في موسم التلفزيون ...
في موسم التلفزيون ....
أفضل ما في رمضان التلفزيون , و قد قرر المنتجون أن يقيموا "شعائرهم" الدرامية و الكوميدية , و أن "يفلشوا" أمامنا مواهبهم الفنية خلاله , و هذه مهمة يكسب صاحبها حسنات الآخرة بتسلية الصائمين , و يكسب دولارات المعلنين خلال ساعات العرض ,كثافة الإنتاج الرمضاني فيها جانب تنموي مهم ,بتأمين فرص عمل لمئات الممثلين الرئيسيين و الكومبارس , و المصورين و المخرجين و الكتاب , و أعتقد أن الإنتاج الرمضاني بالذات أعطى فرصة لمسلسلات مهمة أن ترى النور و لمخرجين من مستوى رفيع أن يظهروا , و ربما كان له دور ببروز الدراما السورية , و الخليجية .
كنت قد قرأت الكثر عما سيعرض في رمضان ,و قد بدا الأمر و كأنه أختيار قطعة حلوى واحدة من صحن ملىء بالمبرومة و البلورية و البقلاوة و أعشاش البلبل , المسلسلات كثيرة و ليس لديك إلا أربع و عشرين ساعة في اليوم يجب أن تنام ثلثها و تعمل ثلثها , بقي لديك ثلث واحد يجب أن تمزقه قطعا و توزعه على مسلسلاتك المفضلة , و لكن يجب أن تعرف ايها ستشاهد أولا , و هذا أصعب مافي الأمر ,لذلك أنا أمضي الأيام الثلاثة الأول من رمضان , في "تذوق" ما تعرضه الفضائيات , و أمضي "العشر الأواخر", في عض أصابع الندم على سوء أختياراتي .
هذا العام و منذ اللحظة التي أعلن قيها "القاضي الشرعي", حلول هلال رمضان ,دخلت في معسكر مغلق , الهدف منه القيام "بحملة تذوق" واعية و موضوعيه , لجميع المسلسلات الرمضانية لإختيار أربعة أو خمسة منها , لأمضي معها ساعات الكسل اللذيذ ,في البداية نحيت المسلسلات "الخليجية" جانبا , فهؤلاء مع الأسف لم يتقنوا اللعبة حتى الآن , رغم أمتلاكها أدوات "إنتاج" مهمة و و لديهم ممثل جيد , و لكن نصوصهم ما زالت تقتبس من الأفلام الهندية , و من المسلسلات المصرية في السبعينات ,و لا أعتقد بوجود مشاهد حقيقي لمثل هذه الأعمال خارج دول الخليج , و ما يثير إستغرابي إصرار أفقنية تلفزيونية مثل إل بي سي و المستقبل على عرض أسوأ هذه الأعمال على شاشاتها .
بقي لدي المسلسلات السورية و المصرية , و بما أنني شخص "متعصب" للشوام ركزت حملات "التذوق" على ما يقدمه السوريون ,شاهدت بعض مشاهد من مسلسل خالد بن الوليد, مللت هذا النوع من المسلسلات "الإستعراضية", و قرفت من شخصية خالد بن الوليد من كثرة ما شاهدت و قرأت عنها , بالإضافة الى أنني أعتقد أن باسم ياخور ممثل سيىء, شدني في مسلسل اليام المتمردة أسم عبد النبي حجازي تابعت أول حلقتين , فيه علك كثير , و حركة ممثل تثير الدوار و ثبات في الكاميرا يبعث على السأم, أزلته عن اللائحة , مسلسل حدائق الشيطان , من بطولة السوري جمال سليمان , تابعته قليلا , وجدت جمال غير متقن للهجة المصرية و لا لدور العمدة المتسلط , سيكون هذا المسلسل فشل للثلاثي محمد صفاء عامر و اسماعيل عبد الحافظ و كذلك لجمال سليمان , في تكرار ثقيل الظل لقصة العمدة "قرفنا ولوه".
بلا طول سيره , وقع أختيار على مسلسلن متشابهني كثيرا , الأول بعنوان "كسر الخواطر" , يبدو مسلسلا بسيطا , بأحداث بسيطة , بمقولة يردها أن تكون مهمة , و هي لن تكون كذلك بأي حال , يدور في حارات الطبقات الفقيرة , التي تعرف فقرها و تداويها بالنكتة و القفشة , الممثلون يبالغون في أدوارهم " أمل عرفة مثلا" , و المخرج يبدو كأنه يبحث عن المجاري ليصور احداثه فيها و كأن الفقر لا يبدو فقرا إلا في المجاري ,المسلسل الثاني يدعى مشاريع صغيره "لسلوم حداد و سوريين أخرين", يشبه كثيرا "في حلقاته الأولى" مسلسل كسر الخواطر , و لكن خامة الشريط المصور أفضل و الحوار أكثر حرفية و لكنه يقع في نفس الداء المقيت "المبالغة" و خاصة الممثل "عمايري" زوج أمل عرفة و هي مصادفة غريبة ,المسلسل الثالث باب الحارة و هو "كلاكيت" ثالث مرة للمخرج بسام الملا ليحدثنا عن الحارة الشامية و أتوقع لهذا المسلسل سقوطا مريعا , للتشوه الكبير الذي يحدثه في الشخصية و كأنها خضغت لعمليات تجميليلة فاشلة على يديه , المسلسل الرابع سيره ذاتية للمطرب عبد الحليم حافظ بعنوان العندليب , شاهدت أول حلقتين و اظن أني سأحتاج الى حبوب للضغط و تصلب الشرايين خلال متابعتب لهذا المسلسل ,و أخيرا مرايا ياسر العظمة أتابعه من باب الوفاء لهذا الممثل الى "سن سنة" رائعة لمثل هذا النوع من الأعمال , و لكن ياسر يقدم مرايا 2006 بنفس الأسلوب الذي قدم به مرايا 95 و لكن في القلب شيئا لياسر يحتم علي متابعته و سأفعل.
هذا ما لدي هل من إقتراحات فما زالت قادر على متابعة مسلسلين...
|