الأستاذ امام عادل:

تحياتي،

اعتراضي على طرحك هو أنك تدرس أو تناقش هذه الأديان و كأنه لا يوجد في الوجود سوى الإسلام أو المسيحية. عندما تتكلم عن الصابئة فأنت تتحدث عن حضارة شعب عريق اسمه المندائيين و لهم ممارساتهم و طقوسهم الدينية و التي أثرت على المسيحية والإسلام فيما بعد في بعض النواحي. لا تقدر أن تقول أن الصابئة ببساطة كان مجيئهم تمهيد للتجسد كعقيدة في المسيحية. هذا اسمه إلقاء الكلام على عواهنه يا عزيزي. و ما هكذا تتم دراسة الأديان بشكل موضوعي. لا يمكن أيضا أن تقبح الإسلام لمجرد أنه استعار من المسيحية لأن المسيحية استعارت الكثير و الكثير من اليهودية و الصابئة بل و من الوثنية أيضا استعارت ما لا سبيل لنا لإنكاره إن شئنا البحث العلمي النزيه لا الغوغائية التي نمجها في رجال مثل أحمد ديدات و أدعياء المعرفة. أدعوك لوقفة مع ذاتك و تقرأ كتب موسوعية مرجعية يعول عليها و تسبر إلى كنه الحقائق من جذورها لا أن تقف على مجرد الإسلام و المسيحية.
نقطة أخيرة، المسيحي الحقيقي لا يعيّر أحدًا بما في دينه بل يحترم الآخرين و يعلم أن التقبيح ليس عمل المسيحي لأنه لو قام بتقبيح معتقدات الآخرين لوجد أن في دينه هو ما يمكن أن يُؤخذ عليه من معضلات عسيرة لا سبيل إلى حلها أو حتى مجرد التوفيق بينها و لذلك تم اللجوء لروحنة الأمور لتفادي ما يغص في الحلق و لا سبيل لهضمه البتة.
لو شئت دراسة علم الأديان بشكل منهجي أكاديمي، فسيسرني أن أحيلك إلى بعض المراجع المعتمدة في الجامعات العالمية، إن شئت أنت ذلك.

و تفضل سيدي بقبول كل الاحترام.

إبراهيم عرفات