{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
حزب الله: المعادلة الصعبة في حسابات النظام السعودي
رحمة العاملي غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,790
الانضمام: Sep 2002
مشاركة: #1
حزب الله: المعادلة الصعبة في حسابات النظام السعودي
الموقف السعودي من العدوان الاسرائيلي علي لبنان لخصه البيان الرسمي وبيان مجلس الوزراء السعودي. وفي هذه البيانات ادانة صريحة لحزب الله الذي حملته هذه البيانات مسؤولية تدمير لبنان من قبل الفاشية الاسرائيلية المتسلحة بالدعم الامريكي والسعودي. اتفق المحور السعودي ـ الصهيوني ـ الامريكي علي هدف واحد وهو تصفية حزب الله وان ادي ذلك الي ابادة القري الشيعية الجنوبية ومنطقة الضاحية التي تقطنها عوائل المهاجرين الاوائل والذين تركوا قراهم في الجنوب اللبناني خلال الاجتياح الاسرائيلي الاول او تدمير لبنان كليا.
تطرح هذه المرحلة الحرجة موضوع موقف السعودية الرسمي من حزب الله اللبناني والذي اتسم بالعداء المكشوف حاليا المبطن سابقا. اثبت حزب الله انه المعادلة الصعبة في حسابات النظام السعودي والتي استطاعت ان تعريه منذ عام 1982 لاسباب متعددة اهمها ما يلي:
• اولا: يعادي النظام السعودي حزب الله لانه يمثل نمطا معينا من الحراك السياسي العربي الاسلامي. حزب الله حزب لا يرفع شعارات اممية فارغة فعدوه معروف وارض المعركة ليست الشيشان او الصومال بل جنوب لبنان والان كل لبنان. مقاومة لا تستمد فكرها من ايديولوجيات فقدت مصداقيتها بعدما رفعتها الانظمة الثورية في الخمسينيات والستينيات وما زالت تحتفظ بشعاراتها بعض هذه الانظمة.
لا يستطيع مثقفو السلطة في السعودية ان يتهموا حزب الله بالقومجية كما يحلو لهم ان ينعتوا من يتضامن مع اي قضية عربية كذلك لا يقدر هؤلاء ان يلصقوا صفة الاسلاموية علي مثل هذا الحزب بسهولة لان هذا المصطلح اعتادوا علي اسقاطه علي الحركات الاسلامية السنية. لذلك يصعب علي النظام السعودي ان يطعن بحزب الله بطريقته البدائية المعروفة والتي تطل علينا علي صفحات اعلامه المحلي والعربي.
حزب الله ليس فقط مؤسسة سياسية عسكرية بل هو مجتمع وثقافة ودين ونمط حياة يصعب تفكيكها من قبل النظام السعودي ومثقفيه. حزب الله لا ينشغل بعدو بعيد يشتت صوابه. هو يعرف من هو العدو الحقيقي. كذلك حزب الله ليس خلية ارهابية يؤسسها نظام ويصدرها الي الخارج ويجندها ويسلحها من اجل مشروع امريكي بحت ومن ثم تنقلب عليه وتخرجه من الاسلام وتكفره وتصوب سهامها باتجاهه لان حزب الله لا يمكن وضعه في هذا القالب المعروف جدا من قبل النظام السعودي لذلك سيبقي معادلة صعبة وسيبقي العداء لغة قائمة يبثها النظام السعودي من خلال اعلامه.
• ثانيا: يخاف النظام السعودي تكرار تجربة حزب الله علي ارضه هو خاصة وان الاقلية الشيعية السعودية تتواجد علي ارض النفط فرغم ان النظام السعودي نجح في استقطاب المعارضة الشيعية منذ 1993 وامتص رجال الدين الشيعة في المنطقة الشرقية بالاضافة الي مثقفي الشيعة وكتابهم الذين لوحوا بشعار الوطنية متبنين بذلك الدور الذي يريد النظام السعودي منهم ان يلعبوه الا وهو تجنيدهم كمفكرين لضرب تيار القاعدة الجهادي علهم بذلك يحصلون علي بعض المكاسب والتي اتضح انها سطحية ولم توصلهم الي مبتغاهم ومطالبهم المسبقة.
فبعد ان جردهم النظام السعودي من عروبتهم اذ انهم دوما متهمون بأنهم ذوو اصول ايرانية او عراقية واخرجهم من حيز الاسلام عاد وتقبلهم بشروطه هو.
