الثاني السياسي،
في حوار قصير دار بيني وبين أعز الصديقات، سألت هي: ماذا تتوقعين أن تكون سياسة صالح بعد فوزه بالانتخابات؟ استغرقت كثيراً قبل الرد، فمعرفتي بالأمور السياسية سطحية، إلا أن عملي في التنمية علمني الكثير لاختيار الإجابات. قلت: لا أدري، ولكني أعتقد أن هناك عدد من السيناريوهات..
1) أن يصفي بطانته، ليقلص الفساد،
2) أن يترك لهم الحبل على الغارب فيما يخص الأمور المحلية، ويتفرغ هو لإجابات رغبات الدول العظمى والخليج،
3) أن يقوي من دور المعارضة وبذا يضمن حسن السمعة، وتقليص دور البطانة واستحسان الدول العظمى..
همهمت هي بدورها، وقالت: ربما..
ثم استأنفتُ، أعتقد أن الفرصة قد حانت للصحفيين بتوسيع نقدهم للشخوص الذين يمثلون البطانة بدلاً عن استهداف الرئيس وحده..

لطالما أزعجتني فكرة تمجيد الواحد، ونقد الواحد.. وكاد حديث آخر دار بيني وبين أحد الصحفيين الهامين بالبلد أن يقتلني حين علقت على أحد مقالاته - وعلى غير العادة- بأن فيها حيادية قاتلة! فرد الصحفي الصديق: ياصديقتي، رأيي في المقال عن ديمقراطية الرئيس آتٍ من واقع مصاحبتي لحملاته الرئاسية والتي كثرت فيها الخطابات من كبار الدولة التي اتسمت غالباً بالعنف وبالانتهاك للغير، فأظهرت بذلك خطابات الرئيس أكثر ديمقراطية.
استغربتُ كثيراً، ثم أضفت: لكننا لا نعرف ذلك!
نحن لا نعرف ما يدور في المهرجات، ما يدور في القواقع. إن ماتنقله لنا وسائل الأعلام هو صورة الرئيس وخطاباته وتحركاته وسكناته فقط، ماتهتم له هو صور "الواحد".. لكن أين الثاني!

انتبهتُ إلى صديقتي، وقلت لها على عجالة: يجب أن ننتبه للثاني! هي بالتأكيد لم تعرف عن ماذا أتحدث. أضفت: ياصديقتي، هذه الديمقراطية التي نقيم لها الأعراس اليوم، لا تعني فوز الرئيس بأصوات الشعب الـ 77%، ولا تعني خوض المعارضة المعركة، ولا تعني حكم الشعب نفسه بنفسه كما كانوا يقرؤوها علينا في كتب المدرسة، إنها باختصار قبول الـ 23 % باختيار الـ 77.. إنها تعني خضوع واحترام الثاني للأول..
همهمت مرة أخرى.. وقالت: ربما..

