طبقا للاكتشافات الاثرية والعظام المتحجرة، استنتج علماء الطبيعة ان الكائن البشري يعود تاريخه لملايين السنين. وكذلك وجدوا هياكل ضخمة متحجرة أطلقوا عليها الدينصورات. بعد ذلك مرت مراحل بيئية مختلفة على الارض أدت الى انقراض هذه المخلوقات. ولكون الهياكل المشابهة للانسان تشبه الى حد كبير هيكل الانسان الموجود حاليا قالوا ان الانسان تطور من ذلك الشكل الى ان اصبح على ما هو عليه الان. لماذا لايقولون ان ذلك المخلوق قد انقرض كما انقرضت الدينصورات، والانسان الحالي لاعلاقة له بذاك المخلوق؟ إذا كان الانسان الحالي هو من سلالة ذاك المخلوق لوجدوا استمرارا لتطوره. وإذا كان الانسان الحالي قد وُجد فعلا قبل ملايين السنين، لأصبح سكان الارض الآن بمئات المليارات. نجد في سورة البقرة تلميحا يشير الى وجود حياة بشرية قبل الانسان.

2.30- واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض ((خليفة)) قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني اعلم مالاتعلمون

الشاهد الاساسي في الاية أعلاه في كلمة (خليفه). والخليفة هو ما يخلف من قبله اذا رحل أو مات. لذا نجد انه عندما قال الله بأنه سيجعل في الارض خليفه، قالت الملائكة "اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء." تبادر الى ذهن الملائكة ان الخليفة الجديد سيخلف من كان قبله في كل شيئ من فساد في الارض وسفك الدماء. إذا كان هذا المخلوق الجديد هو أول من يسكن الارض، لما قالت الملائكة "اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء." ولكنها قالت هذا قياسا على من كان قبله. وبما انه خليفة له، ظنت الملائكة انه سيكون يكون مثله.

نستنتج من ذلك ان الانسان الاول قد انقرض كالدينصورات. ثم خلق الله انسانا آخر لاعلاقة له بالانسان الاول الذي يشبه القرد. هذا الانسان الجديد لايفسد في الارض بل يعمرها. الانسان الاول كان جاهل كالبهائم، أما الانسان الحالي فقد خلقه الله واعطاه العلم من بداية خلقه. "وعلم ادم الاسماء كلها..." (2.31). والعلم هو الصفة التي تميز هذا الانسان عمن كان قبله.