اليوم تبين لنا بأن نهائي كأس العالم سيكون لاتينياً، فهو يتراوح بين فرنسا وإيطاليا والبرتغال، وكلها بلاد لاتينية أوروبية. والجرمان الألمان طلعوا برات اللعبة بفوز تكتيكي غير مقنع بالنسبة لي للإيطاليين، وبدون أي سحر نهائياً.

هل لاحظتم اللعب الدفاعي التكتيكي التقليدي للإيطاليين مثلاً، بمثلثات الرعب التقليدية لهم، انظروا في لعبتهم في أي مساحة بمنطقة الدفاع سترون أن اللاعبين ينتقلون ليتمركزوا بشكل "مثلث" يشكل مثلث الرعب الذي لا يترك للخصم أي مساحة ليلعب.
آه لكم كانت اللعبة مملة، ولمن لا يفهم شيئاً بالتكتيك والتقنيات الفطبولية فهي أيضاً مقيتة وبتجيب الجلطة أكثر بكثير. وهذا الأمر يمكن أن نفهمه بألعاب الدوري الإيطالي وما بيهمنا، لكن بكأس العالم حيث يبحث المشاهد عن جمالية اللعبة فهو شي بيعقد وبيكرهنا بهاللعبة.
دفاعات مغلقة، مساحات مغلقة، ولعبة من الأساس مغلقة أيما إغلاق، دون أي سحر ولا أي "دريبل" ولا أي تفننات. كل شيء مدروس وممل بشكــل.
أين منها لعبة زيدان في الربع النهائي أمام البرازيل وهو يلعب لعباً برونالدينو ورونالدو وروبينو.
لعبة أيضاً عصبية، فأين منها ابتسامات زيدان مع رفاق دربه في الريال، أين منها الروح الرياضية لزيدان الذي قضّى سهرته بعد المباراة مع البرازيل مع رفاقه؟
ذكروني بمباراة الإسبان مع فرنسا وكيف عصبت حين قام مشجعي إسبانيا بالتصفير ضد النشيد الوطني الفرنسي. وكيف قام المدرب الإسباني العنصري بالتعصيب عدة مرات ووقف أمامه اللاعب "فييرا"وأشار له بإصبعه على فمه أن : "إخرس".
اليوم المشجعين الألمان صفروا ضد النشيد الوطني الإيطالي، وكانت النتيجة أنهم طلعوا براااااا.

مباراة الغد أتمناها أول شيء ممتعة، وكيف لا، وهي بين ساحرين من ساحري اللعبة الأوروبية، "ديكو" البرتغالي، و"زيدان" الفرنسي. هي لعبة ستكون شبيهة بلعبة فرنسا أمام البرازيل، لا سيما أن مدرب البرتغال برازيلي أيضاً (أقول لنفسي ما زال للبرازيل من أمل لتثأر من فرنسا غداً).
ما أتمناه أن يلعب زيدان بنفس مستوى الأسبوع الماضي ليقدم لنا لعبةً ولا أحلى، لأن زيدان هو إله كرة القدم في عصرنا هذا وعبقريها بعد بيليه ومارادونا. أتمنى أن أراه مرتين قادمتين أمام البرتغال، وأمام إيطاليا. ولكن لا يمكننا أبداً استباق الأحداث، و"ما كل ما يتمناه المرء يدركه".
الأهم دوماً ودوماً هو أن نرى لعبة جميلة ونظيفة وممتعة، لا كما شاهدناه اليوم، من ملل وتكتيك وزوايا ومساحات مغلقة، وتصفير ضد علم بلد كبير، ورفض تسليم على لاعب بعد خطأ من لاعب آخر.
وأتمنى بكل الأحوال ألا تفوز إيطاليا بهذا الكأس، لأني لا أحب لعب هذا الفريق ولم أحب لعبه يوماً، ولم أكن أيضاً من مشجعي ألمانيا لأني لا أحب لعبهم أيضاً. فبما أن الكأس سيكون لاتينياً فليكن هذا الكأس للبرتغال أو لفرنسا.

ودمتم.
(f)