يثير الغرابة اهتمام القارئ بالمواضيع الجنسية والشبقية التي تتطرح بالمنتديات والتي تجذب اهتمام القارئ معرضا عن المواضيع الجدية. والغريب ان اغلبها يطرح علينا في إطار الخطاب الإسلامي الاخلاقي وكأن الامر نقدا لتصرفات غريبة خارجة عن الدين، حسب التفسير السلفي له، وبالتالي محاولة لاضفاء الشرعية على تتداوله، تحت شعار " لاحياء في الدين".
وتحظى هذه المواضيع بأقبال واسع من القراء ومشاركة حماسية ولاتخلو من تفاصيل شبقة مختبئة خلف صيغة النقد، مما يوحي بأن هذا الشكل قد اصبح الطريقة المفضلة لأغلبية المحافظين من المسلمين لمس المواضيع المحرمة بطريقة " شرعية" لاتثير شك لدى الخالق او المخلوق، حسب تصوراتهم، او حتى لا تثير ضميرهم المتوجس.
في السابق كان لدى السلف الصالح الذي يتعكز عليه السلفيين في كل شاردة وواردة، والذي اورثنا مفاهيمه الدينية، الكثير من مفاتيح التنفيس الجنسي وحرية جنسية اكبر مما هو متاح لدينا اليوم، منها الجواري الذي لايحق لهم التحجب والمؤلفات الشبقة وسهولة الزواج والعلاقات الاجتماعية الجماعية للمجتمعات.
في عصر فجر الاسلام قال عمر بن الخطاب:" أتستقرئه آية الرجم وهم يتسافدون تسافد الحمر"، في حين في عصرقمة إزدهار الخلافة الإسلامية التي يتبجح بها السلفييون، ظهرت افضل المؤلفات الجنسية بما فيها لكتاب من " شيوخ الاسلام" ، مثل الروض العاطر والاغاني ورجوع الشيخ الى صباه والف ليلة وليلة وعشرات القصص والحكايا عن الغرق في عشق الصبايا والغلمان، شكلت ولازالت مرجعا ومصدرا للوحي نصادفه في افضل المؤلفات الجنسية للغرب اليوم.
يسعى السلفيين بنشاط واسع لإدانة نمط الحياة الحديث " المستورد" مشددين على فضل الإسلام في خلق حضارة راقية ولايتأخرون بالإشارة الى العصر العباسي كمثال ونموذج، متناسين ان هذا العصر بالذات كان من اكثر العصور غنى بالانفتاح الجنسي. إن نشاط السلفيين والمحافظين المحموم في مجال التربية الجنسية يشير الى ان مفاهيمهم الجنسية تعطي حرية حركة اقل بكثير مما كانت لدى السلف الصالح الذي يروجونه كماركة مسجلة لبضاعتهم، ولاتصل اطلاقا الى المستوى الذي كان عليه المجتمع الاسلامي في قمة تتطوره، بالرغم من انهم يلوحون به كالجزرة.
ليس من الغريب ان تكون بعض الكاريكاتيرات الدانماركية تعكس فهم الغربيين لتصرفاتنا الجنسية الشبقة والشاذة مع تركيزنا المستمر على الجنس والدين الى درجة عدم القدرة على التفكير في شئ اخر. إنهم يعتقدون، ولربما عن حق، بأن المسلمين لايفكرون إلا بالجنس. ويؤكد ذلك بعض تصرفات الملايين من اللاجئين المسلمين على اراضيهم . ليس غريبا ان تصادف جماعات منهم بعلاماتهم المتميزة في المتنزهات والمسابح، حيث تسير المرأة في ملابسها الكاملة بالحر اللاهب برفقة النساء ويحوم حولهم عشرات الاطفال بضجيجهم وصريخهم، في حين يتقدمه رجالهم بمسافة طويلة بالشورتات والقمصان القصيرة ، يبحلقون يمنة ويسرى بأجسام الاوروبيات العارية المستلقية على البلاجات، اليست صورة سريالية عن التناقض، توضح حقيقة الحال والازمة المفتعلة؟