أكد متخصص في فنون ما قبل التاريخ أن الجسم الحجري الذي عثر عليه في المغرب مؤخرا ويرجع تاريخ لنحو 400 ألف سنة قد يكون أقدم تمثال منحوت في تاريخ البشرية.

وأوضح المتخصص أن الصخرة التي عثر عليها تحمل علامات تدل على أن بشرا قاموا بتعديل شكلها.

وتبدو الصخرة التي يبلغ طولها ستة سنتيمترات في شكل إنسان حيث تحمل بعض العلامات الغائرة على سطحها التي ربما تكون بغرض تحديد شكل الرقبة والساقين والذراعين.

ويوجد على سطح الصخرة رقائق لمادة حمراء ربما تكون بقايا دهان.

وتم العثور على الصخرة على عمق 15 مترا تحت السطح المتأكل للأرض على الضفة الشمالية لنهر درعة بالقرب من بلدة طانطان.

وأفادت الأنباء بأنه عثر على الحجر على بعد سنتيمترات من معاويل حجرية تعود للحقبة الأشولية التي استمرت نحو 200 ألف عام وانتهت منذ 300 ألف عام.

تناقض ثقافي

ومن المرجح أن يزيد الاكتشاف الأخير من حدة الجدل المثار بشأن تاريخ اكتشاف الإنسان للرمزية.

ومن غير المعتقد أن الفصائل الإنسانية مثل " هيدلبيرجنسيس" و" إريكتوس" الذين عاشوا خلال الحقبة الأشولية كانوا قادرين على التفكير الرمزي المطلوب من أجل القيام بالأعمال الفنية.

ويرجح روبرت بدناريك رئيس الاتحاد الدولي لمنظمات فن الصخور في مقال بصحيفة "كارانت أنثربولوجي" أن شكل الصخرة التي عثر عليها في طانطان وصل إلى هذه الهيئة بفعل عوامل طبيعية.

لكن بدناريك أفاد بأن العلامات الواضحة المحفورة على الصخرة، التي من الواضح أنها تؤكد الهيئة البشرية التي تتخذها الصخرة، من صنع الإنسان نوعا ما.

كما أشار إلى أن بعض العلامات الغائرة في سطح الصخرة نشأت بفعل أداة حجرية لاستغلال المناطق الغائرة في الصخرة لتصوير الشكل الآدمي.

وقال بدناريك لبي بي سي نيوز أونلاين "إن ما لدينا هو قطعة من الحجر تشكلت بصورة طبيعية إلى حد بعيد، وأجري عليها بعض التعديلات إلا أنها أكثر من مجرد تعديلات."

وحاول بدناريك تكرار نفس العلامات على قطعة حجر مماثلة وذلك عن طريق الطرق على الحجر "بمطرقة حجرية". وقارن بين التركيب الدقيق لكل من هذا الحجر والصخرة التي عثر عليها في طانطان.

تشكيك

ومن جانبه، أفاد ستانلي أمبروزي الاستاذ بجامعة إلينوي بأنه لا يرى أي دليل على وجود علامات نتجت عن أداة.

وأضاف أنه على الرغم من الشكل المثير للصخرة إلا أنها تعد على الأرجح نتاج "عوامل التعرية الطبيعية غير المقصودة."

وقال أمبروزي في حديث لبي بي سي نيوز أونلاين "قدم بدناريك كل المعلومات اللازمة لاثبات أن هذه الصخرة تشكلت بفعل عوامل التعرية."

وألقى أمبروزي الضوء على ملاحظة بدناريك أن بعض الصخور بالقرب من الجسم الصخري الذي عثر عليه تأثرت بعوامل التعرية وتغير شكلها بفعل قوة المياه.

ويرى أمبروزي أن الصخور والأدوات من صنع الإنسان التي عثر عليها في الموقع ربما تعرض شكلها للتغيير بفعل المياه الجارية في الماضي.

ولاحظ بدناريك أيضا أن رقائق المادة الشحمية التي كانت تغطي سطح الصخرة وتحتوي على مادتي الحديد والماغنسيوم يمكن أن تكون أكسيد الحديدالأحمر، وهي مادة كان يستخدمها الإنسان القديم في الدهان.

وقال بدناريك في مقاله "لا تشبه العلامات الصغيرة بقايا الحديد الطبيعي الصدئ، كما لم يتم العثور على صبغة مشابهة على أي أداة أخرى فحصتها في طانطان."

وتم اكتشاف حجر طانطان في عام 1999 أثناء تنقيب كان يشرف عليه عالم الآثار الألماني لوتز فيدلر.