أن يذبح ابنا من أبنائه الذكور إذا رزقه الله بعشرة من البنين، فخرجت القرعة على عبد الله أصغر أبنائه وأحبهم إليه، فأراد أن يفديه بذبح عشرة من الجمال، ولكنه حين اقترع خرجت القرعة على عبد الله، فزاد عدد الجمال إلى عشرين وثلاثين إلى أن بلغت مائة فخرجت القرعة على الجمال، وبهذا نجا عبد الله من القتل. وجناب القمّص يرى بذكائه الخارق أن هذا دليل على وجود مبدأ الفداء في الإسلام الذي أتى به محمد الذي لم يكن قد ولد بعد!! أرأيتم يا حضرات المشاهدين كيف أن القمّص يلوي الحقائق ويزيفها ليخرج بالنتيجة التي يريد أن يؤيد بها فكره الذي لا يقوم على أساس ولا منطق؟

كذلك فإنه يدّعي أن ذبح الذبائح عند المسلمين دليل على وجود فكرة الكفارة في الإسلام، وذلك لأن الذبائح تُكفّر عن الذنوب، حيث جاء في الكتاب المقدس مبدأ "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة". وحينما نتقصّى عن ذلك المبدأ العجيب، نجد أن الله لم يعلمه لآدم، ولم يعلمه لنوح، ولم يعلمه لإبراهيم، ثم أنزل على موسى التوراة ولم يذكر فيها هذا المبدأ العجيب، ولم يعلمه لأحد من الأنبياء بعد موسى، ولم يعلمه حتى للمسيح، ولم يعلمه أيضا لتلاميذ المسيح، وإنما عُثر على هذا المبدأ في رسالة من مؤلف مجهول، لا يُعرف من كتبها على وجه التحديد، ولو أن البعض يقول إن بولس هو الذي كتبها، ولكن هناك أدلة على غير ذلك. وليس هذا كلامي يا جناب القمّص، فأنا لا آتي بشيء من عندي، ويمكنك أن تراجع نسخة الكتاب المقدس الأمريكي الجديد The New American Bible، المطبوع في نيويورك في 27 يوليو (تموز) عام 1970، ويحمل موافقة رئيس أساقفة واشنطن، لتعلم يا جناب القمّص أن رسالة العبرانيين مجهولة المصدر. وهذه هي الرسالة التي جاء فيها هذا المبدأ العجيب: "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة"، وكأن الله، تعالى عن ذلك، كان مثل دراكيولا، متعطشا للدماء، فلا يعفو ولا يغفر إلا إذا سفك له الإنسان دماء ضحية بريئة، ولذلك فهو أيضا لا يستطيع أن يعفو ولا يغفر إلا إذا سفك دماء ابنه البريء!!

ألا فاعلم يا جناب القمّص أن الذبيحة في الإسلام تُسمّى "قربانا"، لأنها وسيلة للقرب من الله تعالى، والإنسان حين يذبح الضحية فكأنه يقول يا رب إني أموت عن خطاياي كما تموت هذه الضحية، ومنذ الآن فإني أبدأ صفحة حياة جديدة في طاعتك، حياة تقوم على البر والتقوى وعمل ما تحب وترضى. فليس ذبح الضحية في حد ذاته هو الذي يأتي بالمغفرة، وليس في دم الضحية من شيء يستجلب المغفرة من الله تعالى، وإنما العمل الذي يقوم على التقوى هو الذي يتقبله الله. ولذلك يقول تعالى عن هذه الذبائح والأضحيات لَن ينَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَآؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتَكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (الحج:37). وفي قوله تعالى سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ قاعدة تنسف نسفا فكرة الفداء التي تقوم عليها المسيحية الباطلة. فالآية الكريمة تقرر أن الله تعالى سخّر لنا هذه الحيوانات، وجعلها في خدمتنا وتحت تصرّفنا، لأنه كرّمنا وجعلنا أفضل منها، ولذلك فقد وضع الله تعالى مبدأ التضحية بالأدنى في سبيل الأعلى والأعظم. فالأمّة إذا تعرضت للعدوان تضحّي ببعض أبنائها في الحرب في سبيل مصلحة الأمّة والحفاظ على كيانها، ولكن الإنسان الذي يضحّي بالأمة في سبيل مصلحته يُعتبر خائنا. كذلك فإن المرء إذا أصاب إصبعه تسمّما يهدد سلامة اليد، فقد يضطر إلى التضحية بالإصبع ويبترها في سبيل المحافظة على اليد، ويضحي باليد في سبيل المحافظة على الذراع، ويضحي بالذراع في سبيل المحافظة على الجسد، ولكنه لا يضحي برأسه في سبيل المحافظة على إصبعه، إذ لا يفعل ذلك إلا المجانين أو من يريدون الانتحار. فالله تعالى سخر هذه الحيوانات التي هي أدنى من الإنسان لكي تكون وسيلة يتقرّب بها إلى الله، ويتعلم أن يضحي بشهوات نفسه، التي هي أدنى، في سبيل الحصول على رضا الله تعالى الذي هو أعلى وأعظم وأكبر من الإنسان، فقال لِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ.

