* ألا يكفي أن محمد وقف ضد الأكثرية المسيحية ليفند ادعاءاتهم ويبلغ رسالة الله بدلاً من مجاملتهم ؟ وإلا كان الأسهل عليه أن يقول أنه جاء ليبلغ رسالة يسوع ، وكان العالم المسيحي كله سيؤيده ،
أو يقول بأن المسيح صلب لكي يثبت عدم ألوهيته ؟ أو يقول بما قاله الكناب المقدس حول قصة أدم والأنبياء والرسل ، وأنهم غير معصومين من الخطأ ؟
أو يقول أي كلامٍ اعتماداً على ( الروح القدس ) كشيء جاهز بدلاً عن التفصيل الدقيق في أسماء الله وصفاته ؟
* ألا يكفي أن كفار قريش عرضوا عليه أن يملكوه عليهم فرفض ؟
وقال قولته المشهورة لعمه عندما جاء يعرض عليه إغراءات قريش وعروضها :
" يا عم، والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر على يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه"
* ألا يكفي دراسة أسماء الله الحسنى المذكورة في القرآن الكريم ليتبين لكل مؤمن مدى عناية الله بعباده وهدايتهم إلى معرفة صفاته ،
* ألا يكفي الإحصاءات الدقيقة لكلمات القرآن الكريم والإشارة إليها مثل قوله تعالى :
{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ }التوبة36
ولو حسبنا عدد كلمات الشهر في كل سور القرآن الكريم التي وردت بلفظ " شهر " أو" الشهر " بصيغة المفرد ، واستبعدنا منها ما ورد بلفظ " شهور " أو" أشهر " بصيغة الجمع أو " شهرين " بصيغة المثنى فسنجد أن عددها اثنتا عشرة كلمة بالضبط ، وهذا مصداق لما ورد في الآية.
"مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ"
منها أربعة وردت بلفظ " الشهر الحرام".
* ويكفي أن نتفكر في تنوع وجزالة ألفاظ القرأن الكريم ، وأسلوب مخاطبة الله لقارئ القرأن ، وأساليب الاستفسار والتعجب ، والتهكم ، والحوار ، والترغيب ، والتذكير ، وتنوع أسلوب الخطاب مثل :
يا عبادي ، يا أيها الناس ، يا أيها النبي ، يا أولي الألباب ، يا أيها الرسل ، يا مريم ، يا عيسى ، يا موسى ، يا نوح ، يا إبراهيم ، يا زكريا ، يا يحيى ، يا داوود ، يا أهل الكتاب ، يا أيها الذين أمنوا ، يا نساء النبي ، يا معشر الجن والإنس ، يا أيها الإنسان ، يا أدم ، يا بني إسرائيل ، يا بني أدم ، يا أيها الكافرون ، يا إبليس ، .. فهل لاحظت عزيزنا القارئ الخطاب المباشر الذي يوجهه الله للقارئ ليتناسب مع منهجه ونوعه ؟
ذلك لندرك أن الإسلام دين تفكر وتدبر وحكمة وعقل ومنطق
{وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً }الإسراء106
أما حالة المعاندين والجاحدين ممن يتخذون أرباباً من دون الله أو يعبدون بعضهم البعض فينطبق عليهم قول الله تعالى:
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ }النور39
ـــــــــــــــــــــــ
{قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ }الأنعام33
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ{15} يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ{16}المائدة