تحياتي للجميع
أظنكم تعرفون جميعا الطرق الثلاث للوصول للحقيقة :

الطريق الأول : طريق العقل وهو طريق الفلاسفة
الطريق الثاني : طريق الجدل وهو طريق المتكلمين
الطريق الثالث : طريق القلب وهو طريق المتصوفة والعارفين

وهناك جدل وكلام كثير بين أصحاب هذه الطرق وبعضهم البعض ، فكل أصحاب طريق يرون بأن طريقهم هو الطريق الأفضل وهو الطريق الموصل للحقيقة دون غيره من الطرق .
فالفلاسفة يرون بأن طريقهم هو الطريق الموصل للحقيقة باستخدام ملكات العقل وينتقدون منهج المتكلمين ويرونه منهجا قاصرا ولايزيد الناس إلافرقة بالأقيسة الجدلية التي يلجأ لها المتكلم ، بينما المتصوفة والعارفين يرون بأن طريق الفلاسفة طريق قاصر عن بلوغ الحقيقة وقد ورد عن بعض العارفين عبارة مشهورة تشير إلى قصور منهج الفلاسفة عن بلوغ الحقيقة ، فهم - أي المتصوفة- يقولون ( إن أرجل أهل الإستدلال خشبية ) في إشارة لمن يستخدمون النظر والعقل في بلوغ الحقيقة .
وهكذا نجد ان كل حزب ينتصر لمذهبه ويراه الأجدر والأنجع في بلوغ الحقيقة ، وقد اخترت لكم كتابان يتعرّضان بالشرح للطريق الثالث في بلوغ الحقيقة وهو طريق المتصوفة والعارفين ، والكتابان يدور موضوعهما حول شخصية تعد من كبار وأقطاب التصوف والعرفان وخير من يمثله ، وقد تعرّضت هذه الشخصية للكثير من الجدل والاختلاف بين المفكرين وهناك من قام بتكفيرها ومنع تداول كتبها ،
إنه العارف والمتصوف (الشيخ محي الدين ابن العربي ) صاحب المؤلفات والتصانيف المعروفة .

أمّا الكتابان فهما :

1- مع الشيخ الأكبر (إبن عربي ) لمؤلفه الكاتب ( عصام محفوظ) ، صادر عن دار الفارابي للنشر ، يقع الكتاب في 154 صفحة ، وقد اختار المؤلف طريقة جميلة في عرض أفكار (إبن عربي ) وذلك عن طريق حوار متخيّل بين المؤلف وبين ( إبن عربي ) على شكل سؤال وجواب ، وتطرّق المؤلف لكافة جوانب فكر ابن عربي بدءا من ولادته وما رافقها من ( كرامات ) و( خوارق ) وصولا إلى أفكار ابن عربي حول الوجود والإنسان .

2- الكتاب الثاني عنوانه ( هكذا تحدث ابن العربي ) للمؤلف المثير للجدل ( نصر حامد أبو زيد ) واظنكم تعرفونه جيّدا ، الكتاب صادر عن ( المركز الثقافي العربي ) ويقع في 297 صفحة ، وأيضا يتناول المؤلف حياة وفكر ( إبن عربي ) بالتحليل لكافة الجوانب الفلسفية لنظرة ( ابن عربي ) للوجود والحقيقة والإنسان .
وبالمناسبة فإن أفكار المتصوفة والعارفين تحظى بدراسات معمقة من قبل المفكرين الغربيين هذه الأيام ولذلك قصة اخرى ...
هذا مااحببت ن اطلعكم عليه ، وربما لي عودة ثانية لأتعرّض بالتفصيل لما في الكتابين .

تحياتي لكم جميعا