تحياتي للجميع.

ما الذي يجعل أحدنا مؤمناً قوياً بأحد الأديان، وآخر ملحداً قوياً يرفض جميع الآلهة، وثالثاً متردداً بين الإيمان بإلهٍ ما أو عدمه؟
ما الفرق بين هؤلاء؟
ألا يكفي التفكير والاستنتاج المنطقي لاختيار هذا الطريق أو ذاك؟
لماذا يستسلم بعضنا لمثل هذه التساؤلات ويتوقف تفكيره عند حد معين لا يستطيع تجاوزه فيعود إلى نقطة البداية، بينما يواصل آخر مسلسل التساؤلات سالكاً طريق اللاعودة؟
ولماذا يصل أحدنا إلى نتيجة معينة، بينما يصل آخر إلى نتيجة مختلفة، وقد لا يصل شخص ثالث إلى أي نتيجة؟
وهل توجد حقيقة واحدة مطلقة (في هذا الشأن)، أم حقائق متعددة نسبية؟
وإذا كانت هناك حقيقة واحدة - وهذا ما أرجحه حتى الآن - لماذا يستعصي على الكثيرين إدراكها أو حتى الاقتراب منها؟
فإذا استثنينا العوامل النفسية والاجتماعية والتاريخية، هل يكون سبب التفاوت في الاقتراب أو الابتعاد عن هذه الحقيقة نقصاً أو عيباً في التكوين الفسيولوجي لأدمغة بعض الناس بالمقارنة مع أدمغة ناس آخرين؟
وهل يمكن التفكير بشكل مجرد تماماً من الاعتبارات النفسية والاجتماعية والتاريخية؟
أرجو التفكير جدياً بهذه التساؤلات ومحاولة الإجابة عليها بحيادية وتجرد قدر المستطاع.