اقتباس:مقتل احد انصار حزب الله في مواجهات ليلية مع تيار المستقبل

قتل شخص وجرح ثلاثة خلال اشنباكات ليلية جرت الاحد في احياء ببيروت بين مناصرين لتيار المستقبل ومناصرين لحزب الله.  

وافادت التقارير الصحفية ان مجهولا اطلق النار على مناصر لحزب الله بينما كان الشجار جاريا في احد الاحياء السنية في بيروت بينما كان يعود من التظاهرة في الوسط التجاري.  

وافادت مراسلتنا في بيروت ندى عبد الصمد ان مواجهات بالايدي والعصي وقعت في احياء مختلفة من العاصمة اللبنانية مساء الاحد بين مؤيدين لحزب الله ومؤيدين لتيار المستقبل الذي يتزعمه سعد الحريري.  

على خط آخر، تنشط الوساطات العربية لمحاولة تنفيس الاحتقان الناتج عن الازمة السياسية بعد مضي المعارضة اللبنانية باعتصامها في وسط بيروت حيث القصر الحكومي، مطالبة باسقاط الحكومة وتأليف حكومة وحدة وطنية.  

ووصل الى بيروت مساء الاحد امين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى الذي قال انه قام باتصالات مع عدد من العواصم العربية قبل زيارته لبنان.  

واعتبر موسى انه سيجري لقاءات مهمة في لبنان الذي يمر حسب تعبيره "بوضع دقيق جدا".  

ومن المنتظر ان يصل الى بيروت يوم الاثنين وفد عربي ثلاثي يضم موفدين من الامارات العربية المتحدة وتونس والبحرين.  

من جهة اخرى، رفض رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة القول بان القصر الحكومي محاصر، وافاد بان "ليس هناك من حصار، فالاعتصام يجري بطريقة جيدة، والمعتصمون يمارسون في الخارج حقهم في التعبير عن رأيهم ونحن نحترم ذلك"، مضيفا ان "هناك في الوقت نفسه "الكثيرين وربما عددا اكبر من اللبنانيين لهم آراء مخالفة لما يطالب به المعتصمون" خاتما بالقول ان "على الجميع اذا بذل كل الجهود من اجل تقريب وجهات النظر بين مختلف الاطراف اللبنانية".  

وفي الشارع، كان آلاف من انصار المعارضة اللبنانية، التي تضم بشكل أساسي كلا من حزب الله و"التيار الوطني الحر" بزعامة النائب ميشال عون قد شلوا أجزاء في وسط بيروت وذلك في إطار الاحتجاجات المطالبة باستقالة حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة.  

ونصبت في ساحات انتظار السيارات والميادين والشوارع المؤدية الى مقر الحكومة عشرات الخيم مما أصاب الحي التجاري في بيروت الذي عادة ما يضج بالحركة والنشاط بحالة من الشلل التام.  

واغلقت المطاعم والمقاهي التي تعج عادة بالناس في نهاية الاسبوع، فيما ظلت بنوك كثيرة مغلقة.  

الماراثون  
وعلى الرغم من الاحتجاجات شارك المئات في سباق الماراثون السنوي الذي شهدته العاصمة اللبنانية بيروت سنويا.  

وقال المنظمون إنه تم تغيير مسار الماراثون قليلا كما تم نشر قوات من الشرطة والجيش على طول خط السباق.  

وتنفذ المعارضة اعتصاما ارادته مفتوحا حتى استقالة الحكومة وتشكيل حكومة يكون لها فيها ثلث الوزراء زائد واحد ما يخولها عدم تمرير القرارات التي تحتاج الى موافقة ثلثي الوزراء.  

كان مئات الالاف من مؤيدي المعارضة قد تظاهروا الجمعة للمطالبة باستقالة الحكومة االتي يتهمونها بالولاء للغرب. وردد المتظاهرون الهتافات المناوئة للسنيورة على مسافة قريبة من مكتبه.  

ويتهم المتظاهرون كذلك السنيورة وحكومته بالاستفراد بالحكم بينما تتهم الحكومة وقوى الأكثرية البرلمانية المعارضة بأنها موالية لسوريا ولإيران وتهدف لإعادة النفوذ السوري إلى لبنان.  

وقال السنيورة للصحفيين إن "النزول الى الشارع لن يأتي بنتيجة ولن نصل الى حل إلا بالجلوس وراء طاولة الحوار".  

دعم دولي وعربي  
المظاهرات دخلت يومها الثالث للمطالبة باستقالة الحكومة  
وحصل السنيورة على دعم من وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير ووزيرة الخارجية البريطانية مارجريت بيكيت السبت.  

وقال شتاينماير خلال زيارته للبنان للصحفيين إنه "يجب ان يقال انه في هذا الوضع الحساس للغاية هنا في لبنان.. لا احد يمكن ان تكون له مصلحة في زعزعة استقرار هذا البلد."  

ودعا الوزير الألماني ايضا الى اقامة "لبنان قوي ومستقل لا يخضع لنفوذ قوات خارجية."  

وقال مكتب السنيورة في بيان ان رئيس الوزراء تلقى ايضا اتصالات هاتفية من عدد من الزعماء العرب ووزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس قدموا خلالها دعمهم الكامل لحكومته ومواقفه السياسية.  

أما بيكيت، فبعد لقائها السنيورة في السراي الحكومي، أشادت بالحكومة اللبنانية واصفة إياها بأنها "أظهرت شجاعة كبيرة وثباتا بوجه مشاكل كبيرة جدا".  

من جانبه، أعلن الرئيس المصري حسني مبارك السبت أنه يخشى من أن يتدخّل جيران لبنان في أزمته السياسية إذا لم تُحلّ سريعا.  

وحذّر مبارك بعد لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، من أنه في حال استمرار التظاهرات المعادية للحكومة وأخذها طابعا طائفيا، قد يتدخّل داعمون خارجيون لمختلف المجموعات الطائفية ممّا سيزيد التوتر في البلاد.  

أما لافروف فقال إن الهدف الاساسي هو تجنّب تحوّل التشنّجات إلى حرب أهلية في لبنان.  

ويذكر ان حزب الله كان قد سحب منذ اسابيع، بالاتفاق مع حركة امل، الوزراء الشيعة من حكومة السنيورة التي كانوا يشاركون فيها، واستقال كذلك وزير مسيحي موال للرئيس اللبناني اميل لحود.  

واتخذت القوى الشيعية هذه التدابير احتجاجا على عدم استجابة حكومة السنيورة لطلب المعارضة بزيادة عدد وزرائها الى الثلث زائد واحد، وهو امر يعتبره حزب الله وحلفائه حقا بالمشاركة الاكبر في القرارات المهمة بينما تعتبر الاكثرية بانه يهدف الى تعطيل عمل الحكومة وبخاصة مع توقيت الاستقالة عشية تصويت الحكومة على معاهدة انشاء المحكمة ذات طابع الدولي التي ستحاكم المتهمين باغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري. وانسحب ستة وزراء للمعارضة من الحكومة الشهر الماضي بعد انهيار المحادثات بين الفريقين والتي كانت تهدف لمنحهم دورا أكبر في الحكومة.  

وزاد ضعف حكومة السنيورة باغتيال بيار الجميل الوزير المعارض لسورية يوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني.