بورود خبر الزرقاوي يتساءل المرء لإن كان سيفرح أم سيأسى من هذا الخبر !

لقد كنا جميعاً متفقين أن وجود الزرقاوي لم يفد العراقيين بل زاد مأساتهم مأساة بمذابح وقعت بهم من تخطيطه، وهم بريئون كل البراءة من التعاون مع الاحتلال الأمريكي أو الحكومة الأمروعراقية.
كما كانت خطبه وأفعاله توقع الفرقة والتجزئة بين شرائح المجتمع العراقي والذي لم ير يوماً أصعب من الأيام التي تمر به حالياً، حيث يقع به القتل بشكل يومي على يد الأمريكان أو على يد عصابات لا نعرف من أسسها ولمن تمن بولائها...

لقد كان وجود بن لادن وبالاً على أفغانستان ودول الشرق الأوسط والمسلمين في كل مكان، المسلمين عقيدةً أو حتى انتماءاً أو اسماً...
إذ وفرت هذه الفرصة لجناح سياسي عاجز هو اليمين الأمريكي بأن يقلب فشله إلى نجاح زائف عبر توجيه النظر إلى الخطر المحدق والذي على زعمهم يهدد العالم أجمع : الإسلام.... ومن المخلص : دون كيشوت أمريكا السيد بوش...

ومنذ ذلك الوقت، حمل بوش رمحه، ووضع طاسة الحلاقين على رأسه ليكتشف بعد غزوه أفغانستان أن هذا الأمر لا يكفي... إذ أن نصره ضد عصابات صنعتها أمريكا بالأصل لا يكفي...
فوجه تهديده نحو العراق، وحمل على حصانه، ليدخل العراق بحجة أسلحة الدمار الشامل التي باعها هو أصلاً لصدام في الثمانينات لوقف زحف الثورة الإيرانية وضرب معارضي صدام وأبناء شعبه...

وهاهو الأن يمجد نفسه ويهنئها بقتل الزرقاوي، ونشكر الله أن خلصنا منه، ولكن لا فخر في أن يقتل صانع صنعته...
وما الزرقاوي وأمثاله إلا صنعة أمريكا نفسها.
وما الإسلام المتطرف إلا صنعة أمريكا في السبعينات والثمانينات للوقوف في وجه الزحف الماركسي في العالم الإسلامي وضرب الخاصرة السوفييتية في أفغانستان...

الأن، وقد تخلص الشعب العراقي من أحد أعدائه، نأمل أن يتخلص من ألد أعدائه : الجيش الأمريكي المحتل...