journalist
عضو رائد
    
المشاركات: 1,010
الانضمام: Feb 2003
|
حقيقة النظام السوري - الطاهر ابراهيم
تنتهي حرب أكتوبر -كما انتهت حرب يونيو- بهزيمة جديدة وضياع أراض جديدة, خسرت فيها سورية أكثر من
ثلاثين قرية بين "خان أرنبة" جنوبا و"كناكر" شمالا (25 كيلومترا جنوب دمشق). تمت هذه الهزيمة في وقت كان فيه الجيش المصري يقف ندا لجيش إسرائيل ويخوض حرب دبابات طاحنة في صحراء سيناء معه
"السادات" بمعاهدة "كمب ديفيد", وافق على إنهاء حالة الحرب بين مصر وإسرائيل مقابل إعادة سيناء منقوصة السيادة إلى مصر, فإن "الأسد" وافق على إنهاء حالة الحرب مع إسرائيل مقابل إطلاق يده في لبنان, وأن تغض واشنطن نظرها عن تغييب الحريات والقمع والتنكيل بالشعب السوري, وإذا كانت موسكو مستعدة دائما لفتح مستودعاتها لبيع دبابات تم وضعها خارج الخدمة إلى سورية, فإن ذلك كان تحت مراقبة واشنطن التي كانت مستعدة لوقف شحنات القمح الأميركي إذا باعت موسكو أسلحة متطورة لسورية.
على أن واشنطن كانت تغض النظر عن صفقات دبابات متطورة لصالح وحدات مكلفة حماية النظام من أي انقلاب يقوم ضده, مثل سرايا الدفاع التي كان يقودها شقيق الرئيس ثم لألوية الحرس الجمهوري بعد طرد "رفعت" من سورية وتفكيك ألوية سرايا الدفاع
جو الشعور بأنه لا حرب مع إسرائيل الذي ساد الوحدات العسكرية السورية, فقد انصرف الضباط إلى تنمية مواردهم بسبب ضآلة رواتبهم, لتغطية العجز في مصروفاتهم. وقد راجت تجارة "الشنطة" عبر لبنان حيث كان يتم تغيير الفرقة العسكرية الموجودة فيه كل فترة. وقد أصبح أمرا مألوفا أن يقوم قادة وضباط الألوية والكتائب وحتى السرايا بفرز عدد من الجنود للخدمة في بيوتهم أو مزارعهم, أو لإكمال بناء شقق اشتروها على "العضم". كما أن بعضا من الضباط كان يترك أصحاب المهن من جنودهم للعمل في مهنهم المدنية, مقابل دفع جزء من واردهم لهؤلاء الضباط.
على أن أكثر ما يدعو للأسى والحزن أن يقوم قادة الوحدات العسكرية بالسطو على ثمن ما يخصص لإطعام العساكر. ولذا أصبح المجندون الذين يؤدون الخدمة الإلزامية يطلبون من أسرهم تأمين نفقات طعامهم وإلا جاعوا
--الطاهر ابراهيم - كاتب سوري منفي.. السياسة - 26 اكتوبر -2006
=========
|
|
10-27-2006, 12:52 AM |
|