رغم تطورات المصالحة الشيعية ـ السعودية يظل شبح حزب الله اللبناني يراود النظام السعودي خاصة بعد ان أطل ما يسمي بحزب الله الحجاز برأسه واصدر بيانا يشجب فيه التصريحات السعودية التي تدين الضحية اللبنانية بدلا من الجلاد الاسرائيلي.
• ثالثا: لا يهز النظام السعودي شيئا كما يهزه التقارب بين حزب الله وحركة حماس ولا بد ان نعترف ان هذا التقارب فرضه العدو المشترك علي خلفية ربما مذهبية مختلفة للمجموعتين، عندما يطعن النظام السعودي بحزب الله فهو يلعب علي حزازيات واختلافات مذهبية قديمة استطاعت حماس وحزب الله تجاوزها وكذلك تجاوزتها ايران عندما وضعت ثقلها خلف المقاومة الفلسطينية وزعامتها في دمشق وغزة. يغضب النظام السعودي من اي تقارب يوحد حركات المقاومة الشعبية لان النظام السعودي يعتاش علي تغذية النعرات الطائفية رغم كل خطاباته الدعائية. يخطيء من يعتقد ان هوية النظام سنية وانه ينصر هذه الفئة. هوية هذا النظام سعودية فقط لا غير. وعلي الرغم من حرب النظام السعودي علي الارهاب الا انه ضمنيا لا يغضب لاي قتل طائفي تقوم به مجموعات كان في الماضي من مناصريها ومؤيديها.
• رابعا: انزعاج النظام السعودي من الهيمنة الايرانية علي العراق وتكرار هذه الهيمنة في لبنان عن طريق حزب الله يعكس رغبته القديمة في تجريد الشيعة العرب من جذورهم العربية. الخطاب الذي يربط بين التشيع الناطق بلغة الضاد ونظيره الايراني هو خطاب تم استهلاكه في السابق من قبل النظام العراقي عندما شرد هذا النظام الاف من العوائل الشيعية العراقية تحت تهمة التبعية الايرانية الي ايران وها هو العراق يدفع الثمن الباهظ لهذه السياسة التهجيرية السابقة والتي مورست خلال السبعينات والثمانينات وربما نجد ان الكثير من العائدين الي العراق اليوم يتصرفون بطريقة ثأرية تجاه من يعتبرونه مسؤولا عن تشريدهم وتهجيرهم.
ان يعتمد حزب الله علي الدعم المعنوي والسياسي والمادي الايراني خاصة بعد ان تخلي النظام السعودي عن مفهوم مقاومة الاحتلال هو اعتماد مشروع. علي الاقل تلقي حزب الله المساعدات والاستعانة من دولة اسلامية وليس من دولة تضرب مصالح المسلمين كالولايات المتحدة والتي لا زال النظام السعودي يدور في فلكها له مشروعية اسلامية. اسلحة حزب الله الايرانية موجهة لعدو روع مواطنين عربا واستنزف موارد عربية كبيرة اما استعانة النظام السعودي بالامبراطورية الامريكية كانت دوما موجهة للطعن في العرب ومواردهم، من العراق مرورا بحربه علي ايران والتمويل السعودي لهذه الحرب خلال عقد كامل.
• خامسا: رغم كل اصوات التقريع واللوم الموجهة الي حزب الله من السعودية اثبت هذا الحزب ان شعبيته تجاوزت الطائفة الشيعية ليس فقط في لبنان بل تعدتها الي سنة السعودية ذاتها خاصة تلك الاقلية التي تجاوزت النعرات الطائفية التي غذاها النظام السعودي في المناهج وعلي منابر وعاظ السلاطين.

ونذكر علي سبيل المثال تقييم الحركة الاسلامية للاصلاح الموجودة في لندن لانجازات حزب الله رغم ان الناطق باسمها الدكتور سعد الفقيه كان دوماً يذكر مستمعيه بأنه ينطلق من الموضوعية رغم ان هناك اختلافات عقدية مع حزب الله. احدي حلقات اذاعة الفقيه غازلت حزب الله علي استحياء واستعرضت انجازه خلال عقدين وذكرت المستمعين السعوديين بوجوب تجاوز فكر المؤامرة الذي يتفشي عند الشعوب المهزومة المغيبة عن صنع القرار تماما كالشعب السعودي.