هذه هي فلسفة التضحية والفداء في الإسلام يا جناب القمّص، وليست هي في سفك الدماء لإله متعطش للدماء، لا يغفر إلا إذا سُفك الدم. كذلك فإن مبدأ الفداء الذي تقوم عليه مسيحيتك يقلب الأمور، ويجعل التضحية بالأعلى في سبيل الأدنى، أي تضحية ابن الله البريء من أجل الإنسان الخاطئ. وأنت تسمّي هذا محبة، ويكررها قساوسة المسيحية في كل مناسبة، للتدليل على محبة الله للإنسان، مع أن التضحية بالأعلى من أجل الأدنى يدل على الخبل والجنون والخيانة.

وبعد أن نسب جناب القمّص إلى الله تعالى أنه قضى بالموت والعذاب الأبدي في جهنم النار الأبدية على كل البشرية، يقول إن الله يريد أن يغفر للبشرية، ولكنه لا يستطيع ذلك لأنه لا بد أن ينفذ العدل أولا قبل أن يرحم ويغفر، فلا بد أن يجد فاديا يُنفذ فيه حكم الموت هذا، فيستطيع بعد ذلك أن يغفر للبشرية. ثم يتساءل جناب القمّص عن شروط هذا الفادي ويقول إن الخطية يقاس حجمها وجُرمها، وكبرها أو صغرها، بالشخصية الْمُساء إليها. ولا أعلم من أين أتى بهذه القاعدة التي لم تأت في أي كتاب سماوي أو غير سماوي، اللهم إلا الكتب التي تقوم على الأفكار الإنسانية أو الشيطانية. ثم يقدم مثالا على ذلك فيقول: لو أنه أخطأ في حق شخص عادي بسيط مثل الفرّاش الذي يعمل في مكتبه، فماذا يكون علاجها أو فداؤها؟ ورقة بخمسين جنيه أو مائة جنيه ويقول له خد دول لأولادك، اشرب بهم شاي، فيسأل الفراش: ليه يابيه عشان إيه ده يا بيه؟ فيقول له: أنا غلطت في حقك يا ابني وشتمتك، فيقول: ياريت تشتمني كل يوم يا بيه. ثم يقول: لو أنا ارتكبت الجرم ده نفسه أو قلت الشتيمة دي ضد رئيسي أنا، أقوله خد الميت جنيه دول؟ طبعا لأ، العملية كبرت. ولو أنا أخطأت بنفس الجرم ده ضد رئيس الجمهورية؟ فتقول السيدة ناهد متولي: تروح ورا الشمس. فيضحك الإثنان ثم يقول جناب القمّص: فلما الخطية كبرت، كبرت بحجم من يُساء إليه وقيمة من يُساء إليه. طب تعالوا بقى للي يغلط في حق ربنا، أي إنسان مهما كان برضه ولو رئيس جمهورية برضه محدود، لكن الله غير محدود، يبقى الخطأ اللي في حقه يكون إيه؟ غير محدود. ما هو أي حاجة مضروبة في ما لانهاية تبقى ما لانهاية. يبقى خطيتي واحدة في حق الله غير المحدود أصبحت خطية غير محدودة تستوجب عقوبة غير محدودة، موت أبدي. طب لما نيجي نفديها بقى نفديها بفادي شكله إيه؟ غير محدود أيضا. ثم يقدم مثالا آخر فيقول للسيدة ناهد: يعني لو أنا أخدت منك عربية رولزرويس وخبطتها في شجرة، أروح أجيب لك عربية فيات وأقولِك معلش خدي العربية دي بدالها؟ ما ينفعش. العربية رولزرويس تفديها بعربية رولزرويس. خطية ضد الله تبقى محتاجة إلى فداء غير محدود على قد الله، الأمر المستحيل إنه يبقى فيه فادي على الأرض غير محدود، يبقى فيه لازمة إن الله الغير محدود هوه اللي يفدينا، هوه بنفسه اللي يفدي. يبقى ده أول شرط إن الفادي يكون غير محدود، لأن الخطية غير محدودة، وعقوبتها غير محدودة، وفداءها لا بد أن يكون غير محدود، ولا يوجد غير محدود إلا الله، ومن هنا كانت حتمية تجسد الله في المسيح.

