يوميات مواطن مفروس..خبوا عيالكم.. بشار جالكم!

محمد الرفاعي


انتهت المذبحة.. ونامت الكرامة العربية بين الجواري والخصيان، واستراحت الأقفية العربية الطويلة، والحناجر العربية التي تشبه البلاعات المضروبة، وخرج اصحاب الجلالة والفخامة والسمو، الذين كانوا يختبئون في غيطان خيار الاسلام.

ونحن لا نعترض على نظرية فخامة الرئيس بشار، باعتباره زعيماً شعبياً اجدع من الخايب غيفارا، ولا نعترض على حكاية المقاومة رغم ان سيادته ما وضحش يقصد مقاومة حزب الله، ولا مقاومة الدودة في غيطان الجولان المحتلة؟! ولا المقاومة على طريقة مشجعي المصارعة الحرة؟! ولا مقاومة عبدالفتاح القصري بتاع: كلمتي ما تنـزلش الارض ابداً. لكن الذي نعترض عليه ان سيادة الرئيس المناضل استثنى نفسه من الحكام العرب!! مع انه طوال حكم العائلة البشارية، لم يطلق جندي سوري رصاصة واحدة، حتى لو كانت لصيد العصافير والغربان، ومنذ ورث الحكم بعد وفاة باسل، وهو نازل نضال لحد ما هد حيل العالم كله، لدرجة ان الحاج محمد بوش حط صوابعه العشرة في الشق من عمايله، والمخفي على عينه وعين أهله اولمرت بقى يخاف ينام، احسن يطلعله بشار في الحلم. والعساكر الاسرائيليون بقوا يجروا زي الكلاب يدوروا على حتة يستخبوا فيها من خطبه اللي نازلة على دماغهم ولا الكاتيوشا.

نعترض على نضال فخامة الرئيس بشار، فلم نسمع يوماً منذ احتلال الجولان، ان جندياً سورياً، وضع صورة الرئيس على صدره، وتوكل على الله وضرب رصاصة ولو بطريق الخطأ، ولا جايز اتفق مع الاسرائيليين على تحويلها لمزارع لتسمين العجول وبالنص؟. وعندما دخلت القوات السورية لبنان، وحولتها بصور العائلة البشارية التي انتشرت في الشوارع والمطار، الى ولاية سورية، قامت اسرائيل باجتياح لبنان اكثر من مرة، بينما قوات المناضل الشرس ملخومة لشوشتها مع المزز يا حبة عيني، بل ان الطيران الاسرائيلي ضرب القوات السورية نفسها مرتين، وفي كل مرة، يخرج بشار غيفارا ليعلن انه يحتفظ بحق الرد، وحتى هذه اللحظة.. ما حدش عارف سيادته مخبي حق الرد ده فين، ولا جايز انسرق منه وهو بيناضل في القاعات المكيفة ولا حاجة عموماً ابن الحلال اللي يلاقي حق الرد بتاع الرئيس السوري، يا ريت يتصل بيه فوراً قبل الامة العربية ما تخرب، اكثر ما هي خربانة، وطوال المذابح الوحشية التي ارتكبها المتوحشين في لبنان، لم نسمع صوته الجميل الرخيم ولا شدو البلابل، ولا خطبة من خطبه التي تنافس المعلقات السبع وقصائد الفرزدق وأبو دلامة وأبو نواس.