بسم الله والصلاة والسلام على الرسل أجمعين

هو موضوع كررته مسبقا ولكنى أقدمه مرة أخرى بفكرة مختلفة
وهى الفرق بين آدم وبين ذريته...من خلال أعداد سفر التكوين

1- آدم عليه السلام مخلوق للأرض ليعيش فيها ويعمرها
1: 26 و قال الله نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا فيتسلطون على سمك البحر و على طير السماء و على البهائم و على كل الارض و على جميع الدبابات التي تدب على الارض (تكوين)

2- خلق الله عزوجل البشرية كلها مقرراً مسبقاً انهم للأرض فقط
1: 27 فخلق الله الانسان على صورته على صورة الله خلقه ذكرا و انثى خلقهم

وليس المقصود هنا آدم عليه السلام وإنما ذرية البشر كلها لأن آدم سيجبل بعد ذلك فى 2 : 7 من نفس السفر (التكوين)

وهذا مايشهد له الله عزوجل فى كتابه العزيز:
{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ }الأعراف172

3- البشرية الأرضية متاح لها الأكل من كل الأشجار المثمرة
1: 29 و قال الله اني قد اعطيتكم كل بقل يبزر بزرا على وجه كل الارض و كل شجر فيه ثمر شجر يبزر بزرا لكم يكون طعاما

وهذا يثبت ان جنة عدن كان لآدم عليه الصلاة والسلام فقط لأنه منع من أكل شجرة معينه فيها
3: 3 و اما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة فقال الله لا تاكلا منه و لا تمساه لئلا تموتا

وهذا أمر لاحق بالمنع المخصص بعد الأمر بالإباحة العامة لذريته الأرضية

4- وعد الله عزوجل بتكاثر البشر فى الأرض
1: 28 و باركهم الله و قال لهم اثمروا و اكثروا و املاوا الارض و اخضعوها و تسلطوا على سمك البحر و على طير السماء و على كل حيوان يدب على الارض

وهذا دليل أخر على ذرية آدم عليه السلام كان مقرهم ومقر تفاعلهم مع بعضهم هو الأرض وليس عدن
خصوصاً وأن عدن لم يكن فيها عورات ولا إرتباط يؤدى إلى تكاثر
2: 25 و كانا كلاهما عريانين ادم و امراته و هما لا يخجلان

5- عدن خلقت لآدم عليه السلام وحده وليس لذريته
2: 8 و غرس الرب الاله جنة في عدن شرقا و وضع هناك ادم الذي جبله

6- أمر الله عزوجل آدم عليه السلام برعاية عدن
2: 15 و اخذ الرب الاله ادم و وضعه في جنة عدن ليعملها و يحفظها
وفى النص العبرى ( ليزينها )

وهذا يثبت بالدليل القاطع انها لم تكن للبشر لأنه لما كانت الحاجة إلى التكرار بالرعاية لما كان هذا يعنى انه أمر خاص بآدم عليه السلام
وعدن جزء من الأرض (حسب الكتاب المقدس) وحيث ان ذريته أمرت مسبقاً بالتفاعل فى الأرض وأمر آدم عليه السلام بعد ذلك بالتفاعل فى عدن مرة أخرى انها خاصه به وحده لأن العهد جدد له فقط دون ذريته

7- إنتهت إستضافة آدم عليه السلام فى عدن وعاد إلى الأرض لينفذ أمر الله السابق عليه وعلى ذريته بإعمار الأرض والتكاثر فيها
3: 23 فاخرجه الرب الاله من جنة عدن ليعمل الارض التي اخذ منها

من خلال هذا نستنتج:
أولاً : آدم عليه السلام وذريته كلها خلقت للأرض ليعمروها ويثبت ذلك انهم أخذوا أصلا من ترابها وليس من تراب عدن

ثانياً: عدن خلقت لأدم عليه السلام وجلس فيها علية الصلاة والسلام كالضيف يزينها وينعم فيها مع توعده أنه إذا أكل الشجرة ستنتهى ضيافتة ويعود إلى العمل الذى من أجله خلق أصلاً وهو إعمار الأرض وهذا لايكون إلا بالتعب والشقاء عكس الرخاء الذى كان ينعم به فى عدن

ويشهد لذك قوله تعالى:
{وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً }طه115
ونسيان آدم عليه السلام هنا يعود على امور كثيره مثل عداوة الشيطان له ومثل الشقاء المنتظرة خارج الجنه
{فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى }طه117

ثالثاً: خطية آدم عليه السلام بالاكل من الشجرة تعود عليه وحده هو وزوجه دون ذريته لأن ذريته فى الأساس كان مفروض عليها الشقاء فى الأرض قبل خلق آدم وحواء بل وعدن أصلاً

وهذا كله يثبت بطلان توارث الخطية الأصلية لأنه لم يكن هناك خطية أصلا يتوارثها البشر من آدم عليه السلام بل ان الأمر كان مخصص لآدم عليه السلام وإنتهى معه وخرج من عدن ولعنت بعده فلن ولم يدخلها أحد بعده وإنتهت القصه كلها ولم يعد هناك عدن على الأرض

ويثبت ذلك ان عدن الموعوده عن النصارى اليوم هى فى السماء وليس فى الأرض وستذهب الأرض وستذهب السماء وسيكون هناك أرض وسماء جديدتان
1 ثم رأيت سماء جديدة وارضا جديدة لان السماء الاولى والارض الاولى
مضتا والبحر لا يوجد فيما بعد . (رؤيا يوحنا 21)

رابعاً : وهذا الأهم أن بقاء النتائج الملموسة للخطية المزعومة والتى منها متاعب الحمل وشقاء الرجل والتعب فى الأرض ليس للذكرى كما يقول البابا شنودة بل لأنها أمور فرضت أصلا على البشرية قبل ان تخلق عدن وقبل ان يخطئ فيها آدم ولهذا بقى عهد الله عزوجل مع ذريته لأنهم لادخل لهم بفعل آدم عليه السلام وهذا يعنى ان كفارة الصلب ليس لها دخل بخطية آدم عليه السلام والنتائج المترتبه عليه من قريب او من بعيد وإلا عد بقاء تلك النتائج يعود إلى عدم قبول الكفارة