أرأيتم يا حضرات كيف أن جناب القمّص يقدم أفكارا تبدو أنها صحيحة، ولكنها تقوم على أساس خاطئ، ولا تجد لها تأييدا لا في الواقع ولا في أي كتاب سماوي، ثم يخرج منها بقاعدة يبني عليها عقيدة خطيرة. ونريد أن نسأل جناب القمّص ما يلي:

أولا: من أين أتى جنابه بهذه القاعدة القمّصية، وهي أن الخطية تقاس بحجم وقيمة من يُساء إليه؟ هل هي موجودة في التوراة أو في الأناجيل الأربعة أو في القرآن الكريم؟ وإذا كانت موجودة، فلماذا لم يذكر لنا ولا مرجع واحد يؤيد به كلامه؟

ثانيا: هل تتفق هذه القاعدة التي اخترعها مع قواعد العدل الذي كان يحدثنا عنه؟ وهل تأخذ الحكومات بهذه القاعدة القمّصية عند وضع القوانين، فنجد مثلا قانونا يقول إذا أنا سرقت من إنسان غلبان عشرة جنيه كانوا كل ما يملكه، فيُحكم عليّ بست شهور سجن، أما إذا ارتكبت نفس الجرم وسرقت عشرة جنيه من جناب القمّص، فيُحكم عليّ بست سنين سجن؟ هل هذا هو المنطق الذي تدّعي أنك تكلم به عقول الناس في القرن الواحد وعشرين يا جناب القمّص؟

ثالثا: هل إذا حملت ابنك وليدك فبال عليك وبللك، فهل تعاقبه أم تعطيه لأمه كي تغير له ملابسه؟ فإذا جئت أنا وفعلت نفس فعل وليدك عليك، فهل يكون تصرفك هو نفس تصرفك تجاه وليدك، مع أن الفعل واحد في الحالتين، والْمُساء إليه واحد أيضا؟ وهل تتوقع من الملك الذي يبلله وليده أن يصدر مرسوما ملكيا بإنزال العقوبة عليه، أما إذا بلل أحدا من الخدم فلا إثم عليه؟ وألا ترى أن الملك الذي يأخذ بالقاعدة التي اخترعتها يكون سفيها أو مجنونا؟ يا سيادة القمّص؟

رابعا: في مثال العربية الرولزرويس، أنت أسأت إلى السيدة ناهد متولي وعانت هي خسارة حين حطمت سيارتها، فمن العدل أن تعوضها بمقدار الخسارة التي عانتها بسببك. ولكن هل نسيت يا جناب القمّص أن الله لا يعاني من أي خسارة إذا أخطأ الإنسان، ولا يستفيد شيئا من طاعته؟ أم أن فكرة التجسد التي ملكت عليك تفكيرك جعلتك تظن أن الله زي حضرتك، تضيق حكمته ويتدنى تفكيره إلى مستوى تفكيرك وحكمتك؟

خامسا: ألم يخبرك أولئك الذين يكتبون لك المواد ويعدون لك البرامج أن هناك حديثا قدسيا يقول: "يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضُري فتضرّوني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. يا عبادي: لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنّكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم، ما زاد هذا في مُلكي شيئا. يا عبادي: لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنّكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من مُلكي شيئا"؟

هذا يا جناب القمّص هو الإله الحق الذي يستحق العبادة، هذا هو إله الإسلام وإله المسيحية الحقة وإله الأديان كلها، فهو الله تعالى رب العالمين. هذا هو الرب الذي أمر موسى بعبادته وقال يخاطب شعبه: "اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد" (تثنية4:6)، وهو نفس الرب الذي سجد له السيد المسيح وقال إن أعظم الوصايا هي أن تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك. هذا هو الرب الإله الحكيم، غافر الذنب وقابل التوب، شديد العقاب ذي الطول. وأما الإله الذي اخترعتموه فلا وجود له في هذا الكون، إلا في مخيلة أولئك الذين ضلوا عن الله الواحد الحق، فلا يمكن أن يكون هذا إله محبة، الذي يعتبر أن خطيئة إنسان محدود، خطيئة غير محدودة.
أفق يا جناب القمّص، أفق فإنك في القرن الواحد والعشرين، ولست في زمن بولس الرسول، فلا تنسب إلى الله ما تستحي أن تتصف أنت به من سوء الفكر وقسوة الحكم.


05-06-2006, 06:21 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
عقيدة الفداء كما يراها القمص زكريا بطرس1 - بواسطة غالي - 05-06-2006, 06:21 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  العقيدة الإسلامية ثابتة .لكن ما مصير عقيدة حياة عيسى في السماء؟ جمال الحر 3 2,064 11-11-2011, 11:28 AM
آخر رد: جمال الحر
  إلى الأخوة الأقباط ما هو القمص ??? بسام الخوري 3 2,167 01-24-2011, 04:47 PM
آخر رد: observer
  القمص زكريا بطرس....ما رايك ؟ ( بدون انفعال ) fancyhoney 36 9,913 10-22-2010, 02:06 PM
آخر رد: مؤمن مصلح
  الله ممكن ان يظلم , هل هذه عقيدة اهل السنة و الجماعة ؟؟؟؟ على نور الله 36 8,310 09-03-2009, 11:35 PM
آخر رد: الزعيم رقم صفر
  مناقشة العضو (..) فى عقيدة الولاء والبراء أنا مسلم 69 10,893 10-08-2008, 04:55 PM
آخر رد: Obama

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS