اقتباس: طنطاوي كتب/كتبت
نعم ، اتهمها بالعمالة السياسية لايران وهذا امر يختلف عن عمالة المخابرات والتجسس
العمالة السياسية تعني ببساطة ايجاد حركة سياسية او حزب سياسي يخوض مناورات سياسية ويبني مواقفاً لغرض تمرير مصالح دولة اخري
تعالي نطبق الامر علي حماس (بالمناسبة انا كنت معجباً جداً بالتشدد الحماسي وكنت اعتقد انه نظير سياسي فلسطني لليكود ، ولكن الامر تحول لتشدد ايراني ومزايده فارغة ) :
اولاً وافقت حماس علي خوض العملية السياسية وهذا اعتراف ضمني منها بالعملية السياسية التي بنيت اساساً علي اتفاق السلام مع اسرائيل
اذ لولا اتفاق السلام لما سمح باجراء انتخابات ما وهذا امر مفهوم
تأتي الان وبعد انوافقت علي دخول العملية السياسية لترفض اكمال الشوط حتي اخره ، فهي دخلت اساساً لايقاف العملية السياسية ووضع العقدة الايرانية في المنشار الفلسطيني الذي كان علي طريقه لايجاد حل ، ببطء نعم ، بانتكاسات نعم ، ولكن فتح لم تصل بالوضع ابداً للكارثة التي وصل اليها الان
وهي كارثة من نوع خاص لان اي حل يجب ان يمر "بلحم" الشعب الفلسطيني اولاً
لو اعاد ابومازن الانتخابات فقد الشعب الفلسطني استحقاقه الانتخابي
لو تنازلت حماس عن موقفها لكان هذا علي حساب العمق النضالي للشعب الفلسطيني وهذا ايضاً يجب الا يمس به
اما الحل الوهمي بأن توافق اسرائيل علي الاعتراف بحماس فهذا تهريج فارغ و قادة حماس يعرفون هذا جيداً
طيب انتم تعرفوا ان الاسرائيلين لن يتفاوضوا معكم ، وانكم سيضطروكم لاضيق الطريق ، لماذا تدخلون في المجال الذي كان الشعب الفلسطيني يتنفس منه؟
الامر يمكن تشبيهه بمريض موصل بانبوب تنفس وهناك رجل يعوده يجلس علي كرسي منفصل ، ثم يأتي رجل اخر غيران من الرجل الجالس علي الكرسي ويريد ان يعود المريض بدوره ، فيقوم بالجلوس علي سرير المريض فوق انبوب التنفس!
فاذا اضفت لكل هذا ان الاخوة الايرانيين مزنوقين بملفهم النووي ويتوقون للامساك بأي ورقة لعب ، لفهمت معني العمالة السياسية التي يقووم بها الاخوة في حماس سواء بارادتهم وهي كارثة او بغير ارادتهم وهي كارثة اكبر.
تحيةع
هذه كانت المشاركة
ونجيب على ما نعرف إجابته ونسأل حول ما لا نفهمه
العمالة السياسية :
حسب تعريفك لهذا المصطلح يا سيدنا نريد منك التكرم علينا بموقف أو مناورة خاضتها حمس بهدف تمرير مصالح سياسية إيرانية
قرار حماس خوض العملية السياسية ليس وليد تسعة أشهر مضت، أو وليد دعوة أبو مازن ، يجب ان نوضح الأمر بجلاء ، قرار حماس المشاركة في العملية السياسية قديم، وقبل وفاة الرنتيسي رحمه الله كتب عدة مقالات تدعو حماس للمشاركة في العملية السياسية، أجل اتفاق السلام، الذي وقعه أبو مازن دون العودة إلى أي أحد، لا فلسطينيي الداخل ولا الخارج ولا الفصائل الفلسطينية والذي تنازل عن أكثر من 70 % من أراضي فلسطين في حال تطبيقه بشكل صحيح، خلق عملية سياسية داخل الأراضي الفلسطينية.
ورفضت حماس المشاركة في تلك العملية السياسية لأن المشاركة تعني الاعتراف بالأسس التي قامت عليها أوسلو، ولذا كان القرار بعدم المشاركة، أين ظهرت المشكلة ؟ ولم اتخذ قرار على مستوى حركة حماس بالدخول في العملية السياسية.
