منذ أكثر من عام لا نشاهد في بيتنا إلا الكارتون فقط في ساعات الليل و أثناء النهار - و هذا بحكم من إبنتي التي تبلغ من العمر حوالي ثلاث سنوات - و كان هذا الوضع المؤلم صعبا في بدايته - إلى أن من الله علي بالصبر (و لم يمن على زوجتي التي مازالت تتعذب :23: ) بل و أصبحت أبحث عن الكارتون حتى بعد نوم إبنتي.
و لما كانت المذكورة تحب توم و جيري بوجه خاص - أصبح من مهام وظائفي المنزلية البحث عن توم و جيري طالما تواجدت. و أصبح الريموت كونترول لا يفارق يدي و بات جزء لا يتجزأ من شخصيتي بالمنزل.
غير خفي على القارئ وجود ثلاث قنوات تبث جميع أنواع الكارتون 24 ساعة يوميا و هي MBC-3 و Space Toon باللغة الإنجليزية و Space Toon العربية.

بالأمس - و أثناء اللهث خلف توم و جيري - وجدت توم و جيري في أحد أفلامهما القصيرة (و التي أحفظها جميعا عن ظهر قلب بكلا اللغتين العربية و الإنجليزية) و هذا على Space Toon العربية.
إستبشرت خيرا - و إستلقيت مسترخيا لا أبالي - و الفيلم يمر أمامي و أنا سارح في ملكوت الله - إلى أن إنتبهت فجأة على إحساس خفي بأنه يوجد خطأ ما في المسار الدرامي للفيلم.

و هنا أفقت سريعا من خيالي - و شحذت كافة حواسي في تركيز شديد على الفيلم الذي أحفظه عن ظهر قلب.
و الفيلم - لمن لا يعلم - يحكي عن القط توم في الصيف على شاطئ البحر - و هو يعمل منقذ - يصحو صباحا و يسبح في البحر كعادته - و في طريق عودته يفاجأ بقطة أنثى جميلة تجلس في دلال تحت المظلة و هي تلبس البيكيني - ترمقه بدلال أنثوي فيجلس بجانبها كالمخدر إلى أن يفاجأ بغريمه اللدود جيري بداخل حقيبة الطعام التي تملكها القطة الفاتنة و هو يعيث في طعامها فسادا - و من هنا تبدأ مشاحناتهما كالعادة (على جانب هذا الموضوع - أنا دائما أشجع توم أكثر من هذا الفأر الطفيلي جيري - لكنه و للأسف لا ينتصر أبدا).

المهم - لم تدم حيرتي طويلا - فقد إكتشفت أن قناة Space Toon العربية الأصيلة - حماها الله - قد حذفت مشاهد القطة الأنثى الخليعة الماجنة - و هي ترتدي البيكيني - في مشاهد مثيرة فاضحة - غير عابئة بالفاحشة التي تنشرها بين القطط.

و هنا فقط أفقت من سكرتي التي دامت طوال عمري - و بدأت ألم بأبعاد المؤامرة الخبيثة التي مررها علينا الملاحدة و أعداء الدين - لنشر الرزيلة بين قطط و فئران المسلمين.
و غير خفي على ذوي العقل المحلل - أن نشر الرزيلة بين القطط - و الفئران على وجه الخصوص - سوف يشيع حالة من الهياج الجنسي بينها - مما يؤدي لتكاثرها الشديد - و الغرض تدمير قوت دار الإسلام.

بل و أدركت - في غمرة حالة الكشف التي عشتها - أن المؤامرة ليست فقط على قطط و فئران المسلمين - بل تتسع لتشمل جميع الحيوانات و الطيور الداجنة. و تذكرت بطوط و زيزي و الأولاد لولو و سوسو و توتو و هم يهيمون في كل قصصهم - لا يستر عوراتهم سوى قميص - بينما تظهر مؤخراتهم (زلمكاتهم باللهجة المصرية - الزلمكة هي مؤخرة الطير) على العيان و لا يأبهون لذلك و كأن الحياء قد إنقرض من الأرض.
و للمعترض على هذه المؤامرة الدنيئة أن يفسر لنا - لماذا أصر والت ديزني العميل اليهودي :idea: على إلباسهم قمصانا فقط - و إذا كان لابد من قطعة ملابس واحدة - فلماذا لم يكتفي باللباس يستر زلمكاتهم بدلا من القميص :what:

و بجانب إشاعة الفاحشة بين طيورنا الداجنة - فلك أن تتخيل أن يقتدي نشأنا الجديد بالفجرة (بطوط و زيزي و سوسو و لولو و توتو) و يمشون بالقميص في الشوارع بينما برزت مؤخراتهم. أو يقتدون بالقط الفاجر توم و عشيقته السافرة.

و الأشد ضررا أن تلعب تلك الصور الخليعة بخيال مراهقينا (العفيف) فتجد شوارعنا و قد عجت بأجيالنا الجديدة - في مطاردات عنيفة لقطط و بط و دواجن المؤمنين. و هم يرتدون القمصان فقط معرضين زلمكاتهم لخطر نقر الدواجن.

الحمد لله أن وجد منا من إستيقظ لمكر الملاحدة. و بارك الله في سبيس تون النسخة المؤمنة.

و إذا كان من حق قطط و بط الملاحدة أن يتعرى - تحت شعار حرية الرأي - فمن حق بطنا المؤمن أن يعيش عفيفا حتى يقضي الله أمرا كان مقضيا في حلة طعام أي من المؤمنين.