الوصايا العشر في لبنان

علي الرز




-تضامن دائما مع القاتل لا القتيل، ودافع عن العفن الذي في رأسك حتى ولو كان من تضرب بسيفه يحسن قراءة المستجدات افضل منك ويستغل غباءك ليبيعه في سوق المقايضات السياسية.
-استفد دائما من صراخك وهذيانك. استدرج بهما الدعم الخارجي ووسع بمواقفك ارصفة ذمتك لاستيعاب براميل الكوبونات، فاذا ما تغير مصدر الدعم او "انحشر" تابع صراخك علّ الزمن القديم الجميل يعود، وكن من الغباء والوقاحة بحيث تفتح دائما ابواب التساؤل عن استمرار محاضراتك في العفاف.
-استهزئ بلبنان الوطن كلما ضعفت الوصاية عليه، قل انه مجموعة طوائف متناحرة وممر للمؤامرات ومستقر للاجانب. شكك في مناعته واستقراره وجيشه وقواه الامنية وهدد في كل لحظة بأن الحرب الاهلية ستعود من دون ان تنسى التهجم على فريق السلطة بحجة انه لا يفرض هيبتها ولا يفعل شيئا ازاء رغبة اللبنانيين في الهجرة، ثم عد الى الارشيف لتقرأ نفسك قبل عامين فقط تقول ان الدولة هي الاقوى في تاريخ لبنان وان الجيش هو الاصلب وان الحرب الاهلية تاريخ ولى وان لبنان انتقل من الطائفية الى الطائف وانهى مقولة الممر والمستقر... عد فحسب وتمتع بعطر الوصاية رغم انك لن تفهم لا اليوم ولا غدا ولا بعد غد انك صرت جزءا لا يتجزأ من ذلك العطر مهما كانت رائحته خفيفة او نفاذة.
-زور شهادات علمية فلن ينتبه احد لان شهادتك في الوطنية اخذتها ممن كللت نجوم الاستطلاع كتفيه، واطلق للسانك عنان السلاطة والبذاءة ضد الآخرين فلن يطعن احد في اخلاقك طالما انك خريج المدرسة – المؤسسة والجامع الجامع، وتعرى من كل التزام داخلي فلن تشعر بالبرد مع اشتعال "بالروح بالدم" في شرايينك... فقط راهن على عودة الجزمة العسكرية الناطقة ولو كان رأسك اول الرؤوس المنداسة.
-تغنى بجارك وهو يقول انه تعاون استخباريا مع الاميركيين في اكثر من موقع ومجال، صفق له وهو يعلن بلسانه انه طلب موعدا للقاء هذا الرئيس الاوروبي او ذاك لكن احدا لم يرد على طلبه، وافتح نار التصريحات على "عملاء الداخل" الذين يستقبلون سفيرا اجنبيا او مسؤولا غربيا... فتلازم المسارين ووحدة المصير ومنطق الاخوة تقضي بان تستقبل اذا استقبل جارك وتزور اذا زار وترحب اذا رحب وتندد اذا ندد. تعاون الجار مع الاستخبارات الاميركية "تكتيك ذكي في سياق سياسة الممانعة والابواب المواربة"، واستقبال مسؤول لبناني لسفير اجنبي "جريمة وتمهيد الطريق لمؤامرة على لبنان وجيرانه"... افعل ذلك دائما واحصل على تقدير استثنائي او "بونيس" قومي يضاف الى سجلك عندما تدور الدوائر فتترقى من مخبر وكاتب تقارير الى الجباية والاستدعاء فمدير عام فنائب ووزير و...!
-استعد توازنك واثبت لمن كان لحم اكتافك السياسية والمالية من خيره انك بدأت جديا الهجوم المضاد على "الغالبية الوهمية"، اره انك فهمت كلامه عن وجوب اسقاط هذه الغالبية (واسمح لنا فهذه لا تحتاج الى ذكاء) واستغل الحرب الاخيرة لنسج خطاب تصعيدي ضد الداخل ودائما بطريقة التهديد والتهويل استنادا الى "معلومات خاصة". فهنا "معلومة" عن تزويد وزير في الحكومة اسرائيل احداثيات معينة ضد المقاومة، وهنا "معلومة" عن وجود مسؤولين في الحكومة في منطقة بوداي قبل الانزال، وهنا "معلومة" عن اتصال وزراء باولمرت عبر طرف ثالث (وربما مباشرة) ليتمنوا عليه عدم وقف الحرب، وهنا "معلومة" عن ضابط لبناني قال لزوجة احد المعتقلين:" لا تخافي ففي هذه الزنزانة سيقبع قريبا السيد حسن نصر الله"... الى آخر "المعلومات"- التعليمات المجهولة الاسماء المعروفة المقاصد.
-اتهم اسرائيل بكل عمليات الاغتيال التي جرت وستجري، وتستطيع التمادي اكثر من اجل "حظوة اكبر" فتتهم مسؤولين من الغالبية بجزء من هذه العمليات، على ان تشرح اتهاماتك بتحفظ لان التوسع بالتفاصيل قد يشي (والعياذ بالله) بانك صاحب خبرة في هذا المجال، ولبنان الجديد الذي سيبنى على اكتاف امثالك "محشوم" من مثل هذه الخبرات.
-جند طاقاتك لضرب شعار "الحقيقة" مدخلا لنسف كل قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وجاهد لخلق وضع يسمح بهذا النسف ولو تم نسف البلد. حاول ان تضعف الغالبية وتسقطها، واذا لم تستطع عرقل اي امكانية للتوافق على القضايا المتعلقة بالتحقيق والمحكمة الدولية، فالاطالة تمهد لتعليمات جديدة ومعطيات جديدة.
-اعمل للاطاحة بالحكومة الحالية "المرتهنة" من اجل حكومة اخرى فيها من "الوطنيين" الشيء الكثير، واخلق فراغا حكوميا اذا لم تستطع مرتكزا على التهديد باستخدام الشارع.
استفد من كل ما سبق لاستقبال الاستحقاق الرئاسي المقبل بشروطك او فلتكن الفوضى نبراسا هاديا لك. انت الآن وطني بامتياز ولبناني شريف ومكانتك محفوظة في ... مديرية الريف!