بشكل بسيط، لأن سيطرة فتح على العملية السياسية أدى إلى وجود وضع غريب غير مفهوم يمكن تلخيصه بالتالي :
1/ الاعتراف بإسرائيل دون تحقيق وجود الدولة الفلسطينية
2/ رفع أعباء الاحتلال عن دولة الكيان الصهيوني دون زوال الاحتلال
3/ وجود مؤسسات دولة دون وجود للدولة
4/ وصول الفساد السياسي والإداري في المؤسسات الفلسطينية إلى حد فاق المعقول
5/ استغلال فتح لسيطرتها على المشهد السياسي الفلسطيني لتقديم مزيد من التنازلات الملزمة للفلسطينيين دوليا مقابل مصالح شخصية نفعية
6/ عدم وجود قوة سياسية تستطيع إزاحة فتح عن المشهد السياسي الفلسطيني باستثناء حماس
7/ بدء التصريحات من هنا وهناك ولمدة طويلة حول فوضى السلاح وشمل سلاح الفصائل الفلسطينية (حماس و الجهاد الإسلامي خصوصا) فيه
هذه التصرفات كان لا بد أن تتوقف
قبل أن أكمل استوقفني ما كتبت في الاقتباس التالي :
اقتباس: طنطاوي كتب/كتبت
ووضع العقدة الايرانية في المنشار الفلسطيني
أعتذر ولكن لا أفهم ما هي العقدة الإيرانية، أرجو الإيضاح كي أستطيع ان أجيب
نتحدث عن الوضع الكارثي الفلسطيني :
يقولون هذا الغيث من ذاك السحاب
عندما نبحث في مشكلة قائمة وكي نخرج بحكم صحيح، يفضل دائما أن تكون النظرة شاملة، لا يجوز النظر للحصار المفروض على الفلسطينيين باعتباره مسؤولية حماس، والحل بيدها
نحن نشاهد وضعا فرضته إسرائيل وأمريكا اوروربا على الفلسطينيين يتلخص بالتالي :
عليكم الاعتراف بأن فلسطين إسرائيلية أو سنقتلكم من الجوع
بالمقابل لم نشاهد أي عقوبات دولية على إسرائيل لا لرفضها بدولة فلسطينية بل لاحتلالها للأراضي الفلسطينية وقتلها للفلسطينيين وكانت دائما إسرائيل تحصل على (مكافآت) مقابل ذلك
الانحياز الأمريكي الأوروبي لإسرائيل مفهوم، ولكن، وهي لكن كبيرة جدا ، أسلوب فتح في إدارة الصراع سياسيا خلال سنوات اوسلو كان أحد أهم عوامل ترسيخ هذا الانحياز، فحركة فتح تعاملت سياسيا مع إسرائيا انطلاقا من مبدأ فرفور ذنبه مغفور ، لم تكن هناك أي ممانعة للتصرفات الإسرائيلية، كانت دائما هناك مسارعة للقبول بما يقدمه الإسرائيلي ، لم تكن هناك أي مواجهات سياسية حقيقة طمعا في ان نصل في النهاية لنتيجة ما ، آلية التصرف هذه أدت إلى استمرار التنازلات وغض البصر وطاطاة الرأس سياسيا دون الوصول إلى أي مكان، وأخيرا وبعد أن فقد ياسر عرفات قدرته على التنازل أكثر وقدرته على الصبر أيضا ، كان ان تركته فتح وحيدا محاصرا ثم قتلته بالسم أيضا كي تزيح آخر ما يجب ان يزاح وليتسلق المنصة من وقف ضدهم ياسر عرفات بكل شدة في آخر أيامه (عباس ودحلان).
عذرا يبدو أني أبتعدت عن الخلاصة، وهي أن طريقة فتح في إدارة الصراع سياسيا قادت إلى الوضع القائم الآن، بناء كائن شائه سموه دولة لا يملك أي مورد او حدود او مصادر دخل وتحت الاحتلال لا يملك أي قرار وطني، هذه حقائق لا ادري كيف يمكن أن ننكرها.
وكانت هناك في خضم المسرحية الهزلية صرخة حق نطق بها رئيس منظمة العمل العربية (هو جزائري) حين أعلن أن دولة أوسلو لا يمكن لها نهائيا (وقد كان حاسما جدا) أن تكون دولة فهي لا تمتلك أي مقومات لتكون تلك الدولة، وكان اوضح عندما أعلن أن دولة اوسلو هي مجرد اتفاق يعود بمنافع شخصية على أفراد محددين وينهي أي امل للفلسطينيين بالحصول على دولتهم.
ذاك السحاب :) الذي لم يوفر للفلسطنيين أرضا أو حدودا أو مصانع أو مزارع او مؤسسات واعتمد على هبات تأتي من الخارج يسرق اكثر من نصفها، وربط مصير اكثر من 40% من مواطني الأراضي الفلسطينية بمصير هذه الهبات.
قاد إلى هذا الغيث من فرض حصار على الشعب الفلسطيني لأنه اختار الاسم (الخطأ) في ورقة الاقتراع !!
بحق ماذا تريدون من الفلسطيني؟ أليس من المفترض فعلا التدخل بقوة لإيقاف عملية سياسية تقود إلى مثل هذا؟ وأين العمالة لإيران فيما يحدث؟
وللتاكيد على ما اوردناه نوضح ان فتح تدرك تماما ما جنت يداها، لذا كانت المشاركة منها في فرض الحصار المالي على الفلسطينيين وكان ولا يزال للحرس الرئاسي دور رائد في إعاقة دخول الأموال للأراضي الفلسطينية، ولن نرد على من ينكر ففي هذا المنتدى كتبنا قبل ذلك حادثة موثقة فأتنا رد لن أنساه ما حييت وهو ان من حق ابو مازن أن يوضح ان فلسطين مش سايبه :)
نطلب توضيح العمالة لإيران :) ونرجو أن تجد إجابات على ما تحدثت عنه وإن كان هناك ما لم يتضح فيسعدنا ان نوضحه
وسعيد جدا بنقاش محترم معك (f)