منذ اجتياح اسرئيل لجنوب لبنان تهجرب اغلب الاسر الشيعية التي كانت تقطن غالبيتها حول لواء صور وعلى جبل عامل الشهير ،واتجهت صوب بيروت تلك المدينة مرتع البرجوازية السنية في الغرب والمارونية على اطرافها الشرقية وعاشوا حياة البؤس مع الفلسطنيين وبنوا مجموعة مخيمات ومباني للسكن بها حتى اصبحت تسمى الضاحية الجنوبية : تلك التي تقصفها فلول الامبريالية الاسرائيلية ليل نهار

تكاثر عد الشيعة بكثرة مما قلب مقاييس الوزن العددي لطوائف لبنان واصبح الشيعة حسب تقديرات دولية اكثر من 50% من تركيبة لبنان الكبير سكانياً

ومع مقدم الاسرائليين على اشراف بيروت تكونت خلية مقاومة عام 1982 ضمت بعض الوطنيين لمقاومة ذل الاحتلال وكان من اول من انضم لتلك الخلية شاب في الثانية والعشرون من عمره يدعي حسن نصر الله تنقل الشاب بسرعة في المراكز القيادية واثبت براعة قيادية وكاريزما (ذكرتنا بجمال عبد الناصر ) واضحة حتي انتخب ((لاحظوا كلمة انتخب)) امينا عاما لحزب الله خلفا للشيخ عباس الموسوى الذي اغتالته اسرائيل عام 1992

نصر الله ذلك الرجل الوقور الهادى الطبع الذي يبعد كل البعد عن المذهبية في مجتمع عروبي مزقته الطائفية بفعل المد والفتن الوهابية في المنطقة الذي دشنها احفاد مرخان اليهودي في بلاد اليمامة

عندما تنظر الى نصر الله وكبار مساعدية لن تجده يضع اي نياشين او ميدليات تشير الى انتصاراته المدوية ، لكن وزراء دفاعنا الاشاوس (اسم النبي حارسهم ) يحملون من الاوسمة ما يدهشك ويدفعك للتساؤل عن اي حروب ؟

رغم انه منذ 33 عاما لم تقم حروب ، غير حروب كانت دوما بينهم عبر وسائل الاعلام وخلف متاريس الهمبكة والانتصارات المزيفة

حزب الله يا سادة هو خريج مدرسة النضال والوطنية تلك المدرسة التي افتقدناها ، من حقنا ان نتباهي ونفتخر بحسن نصر الله وبحزب الله ستظل صورايخه ومقاومته مبعث فخر لتاريخ الوطنيين الوحيد الذي حرر ارضه بالقوة وليس بسلام الاوهام !

وأخيرا هو واحد من زعماء العرب القلائل - ربما الوحيد الذي ضحى بابنائهم في سبيل قضايهم عندما قتل ابنه البكر (هادي نصرالله) في عام 1997 في احدى عمليات المقاومة ، وهو ما اضفى عليه صدقا لا يمكن لعاقل ان ينكره احد في الوقت الذي يقدم الحكام العرب ابنائهم لتوريث حكم بلادهم .