يعتقد المحمديون أن ابراهيم أبو الأنبياء, حين أمره الله بذيح ابنه اسماعيل, وأخذه الى منى لينفذ تعليمات ذلك الاله الجزار, اذ مر عليه ثلاثة شياطين وهمسوا له أن أترك ربك وأنقذ رقبة ابنك من الذبح. وفي كل مرة يقترب منه شيطانا يقوم ابراهيم برجمه 7 رجمات, فيبتعد منه الشيطان. وسميت تلك المنطقة في منى ب "رمي الجمرات"..

كل حاج يهبط مكة للحج, عليه أن ينفر من عرفات الى منى, ثم يقوم برمي الجمرات على الشياطين الثلاثة. ولأنهم متخلفون (الحجاج), فهم يعتقدون أن هذا هو الشيطان الذي وسوس له في ارتكاب معاصيه, بما فيها نصبه على الناس وقسمه بالله كذبا من أجل احقاق باطل أو ابطال حق, مرورا بفض بكارة البت لمياء وتركها تعوي ليل نهار تستجديه أن يتزوجها خوفا من الفضيحة, و رغبة في منح الآخرين متعة الجنس بعد فتحها واحساسها بلذة "الزنا"..

وقد شاهدت كثيرا أن الراجم يقوم أحيانا (خصوصا الاخوة المصريين) بضرب الشيطان بالنعال, بل البعض يتسلقه ويضربه بالحذاء مباشرة على قمته, قادحا فيه وفي وسوسته التي أوصلته الى المعصية..

وحتى تاريخ اليوم لا يزال الشيطان في منى قائما, بل الدولة تقوم سنويا بترميم الشياطين الثلاثة حتى تبدو نضرة في أعين الحجاج. والغريب أنني الاحظ ذلك الفعل في كل حكامنا. فالعامة ترجمهم في كل مكان, نت, وتليفزيون وصحف واذاعة, لكن حاكما واحدا لم يسقط. بل على العكس نرى أن كل حاكم عربي يزداد نضارة بينما كلت أكف الداعيين عليهم من شدة الدعاء عليهم, كبديل للرجم..

اخوتي..
ان رجمنا للحكام هنا ليس مجديا. ورجم حكامنا على الصحف وعلى محطات التلفزة أيضا ليس مجديا. المجدي هو ما فعله الأمريكان في صدام. دكت جيشه, وانتشلته من الجورة لمحاكمة صورية, ثم فصل رقبته عن جسده, ودفنه كالكلب تحت التراب, بعد تنصيب حكومة يختارها الشعب..!

ودمتم..

حسام راغب..