اوربا توحدت و دوما هناك المزيد من الخطى لترسيخ تلك الوحدة .. الحاج شافيز يعمل بدأب ليوحد أمريكا اللاتينية بل انه أول امبارح كان مع جماعة الوحدة الافريقية ... هل نحن من طينة "شكل تاني " أم ان الgير (transmission) في أدمغتنا ما بيركب الا على reverse أم أن جيناتنا بها أيدز حضاري ؟
لست أنادي بوحدة عربية و لا اسلامية و لا هيفاء وهبية !
طبعا نعي و نعترف بالخصوصيات العرقية و الطائفية و حتى الجمالية ان اردتم في شرقنا الشقي لكن هل هي خصوصيات متناحرة يستحيل جمعها ؟ أم هي خصوصيات تؤهل أصحابها ل"أنا بس و الباقي خس؟ لا اعتقد ذلك اطلاقا بل ان هناك خصوصية قوية تجمعنا و هي أننا مستهدفون دون تمييز و فرز فبالامس كانت فلسطين و اليوم العراق و غدا سوريا و لبنان -و كلها تختلف و يتنوع فيها التركيب العرقي و الطائفي- و الحبل على الجرار...
العدو أعمى و لا يهمه الفرز و التمييز .. نحن وحدنا زرقاء اليمامة و ابو عيون جريئة في اشعال فتائل التفتيت و الشرذمة و التمييز ... حتى فئة لا يستهان بها من مثقفينا متورطون في تكريس الفرز الى سني و شيعي في خضم الجحيم العراقي و ذاك بدلا من أن يشددون المرة تلو المرة على "وحدة" التآمر على الشعب و الوطن من قبل قيادات كل الأطراف سنة و شيعة و احتلال و أنظمة.. اليسوا كلهم سنوا السكاكين لذبح العراق كما البنيان المرصوص؟ .. لماذا لا نشدد على مسألة ضرورة البنيان المرصوص هذا في جهة الضحية بدل أن نعملها شرائح و ستيكات طائفية و عرقية؟
أليس العراق كله بما و من فيه كما فلسطين ضحية الامبريالية العالمية ؟ ألسنا كأغلبيات شعبية ضحايا أنظمة متسلطة و شمولية ؟ ألسنا معا في سلة " المضطهدون في الأرض"؟ و أليس الأمر كما قال الراحل الرائع معين بسيسو:
معا يفرح الحزن و المر يحلو
و تحتضن الليل شمس تطل
معا كنا ابتداء الحياة و ملء الحياة معا نظل

و بس .. وضع بيرتفع الضغط حتى السما التاسعة !