"سنة ورا سنة" يضطرم الأوار الألماني في مرجل العزيمة ,و يتصاعد الشموخ أنشودة عنفوان على أقدام كلوزة و رفاقة تحت رعاية القائد المظفر كلينسمان,رويدا رويدا بتؤدة و تثاقل رزين يتوسد المارد مجلسة الكروي بيمينه صولجان الحكمة و بيسارة مزامير مستوحاة من لدن قيصر القياصرة بكنياور, يحف به المجد و يرفل بالديباج و الدمستق , يطوق جيده النصر,و يتمنطق بالرجولة,أمض ايها النقي الى الدور الثاني مصحوبا بخشوع الأتقياء,و طهر الأنبياء,و أجنحة الملائكة,لا تنظر الى الخلف و لا تأبه للجثث التي خلفتها ورائك أوصالا و شظايا,أمض لتتبوأ سدرة المنتهى فأنت قاب قوسين منها أو أدنى.

مقدمة ضرورية يمليها الراهن الذي يفرض وجوده , فقد أنطلقت موجات المد العارم التي ستغمر من تغمر و تجرف من تجرف فألى جهنم و ساءت مستقرا,تماسكت الخطوط و تقاربت و أصبحت كاابنيان المرصوص, الدفاع و الهجوم و الوسط,الكل للواحد و الواحد للكل ملحمة "الفرسان الأحد عشر" يرويها كلينسمان, و تكتبها أقدام الرجال على مرأى من القيصر الذي تعتق بكهنوت البطولة , أقتربت الساعة و أنشقت الأرض عن المردة البواسل,فحماوا حملة صدقوا فيها فشقوا الصفوف,و قطعوا الأيدي و الكفوف حتى صارت كالعهن المندوف,فهنيئا لكأس يزن خمس عشرة مثقالا من الذهب الخالص هنيئا له أحد أحد عشر كوكبا دريا.

ظهر الألمان كما يجب و كتبوا بأقدامهم درسا كرويا للعالم,اللعب السلس الطري و التحرك الواقعي الواعي , الذي يعرف مواضع خطواته,تتحرك الكرة بأقصر خط ممكن من الدفاع الى الهجوم تتناقلها أقل عدد من الأرجل و بأطول التمريرات المضمونة , بلا حذلقة و لا تفكه,توظيف كل الكرات للوصول الى المرمى الخصم,بدون تشتيت و لا تضييع للجهد, ,إفساح المجال للخصمم في التحرك في ثلثي الملعب و أستنزاف جهده و منعه من الإقتراب من خط الستة عشر,ظهر الإيكوادور منهكة القوى بالكاد تقوى على الإنتقال الى نصف الملعب الألماني,في مقابل نشاط منتج للماكينة الألمانية التي أستعلمت أعلى طاقاتها و بأعلى مردود و كانت النتيجة كما شاهدتم أجمعين, متعة للناظرين.

تحية الى كل مشجعي المنتخب الألماني الأبرار.