لا أدري ما الذي دهاني... كان قلبي يرتجف عندما رأيت ذاك المشهد...
إنه المشرف أفيروس، وأفيروس كلمة لاتينية تعني مفترس...
ومن لا يعرف اللاتينية سيصدقني...


يتبع فوراً :

هذا الصباح استيقظت مساءاً، غسلت وجهي بالحليب والمياه المعدنية، نظرت من نافذة المركبة الفضائية، نفس المنظر الممل :
تنينات تتمايل هنا وهناك، قصف فلسطيني لمنازل وعائلات الإرهابيين الإسرائيليين، وبضع مائات الآلاف من أرواح الأمريكان تمر إلى السماء بعد الموجة الأولى من القصف الجوي العراقي للمثلث الكاليفورني...

لم يبق في الكأس إلا القليل من التمرهندي من ليلة البارحة... المسكرات حرام، ولكن ماذا أفعل، تعودت التمرهندي وعرق السوس كل مساء، ولا أستطيع أن أنام قبل أن أسكر عليهما...

مرت بضع تنينات خضر وزرق أمام المركبة الفضائية، صليت التراويح، ثم نظرت من نافذة القمرة...

يا للهول، إنه ذاك الشبق، الفك المفترس، أفيروس الفيروس، آفة العصر، وبلوة الدهر، يمسك جيتارته بيمينه، وقنينة الأكسجين بيساره، ويغني أغنية : على بابي واقف قمرين، لرائدة الفضاء هاجر التي سكنت التلسكوب هابل الذي أصلحه منذ خمسين عاماً إيشنتاين التونسي وإلا لبقيت الناسا في حيرة من أمرها ولم تقم لأمريكا قائمة.

ذاك أفيروس الفيروس، يتودد للنساء وكأنه حمل وديع، ثم ينشب أظفاره في رقابهن دون رحمة...

فهمت القصة على الفور، اتصلت بالشرطة، والمخابرات، والجيش، والإسعاف، والإطفاء، وكل من تذكرت هاتفه...
كان لا بد لي من إنقاذها من براثن ذاك المعتدي...

نفذت الطاقة من المركبة الفضائية، فتحت النافذة، وكتبت فيها شكوى إلى الله، والشكوى لغير الله مذلة، أشكو أفيروس فيها وأتهمه بالحب والتحيز....

انتهت المهمة، استيقظت من نومي ثانية...
غسلت وجهي.
ذهبت إلى عملي، وبدأت يوماً جديداَ....