تقرع طبول المصانع في كل العالم كل يوم, ويتوجه العمال و الإداريين و الاستراتيجيين نحو المصانع في خطا ثابتة ووقع سريع الى مترو الأنفاق و الباصات و السيارات نحو المصانع و المنشآت الربحية. وتقوم الميديا هناك بدور توعوي على مدار الساعة في الطب و القانون و الضمير وعلم الأحياء و في الفلك و في الجنس. وتتحول الحوارات و المقابلات التلفزيونية الى عقل يصب في أطراف الأمة تفعلها السواعد و العزائم لكل المنشآت الربحية و مؤسسات الدولة المستقلة.

و في وطننا. و في هذا الوطن. يتثاءب العامة و تمشي الركبان تتمايل كالسكارى صباحا. و تتحرك الأمة في عربات بطيئة لا تليق بالبهائم و يتبختر الأثرياء في سيارات فارهة مكيفة الهواء نحو مؤسسة الحاكم أو أحد غلمانه. ذاك يطلب قرضا وآخرا يسترحم عطف الوالي وأخير ينتظر أن يأذن له وزير الداخلية أن يتزوج مصرية من دمنهور. و تجد هذه الجماعات مباركة الميديا العربية حيث تتحول الحوارات الى ما يشبه الكوميدية العبثية و يصب ذلك الخواء في رأس المواطن ليتأخر سنة كل يوم.

نحن لن نبني..
لأننا بلا سواعد
و لن نصنع..
لأننا بلا عقل
و لن نفلح..
لأننا غلمان نلتف حول الحاكم ليشبع غرائزنا..

نحن أمة من الروث..كالقطعان..بلا عقل و بلا ضمير..

و بلا أخلاق..

حسام راغب..