يخاف النظام السعودي من شعبية حزب الله لذلك هو يفضل تدمير لبنان تدميرا كليا علي ان ينتصر نصر الله وخياره الذي لم يعد خيارا شيعيا او لبنانيا بل اصبح خيارا عربيا بعد تبلور محور ثالوث الشر المرتبط بالمشروع الامريكي. اثنان من زوايا هذا الثالوث خرجا عن اجماع شعبهما والثالث في طريقه الي تنصيب نفسه زعيم خوارج العصر ـ مصطلح عودنا النظام السعودي ان يطلقه علي خلايا القاعدة المجاهدة علي ارضه ـ في لبنان خرج النظام السعودي عن اجماع شعبه.

نمط حزب الله المحارب سعوديا يشكل خطرا اكبر من خطر نموذج القاعدة لاسباب عدة. حزب الله ليس حزبا فقط بل هو مجتمع وبنية تحتية وخدمات ومؤسسات وليس خلايا مطاردة شتتت جهدها علي ثغور نيويورك وبالي بعد ان فشلت فشلا ذريعا في تغيير نظام حكم عربي واحد. كذلك استطاع حزب الله ان يتجاوز الكثير من العقد التي لا تزال الحركات الاسلامية وخاصة السلفية تعاني منها. فمثلا تجاوز حزب الله عقدة المسلم وعلاقته مع غير المسلم والتعامل معه كذلك تجاوز عقدة المرأة ودورها ونظر اعلامه لمفهوم الوطنية والمذهبية بطريقة انبهر فيها ليس اتباع حزب الله فقط بل اعداءه والحق هو دوما ما شهدت به العدا. الدراسات الغربية التي اشادت بانجازات حزب الله كثيرة ولا مجال لتعدادها هنا. لكن هناك شبه اجماع علي انه نجح في الكثير من الامور الجوهرية رغم ان له بعض الزلات الاستراتيجية.
نمط الحزب الاسلامي الذي يمثل حزب الله سيظل تجربة هي وليدة الاجتياح الاسرائيلي الاول للبنان. استطاع حزب الله ان يحول جيشا شيعيا لبنانيا من كونه جيش المستضعفين والمحرومين الي جيش مقاومة شعبية تستمد الهامها من شهادة الحسين وليس من ايديولوجيات مستوردة.
احدث حزب الله انقلابا اجتماعيا في شرائح اجتماعية لبنانية وهذا ما يخافه النظام السعودي والذي طبل لدولة طالبان ودعمها واعترف بها دبلوماسيا ليس لسبب سوي كونها تمثل النمط الاكثر تخلفا لمفهوم الدولة الاسلامية. فبعد ان دعم النظام السعودي هذا النمط لا يتوقف سفيره في واشنطن عن ترديد اتهامات ضد كل الحركات الاسلامية من منطلق كونها تريد طلبنة السعودية. لا يقبل النظام السعودي بأي نمط اسلامي الا اذا كان اكثر تخلفا منه هو حتي يري الجميع مدي تقدميته. كذلك يعادي النظام السعودي الحركات الاسلامية المحلية ذات الاهداف المحددة المرتبطة بمجتمع محلي فهو شجع في الماضي التيارات الاممية التي تشتت جهدها وفكرها خارج حدود الوطن حتي يسلم النظام من سهامها.
عداء النظام السعودي لحزب الله ينطلق من كون هذا الاخير قد عري النظام السعودي وكشف زيفه خاصة علي الساحة اللبنانية وكان عقبة صعبة التجاوز في المشروع السعودي الكبير لسعودة لبنان. بسبب العوامل السابقة الذكر تكالبت السعودية والولايات المتحدة واسرائيل علي تصفية حزب الله التجربة الجديدة علي الساحة العربية.

الدكتورة مضاوي الرشيد
كاتبة ومحاضرة سعودية في الأنثروبولوجيا الاجتماعية
بكلية كينغز، جامعة لندن
08-08-2006, 11:01 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
حزب الله: المعادلة الصعبة في حسابات النظام السعودي - بواسطة رحمة العاملي - 08-08-2006, 11:01 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  هل من حق حماس أن تخون النظام السوري ؟ لواء الدعوة 5 1,985 02-01-2012, 12:29 AM
آخر رد: خليل خليل
  الحرب الأهلية السورية قبل سقوط النظام أم بعد سقوط النظام فارس اللواء 0 836 01-27-2012, 09:10 PM
آخر رد: فارس اللواء
  مصطلحات أبواق النظام NigHtMaRE 2 1,371 08-28-2011, 06:59 AM
آخر رد: The.Rebel
  must see - عينة من مؤيدي النظام .. the special one 2 1,329 08-09-2011, 10:15 PM
آخر رد: حائر حر
  وماذا بعد أن يسقط النظام مسلم 4 1,657 07-08-2011, 05:17 PM
آخر رد: نوار الربيع

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS