أخيراً، صدق العسكر الجدد في موريتانيا واستفتوا الشعب الموريتاني على تعديلات دستورية تحدد مدة الرئاسة بخمس سنوات تجدد لمرة واحدة لا غير.. وتضمنت التعديلات بنداً يمنع رئيس الجمهورية من إجراء استفتاء لتعديل هذه التعديلات.. ومن باب الحيطة والحذر أضاف العسكر الجدد إلى القسم الذي يؤديه المرشح الرئاسي المنتخب عبارة: عدم محاولة تعديل التعديلات الدستورية هذه.!
ومن الطبيعي أن تحظى هذه التعديلات بموافقة ساحقة من الموريتانيين لأنها كانت منذ زمن طويل محل إجماع وطني ومن شأن هذه التعديلات أن تجعل من موريتانيا أول بلد عربي سيشهد تداولاً سلمياً للسلطة.. ومن الموريتانيين وهم أفقر الشعوب العربية أول من يبرهن للعربان في المشرق والمغرب أنهم يصلحون تماماً لأن يكونوا مواطنين لا قطعان ورعايا.!
أما عن المسألة العويصة التي ستواجه موريتانيا فتتعلق في عضويتها في الجامعة العربية إذ أنها ستكون بلداً شاذاً من حيث أنها كسرت عصا الطاعة الجماعية.. ولحقت بالشعوب الأخرى من غير شعوب الجامعة العصماء تلك الشعوب التي لها وحدها أن تقرر في مسائل الحكم والتحكم، ومن جملة ما سيترتب على هذا العصيان الموريتاني أن يصبح المؤتمرون من القادة العرب في القمم بتاعتهم مجبرين على مشاهدة رئيس موريتاني جديد كل فترة وبهذا الشكل فإنهم قد لا يسعفهم الوقت للتعرف إليه عن كسب..! ولكون هذه الحالة منفردة فهذا يعني أن الرئيس الموريتاني قد يجد نفسه منفرداً، ومعزولاً، لا أصدقاء له بين الأوابد.!
وربما من شدة الضيق يعود من إحدى القمم ليستفتي شعبه على الانسحاب من الجامعة العربية..!
نقول: ربما والقادم من الأيام فيها ـ ربمات ـ كثيرة كما يبدو..!؟