الثاني الاجتماعي،
هل تذكرون وميض الصغيرة، من أطلق عليها والدها قبل ولادتها بدقائق، الملكة وميض الثانية؟ إذا لا، فأنا أذكركم بها. هي وميض الثانية، لأنني أنا وميض الأولى، هي البنت البكر لابنة أختي البكر، ليست ابنة أختي هي البكر، بل أختي هي بكر أمي وأبي. كانت شيماء، ابنة أختي أختاً لي أكثر من ابنة أخت، وكنت لها أخت أكثر من خالة، ذلك لأنها تربت منذ ولادتها في بيننا، ولعمري أني أتذكر يوم ولادتها كما أراكم الآن!
تزوجت شيماء بصحفي رائع وخلوق وذكي، وصديقي، وهي في عمر الـ 21، صغيرة جداً، لكنها اختارت ذلك.
في الـ 13من أكتوبر ولدت بوميض بعد أنا عاشت وعيشتنا معها مرحلة الحمل المريرة والرائعة بنفس الوقت، فشيماء تجيد الثرثرة! لم أكن في نفس المدينة يوم ولدت وميض، كنت في مدينتي التي ولدت فيها، في عدن. تحرقت شوقاً، وكنت على وشك إلغاء رحلة العمل المهمة والعودة طيراناً إلى صنعاء لرؤية الحبيبة القادمة بكل الأمل والسعادة. لم أستطع! صبرت حتى وصلت إليها بعد 4 أيام طوال، لكني لم أكن أوفت أية فرصة بالاتصال بشيماء والاطمئنان وسماع صوت الصغيرة وهي تبكي..
شيماء، وكعادة كل اليمنيات، تسكن 40 يوماً في بيت والدتها، ويتحول بيت الأم إلى عرس يومي ولمدة 40 يوماً. يقولون في صنعاء (( عرسين ولا ولاد)) أي ولادة.. بيت والدتها في عمارة، وللعمار 5 طوابق، و16 شقة، وبيت أختي، أم شيماء، في الدور الخامس وفي الشقة الـ 16... لا تملك العمارة مصعداً، كما إن الأوكسجين في صنعاء شحيح. لم أنتبه لا للأدوار ولا للشقق ولا لأوكسجين صنعاء الشحيح، فقط وجدت نفسي أما قطعة ماسية ملفوفة بغيوم بيضاء، دقيقة الأنف والعينين وفمها ككرزة. بين الغيوم طالعتني أصابع أجمل من سيقان الذرة المذهبة، طويلة ونحيلة وتزهر، وتتفتح، وأحياناً تثمر وأخرى تسقط الغلال كلما حركتهم!
يالروعة الكون، أنافذة انفتحت من السماء، وأطلت علينا هذه المخلوقة الماسية؟!!! من أين أتت، كيف كونت، وكيف كانت تعيش قبل هذا؟ أعرف الكثير عن رحلة الجنيين البيولوجية، لكن ما لا أعرفه، هو هذه الماسية.. إنها أجمل على أن تخيل الآن أو قبل أن وجدت.. أطلقت لدهشتي العنان، فأخذت أصابعي بالتقاط الصور بكل فرحة.. وفجأة، سمعت صوت رقيق أعرفه، وأحبه، وأفتقده. إنه صوت رهام! رهام هي ابنة ابن أختي البكر ذات السنة والنصف. كلاهما بكر، ابن أختي وابنته. رهام هي الحفيدة الأولى من جيل الأحفاد الثاني، وهي من منحتني لقب "جدة".. وافاني صوت رهام من الخلف يقول: نونو .. نونو.. فالتفت إليها وحضنتها بقوة.. وهي بادلتني نفس قوة المشاعر وربما أكثر.. بعدها، لم تترك لي رهام فرصة واحدة لالتقاط أية صورة أو للانفراد بوميض.. شيماء، وبوجهها المبتسم، وبعبارة مقتضبة أخبرتني: رهام تغير من وميض!!! ضحكت.. أخذتني رهام من يدي وصحبتني إلى خارج الغرفة، وصارت تؤشر بيدها على الحمام وتقول: نونو واواح.. استفهمت الأمر، فعرفت أن وميض حُممت هناك، فاعتقدت رهام أن في ذلك ألماً ألم بوميض (وبلغة الأطفال واواح).. ثم بدأت تدندن.. وتقول: ياطييييبااااه.. أي ياطيبة، وهي أغنية أطفال مشهورة تعرض دائماً على قناة سبيس تون.. بعدها، صارت ترمش لي بعينيها وتشير إلى نظارتي، ففهمت أنها توحي إلي بأمر في عينيها يستوجب خلع نظارتي وإلباسها إياها.. أخذتني رهام بعيداً عن وميض.. وأكثر من ذلك، أخذتني إلى بيتي معها، وإلى سريري معها، وأخذتني إلى نومي معها بعينين مغمضتين..

الجميع كان مشغولاً بوميض، إلا أن رهام، الشخصية الثانية في المشهد المستغرق حتى قمة رأسه باستقبال وميض، لعبت دور البطولة وبمهارة.. أحبكما..

الثاني الشخصي،
الـ 16 من أكتوبر هو عيد ميلاد طارق القداح، الشخصية الأكثر شهرة أو لنقل عليها الشخصية الأولى في النادي. أما الـ 17 من شهر أكتوبر فهو عيد ميلاد العلماني.. ما فاجأنا به زيوس في الـ 17 كان موضوعاً يبارك لطارق وما سأفاجئكم به الآن، هو:

كل سنة وأنت طيب يا علماني ياحبيبي.. :redrose:

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	مصر والجزائر - الجزء الثاني	أرمـانـد	0	770	08-15-2010, 02:59 AM آخر رد: أرمـانـد
	زوج يلقي زوجته من الطابق الثاني لأنها رفضت الصلح	vodka	7	1,755	04-05-2008, 12:28 AM آخر رد: vodka
	اعلان فيلم الام المسيح الجزء الثاني Passion of the Christ	طنطاوي	4	1,148	04-02-2006, 12:28 AM آخر رد: طنطاوي