نقد العقل العربي..محمد عابد الجابري
" إن أخدنا بعين الاعتبار الكامل هذه العلاقة ألعضويه بين الايدولوجي و الايبستمولوجي في الثقافه العربيه على الصعيد التكويني ,جعلنا نستحضر في كل لحضه اطراف الصراع , الشيء الذي مكننا, في ما يخيل الينا ,من التحرر من التاريخ "الرسمي" للثقافه العربيه الذي يُعنى فقد بالثقافه التي تشرف عليها الدوله او تدور في فلكها
ويهمل او يغفل الثقافه" المضاده ", ثقافه المعارضه , وفي احسن الاحوال يعرضها منفصلة معزوله على هامش "التاريخ",هذا في حين ان الواحده منهما انما كانت تتحدد في كل لحضه مع , من خلال علاقتها مع الاخرى .لقد
كان لا بد اذن من النظر اليهما معا من من زاوية الفعل ورد الفعل . وهنا نرجو ان يفهمنا القارىء المتحزب ,اعني الذي ما زال منخرطا بصوره او بأخرى بوعي او بدون وعي ,في صراعات الماضي . لقد تحدثنا هنا بدون عقد, وبدون مسبقات , و لم يكن هدفنا , وليس في نيتنا ابدا, الانتصار لطرف على اخر , فنحن نعتبر الماضي ملكا للجميع و نرى ان صراعاته يجب ان تكون وراء الجميع, لا معهم ولا امامهم ."
محمد عابدالجابري, تكوين العقل العربي, مركز دراسات الوحده العربيه
مقتبس من المقدمه ص7

"فان المشروع –طردا مع تقدمه-ما كان له ان يكتفي بالتفكيك , بل كان عليه ايضا , كاي مشروع نقدي طالب للمشروعيه الابستمولوجيه فضلا عن الجدوى الايدولوجيه , ان يعيد البناء.ذلك ان مكمن القوه والخطوره معا
في خطاب الجابري أنه يعرض نفسه-او يفرضها بالاحرى-من خلال شبكه من الاشكاليات.و الحال ان كل نقد
يكتفي بمناقشه نتائج الاشكاليات يبقى اسيرا لها ,فالمطلوب ,قبل دحض النتائج تفكيك الاشكاليات نفسها."

جورج
الطرابيشي ,نظريه العقل –نفد نفد العقل العربي-دار الساقي
مقتبس من المقدمه ص7

من اهم الاعمال –او الاكثر شيوعا-في الوسط الثقافي العربي , التي تقراء توسعات النصوص الاسلاميه
قراءه معرفيه هي اعمال الفيلسوف المغربي د.محمد عابد الجابري. بالاخص مشروعه في نقد العقل العربي
من اربع اجزاء.
و من اشهر المشاريع النقديه لخطاب الجابري عند نقده للعقل العربي هي اعمال جورج الطرابيشي الذي يرفض كما رأينا اسئله الجابري واشكالياته ويرى ضروره تفكيكها او اعاده صياغتها شرطا لاكتسائها المشروعيه الابستمولوجيه.

من النص المقتبس عن الجابري اعلاه يفترض الجابري منذ البدايه ان طبيعه العلاقه بين الفئات المتصارعه على
النص الاسلاميه في التاريخ-من اشاعره ومعتزله وحنابله........-اقول يفترض انها ذات طبيعه مكانيكيه –اذا جاز لنا الوصف- فأن المعرفه التي تنتجها أي فرقه يمكن ان تقراء على انها احدى اثنين فعل او رد فعل في مقابل فرقه او فرق اخرى, وتنسحب هذه المقوله مع الجابري على طول رحلته النقديه.

هناك جدول معين يمكن ان ترتب عليه الفرق الاسلاميه من حيث علاقتها مع بعضها البعض , أي ضاهره
معرفيه او سياسيه تفسر بناءا على الترتيب في ذلك الجدول , الشىء الذي يرمي الفكر العربي الاسلامي
مباشرة ,بعيدا في سلة الايدولوجيه ,وينفي عنها حالا صفه اراده الحقيقه و العقلنه.

اود ان اطرح هذه القضيه على ساحة النقاش النقدي في هذه الساحه , لان قراءه مثل هذه الاعمال الابداعيه
وتفهمها شرط اساسي للوقوف على حل ممكن للاسلام اليوم, انطلاقا من ان كل محاوله للابداع هي في النهايه
محاوله لنقد الواقع..........................شكرا
و اقبلوا احترامي مقدما.