أوردت وكالة الأنباء الألمانية ( د ب أ ) اليوم تقريرا عن حال المعارضة المصرية أقل ما يقال عنه أنه سوداوي ولا يبشر بمستقبل ديموقراطي في حال نجحت هذه المعارضة في زحزحة نظام الحكم ، بل لا يبشر بحاضر يدعو للتفاؤل في كونها البديل الأكثر ديموقراطية وديناميكية من النظام الشبه عسكري المصري .
التقرير الذي انتقد الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم الذي يتزعمه الرئيس حسني مبارك متهما إياه بوضع العقبات في طريق ما يوصف بـ"السعي المقدس نحو الديمقراطية" ، لم يستثني أيضا الأحزاب المعارضة التي أظهرها بأنها لا تقل عن الحزب الحاكم بالتناقض والسعي إلى التفرد والإقصاء ليس فقط للأصوات الحزبية المشاركة لها في مقعد المعارضة ، بل داخل صفوف الحزب ذاته .
واستعرض التقرير الإنقسامات التي حدثت في بعض الأحزاب المعارضة كحزب الوفد صاحب التاريخ العريق الذي لم تتوقف الأمور لديه في الصراع على الرئاسة ونشر الغسيل القذر والإتهامات علانية وعبر وسائل الإعلام ، بل تعداه إلى إطلاق النار ومحاولة حرق مقر الحزب " وبشكل مستميت ومخزي " على الزعامة على حد وصف التقرير .
وفي ذات السياق ، أضاف التقرير أن جماعة الكرامة السياسية الناصرية التوجه ألحقت الضرر بنفسها كقوة معارضة صاعدة بنشرها ملحقا مثيرا للجدل في صحيفتها التي تحمل الاسم نفسه تشيد فيه بالزعيم الليبي معمر القذافي الأمر الذي رآه المنتقدون تناقضا واضحا بين صورة القذافي وموقف الكرامة الداعم لحقوق الانسان وحرية التعبير.
ورأى محللون أن ثمة صلة بين مشكلات الوفد والكرامة قائلين إن الجماعتين المعارضتين لم تتمكنا من تقديم نموذج للديمقراطية ومن الالتزام بقضيتهما.
وغير أن المشكلات لم تقتصر على هاتين الحركتين حيث شاعت "البلطجة واللغة السوقية والافتقار إلى الشفافية السياسية داخل جماعات المعارضة الاخرى "كما قال التقرير.
ويشير المحللون إلى أن دعوات كثير من الاحزاب السياسية إلى ديمقراطية أكبر تتعارض مع أفعال قياداتها.
فجماعة الاخوان المسلمين تتخذ من "الاسلام هو الحل" شعارا لها نجحت في جذب كثير من المؤيدين من القاعدة الشعبية التي تعتبر الديمقراطية كما كانت دينا جديدا.
وترغب الحركة بشدة في تلميع صورتها لكن تبنيها للمبادئ الديمقراطية داخليا هو موضع شك على الاقل في ظل تقارير صحفية تتحدث عن نزاعات داخلية وفرص غير متساوية بين الاعضاء فيما يجرى الاعداد للانتخابات الداخلية.
وتفاخر حركة كفاية التي أسست لمحاربة الفساد وهيمنة الحزب الوطني على السياسات بأنها تضم جميع أطياف الشعب المصري رغم اختلاف أيدلوجياته ومعتقداته.
ويفت عدم التسامح حاليا في عضد الجماعة حيث يتباعد بعض الاعضاء الشباب لتشكيل تشكيلاتهم المستقلة فيما ترك آخرون الحركة بالكلية.
وأعلن سبعة من عناصر كفاية هذا الشهر رسميا انفصالهم عن الحركة وأصدروا بيانا قالوا فيه إن الحركة تعاني من "الركود" و "لا تتبنى استراتيجية واضحة".
وإلى هنا ينتهي التقرير ...

المؤسف للغاية والذي يدعو إلى الإحباط والتخبط بين البقاء على خازوق الأنظمة الحالية أو الإنتقال لتجريب خازوق جديد هو أن وضع الأحزاب المعارضة المصرية ليس أسوأ من بقية الحركات المعارضة العربية بل تكاد تكون أفضل حالا منها ، واذا ما تغافلنا عن الصراع بين الحركات الدينية والعلمانية المتشاركة مبدئيا في الصراع مع الأنظمة العربية ، فإنه من الصعب التغافل عن الخلافات الحادة التي تحدث فيما بينها .. بحيث لم يعد مستهجنا أن ينقسم الناصريون السوريون إلى ثلاثة أحزاب ، والإخوان إلى مكتبين ( حلب وحماه ) والشيوعيون إلى ثلاثة والبعثيون إلى اثنين .. الخ .

مع ذلك ، سيقى الأمر أقل ضررا بكثير من معارضات لم تختلف فيما بينها أو مع الأنظمة هذه المرة ، بل مع الوطن كله كما حدث لما كان يسمى المعارضة العراقية ثم السودانية التي لم تجد منقصة في أن تتعاون مع أعداء الوطن ذاته ..
والعقبا لمن اتقى


وتحياتي لكم بني وطني
وكل " ديكتاتورية " وأنتم بخير