هل سألنا أنفسنا يوما لماذا أراد إله التوراة تأسيس مملكته في أرض معينة (فلسطين)؟ وأراد أن يعمر بيته على جبل صهيون ؟ وأرد للأمم.((كل الدوحة الإبراهيمية)) أن تقدم له الطاعة والخضوع ، هل نعتقد أن مملكة الله تكون في الأرض؟

و لماذا اختار الله جماعة بني إسرائيل بالذات بين سائر الشعوب والأمم ؟ ولماذا أصطفى فلسطين وطنا لهم ؟، ولماذا لا يجد اليهودي ربه إلا على أرض فلسطين ،وما دام الله قد وعدهم بالأرض فالله هو القضية !!!ولماذا يتوجب على المسيحيين والمسلمين أن يدفعوا من دمهم وأرضهم ثمنا لايمانهم بهذا الإله ، ولماذا نرتضي بما فعله أشاوس الإله الإسرائيلي من قتل وسفك باسم الشريعة ومع ذلك نقدسهم أشد تقديس ونضع أكاليل الغار على رؤسهم لانهم انتصروا على الكفرة الفاسقين

ولماذا يتناسى المسلمون والمسيحيين أن التراث اليهودي والتاريخ اليهودي متجذر بصدورهم بفعل النصوص المقدسة في القرآن والكتاب المقدس.

رب سائل: ما السر الذي جعل السياسة لبريطانية العاهرة تضع طفلها المدلل بالشرق ومن ثم تسلمه إلى المربية الأمريكية كي ترعاه وتحميه ، الإجابة تأتي من (وايزمن) أن الحماسة تلك وشدة العطف هذه هي الإيمان بالله ....

فالصهيونية المتجسدة في إسرائيل ليست بنت وعد بلفور كما يزعم الجميع ، إنما هي بنت الوعد الأول من الله إلى إبراهيم في حدود القرن الثامن عشر قبل الميلاد، وليست صنيعة نبي الصهيونية في القرن التاسع عشر "هرتزل" بل هي صنيعة "موسى" نبي الصهيونية الأول في حدود القرن الرابع عشر قبل الميلاد .وهذا ما برهن عنه الزعيم الصهيوني "بيغن" الذي قال : باسم تراث لآباء الذي يعود إلى الآف السنين ، أعلن ان حكومة إسرائيل لن تطلب من أي أمة قريبة او بعيدة صغيرة او كبيرة أن تعترف بحقنا في الوجود ، لقد حصلنا على حقنا في الأرض وفي الوجود من ألهه أبائنا.

لماذا نتناسى أن اسفار العهد القديم وقرآن محمد ألغى تاريخ فلسطين حين أرادها أرضا مطهرة من أصحابها الشرعيين دون أن ننظر على المكاسب اليهودية من تلك الكتب..ولماذا الفكر اليهودي الميثولوجي متأصل بالفرد اليهودي والمسيحي والمسلم على السواء ، لماذا تجهل الشعوب تاريخها وتتناسى ملوكها الوطنيين وتتذكر ملوك إسرائيل من سليمان و داود وشاول(طالوت) وغيرهم

لماذا ننعت تاريخنا في روما واتينا وطيبة وبابل والساحل الكنعاني ونصفه بالكفر والقبح ولماذا نمجد سفاحين بني إسرائيل

لماذا لا نتذكر على سبيل المثال رأي (لويد جورج) رئيس وزراء بريطانيا إبان الحرب العالمية الأولى وهو يقول: لقد تلقيت في المدرسة تاريخ اليهود وبمقدوري أن اذكر ملوك بني إسرائيل جميعهم ، ولكني أشك بمقدرتي على تذكر ستة من ملوك بريطانيا ، وما الذي يجعل (كارتر)أن يرى ان إسرائيل هي أولا وقبل كل شيء ، وما الذي يجعل بروفيسور في جامعة "بار إيلان" يعلن أن محمد قدم الواجب بكتابه تجاه شعب إسرائيل مزكيهم عن غيرهم من الأجناس والأمم ..............

في النهاية الله هو القضية لأن الأساس في إسرائيل هو الله ولأن التوراة اليهودية هي إلهام المسيحيين و تاريخها هو مقدس المسلمين، فأصبحت ركائزها جزء لا يتجزأ من المفاهيم الدينية في اكبر ديانتين بالعالم ولأن الذهن المسيحي والإسلامي مشحون بمقولات ومفاهيم توراتية حتى النخاع

الله هو القضية لأن فلسطين قضية فريدة في التاريخ فلا نعرف في التاريخ أن شعبا أقتلع من الأرض بأسم الله بالقمع والترهيب على مر السنين ومع ذلك يطلبوا منا أن نقدس هذا السفاح