ما إن أتقصد الإغفال عن اليوم وأحاول اختبار تجربة السكوت حتى تراودني رغبة عارمة في النظر الى الحياة ساعة العصر عبر نافذة مطبخي التي زخرفتها بالورود من الخارج والداخل متقصدة مراقبة اكتظاظ الناس في شارع له هيئة بحيرة من النزهات الذاهبة والعائدة
تأخذهم أقدامهم نحو إيقاظ بهجة نائمة عند المنعطف
رعية للنجوم لا تعرف النوم

لا تعي كم يتستر الليل على ذرائع لصنع الخاتمات والبدايات
حينما يسدل خيمته على مؤلفين لنصوص تطفو على سطح المصير

ثم أتناول إحدى ورودي
وأكتب نفس الكلام لكن على صفحة جديدة من لون ساعة العصر
أدون ما أعيد اكتشافه كل يوم منذ سنين:


الحب.. خمرة قديمة
رؤى نبوية مخصصة للأشخاص العاديين
تأويلاتها مغفلة
أماطقوسها فهي الاتكاء على نوافذ المطابخ بحثاً عن طريقة لتبديل الغيوم الحالية بأخرى مزركشة
والجلوس القرفصاء أمام حواف السيول متأملين روعة الانجراف في ذاكرة
ولون
في نسيان وسقوط في أثير فراغ هائل من الورود
والأنسام المستعصية على الفهم

عندما ينتابنا الشك فيما كنا قد آمنا به من أن السير هو فقط نحو الأمام

عندما نرغب بالسفر لدرجة تمزيق الخرائط

عندها فقط يمكننا الجلوس عند حافة النافذة وقد أنهكنا تدارك ما حل بنا
واستسلمنا لقرار تأجيل الزمن إلى أجل غير مسمى
أي: إلى الأبد

وبوصفي أكثر العاشقات سذاجة
أعود ثانية للفرار من النافذة نحو الداخل
وقد أذهلتني نشوة اكتشاف ما أعيد اكتشافه كل عصر
وبوصفي اكثر العاشقات جنوناً
أعود في العصر التالي للجلوس أمام النافذة
بحثاًعن اكتشاف جديد