الزملاء الأعزاء تحية وبعد،

سيناريو الحرب المفتوحة له احتمالات لينتهي إليها، بعض هذه الإحتمالات هو توقف إسرائيل وانكفائها وراء الحدود تلعق جراحها، و مبادلة الأسرى وتسليم مزارع شبعا للأمم المتحدة.

وماذا بعد؟ ماذا سيصنع حزب الله بعد هذا الاحتمال؟ هل سيبقى حزبا لبنانيا بمطالب لبنانية؟
كيف سينصر فلسطين على الجانب الثاني من الحدود؟ على ما نعلم فإن فلسطين ونصرها هو جزء من حملة حزب الله.
هل من استراتيجية أو تكتيك أو برنامج معين يراه الحزب صحيحا لنقل التحرير إلى الجانب الآخر من حدود سايكس-بيكو؟

ثم، قضيتنا كأمة هي أوسع أصلا من الحدود المقفلة التي صممها الانتداب، وهي أوسع من تحرير فلسطين وجنوب لبنان والجولان، فماذا نكسب لو حصلنا على الأرض وخسرنا أنفسنا؟

نحن أمة منحطة بكل المقاييس، لا ينكر انحطاطنا منا إلا من كان غارقا في أحلام وردية.
نحن أمة متخلفة اقتصاديا، ضعيفة عسكريا، تابعة سياسيا، منحلة خلقيا، جاهلة علميا، منحطة فكريا، بدائية في وسائل التعبير، مغرقة في البلطجة وأخذ الحق باليد فيما بيننا.
مع عدم تعدي الوصف إلى أفراد من الأمة أصروا على أن يكونوا غرباء عن الانحطاط، أبوا إلا أن يكونوا طليعة وروادا.
هل هناك مشروع لحزب الله لنقلنا إلى نهضة قريبة أو بعيدة؟ لنا كأمة، أو للبنان كجزء منا؟
أم أن دور حزب الله هو فقط إخراج إسرائيل من شبعا وتحرير الأسرى؟

السيناريو الثاني هو توسيع الحرب لتصبح إقليمية، من أجل إعادة توزيع الشرق الأوسط على خرائط كونديليزا الجديدة. ماذا أعد حزب الله لهذا الاحتمال سياسيا؟ ولا نقول عسكريا، لأنه يكاد استحالة مقاومته عسكريا على ميليشيا، فضلا أن الشأن العسكري يكون سريا عادة.