مسكين أنا .. تحملت مسئولية كل ما يجري في الدنيا ، وما يجري في ساحة عقائد وأديان،
أبنائي مختلفون حولي ،
لست أنا في هذا الموقف وحدي ، كذلك هو نبي الله عيسى ،
جاء ليهديهم إلى عبادة الله فأذوه وكذبوه وأرادوا قتله ،
ولما عجز إبليس عن تحريضهم على قتله بسبب وعد الله لأم مريم بأن يعيذها وذريتها منه ،
احتنك ذريتي من بني اسرائيل ، ومنهم من صدق دعوته الشيطانية حول المسلسل الدرامي المكسيكي( الصلب والفداء ) وكلما انكشفت بياخة هذا المسلسل تكلموا عن مشهد فيه ببالغ التفصيل وتناسوا أهم الأحداث .
بعضهم يشير لي بأصابع الاتهام ليبرروا نزواتهم ، وشرورهم ،
والبعض بار صالح يدافع عني وعن الجنس البشري بأكمله ،
يقولون :
ما ذنب أبينا ، أكل من الشجرة ، وماذا يعني ألم يعلم بأن ربه غفور رحيم ؟
أليس الدليل على رحمة ربه أنه خلق له نظيره ، وخلقه في أحسن تقويم ؟
وأنه شمله بالرحمة وأعطاه شجر الجنة ورزقه النعيم ؟
ألم يعلم خالقه بأن هناك شيطان رجيم ؟
ألا يولد الناس ويموتون ؟
ألم يبعث الله أنبياء ورسل كثيرون ؟
أخرهم من وضح الأمور عني وعن قصتي وصحح العقيدة وبلغ رسالة الله الأخيرة إلى خلقه؟
حرام عليكم يا أبنائي ، ما ذنبي ؟
خلقني الله ووضعني في الجنة ، وخلق امرأتي ، سواء من ضلعي أو من .. أي شيء .
المهم خلقني ، وعلمني أن الرجل يترك أباه وأمه ويلتصق بامرأته ،
لذلك امرأتي أعطتني من شجرة نهاني الله عنها قائلاً :
إذا أكلت تموت .
وامرأتي رأت أن الشجرة جيدة وشهية للنظر ،
وأنا لا أرد لها طلباً ،
ولو سألتك يا بني ، أو أي ممن يلمز على سلوكي في الجنة ،
لو كنت مكاني ، ولا تعرف شراً ولا معصية ، ولا تعرف جيران ولا أصدقاء سوى مخلوقات خلقها الله بجانبك ،
فهل كنت ستفعل ما فعلته أنا ؟ أجبني بصراحة .
وهل كنت ستتناسى الأمر وكأن شيئاً لم يحدث ؟
أم تعتذر ؟
أبنائي .. لا تصدقوا ما كتب عني الملهمون ، لست بهذه السلبية والفتور ،
اقرأوا عني في القرأن الكريم ، كتاب الله الذي لن يفارق الأرض حتى يرثها الله ومن عليها ،
وحتى ذلك الحين سأترككم الأن حتى لا أسبب بينكم أية حساسيات ربما أتحمل أنا أيضاً المسئولية عنها ،
إلى اللقاء يا أحبائي ،
قبل أن أنسى : أبلغ أزكى وأفضل الصلاة على المبعوث بشيراً ونذيراً ورحمة للعالمين محمد ( صلى الله عليه وسلم )
والسلام عليه وعلى أله الطاهرين ومن تبعه واتبع النور الذي أنزله معه الله إلى يوم الدين.
أبـوكم : أدم .
ــــــــــــــــــــــ
{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَن تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ }فاطر18