رغم علمي التام أن الإتجاه العام لأعضاء هذا المنتدى النخبوي هو الاتجاه المعارض للمقاومة والبعث والمؤيد لشرعية للإحتلال الأمريكي وسلطته العميلة خلافا لما هو عليه الحال في الشارع العربي ورغم علمي الأكيد بأن هذا التيار النخبوي وإن اعُجب البعض بكثرتهم هنا فهو لا يكاد يُرى بالعين المجردة ويعتبر حالة معزولة وعاجزة حتى تظيم مظاهرة في أي شارع عربي تمثل توجهاته لكنني سأتجاهل كل هذه الاعتبارات وأحرر موضوعي هذا.
كما اعتادت الأسر العربية الأصيلة أن تفتح بيوت تتقبل فيها التهنئة لا العزاء في شهدائها ، أفتح هذا لكم هذا الموضوع ليس لأعبر عن حزني الذي ألم بي في الساعات الأولى بعد سماعي للخبر وإنما لأعبر عن بالغ سروري بعد أن تجاوزت بسرعة كبيرة مرحلة الصدمة التي يصاب بها كل إنسان عندما يفقد عزيزا.
رحل صدام شهيدا كريماً عزيزاً، فأكرم وأعظم بها من موتة يا صدام تليق بك ، أن يُعدم قائد المقامة على يد على يد غزاة بلاده وعملائهم الذين جاؤوا معهم ، ومتى ، في الوقت الذي يلفظ فيه الإحتلال أنفاسه الأخيرة ويخرج بوش الصغير ويعترف بشكل موارب بعجزه التام عن الإنتصار على المقاومة التي أعددت أنت وحزبك لها وهيئتم لها كل اسباب الاستمرار والتقدم.
أعدموك لينتقموا من مقاومة بات تشدد الخناق عليهم
وقد اعمى الله بصيرتهم فأختاروا لعدوهم افضل مايتمناه المؤمنون .
يا لغبائهم ، أرادوا أن يسيؤوا لك ويهينوك فكرموك أعظم تكريم و وضعوا اسمك مع عمر المختار ويوسف العظمة وتشي غيفارا وعز الدين القسام وعبد القادر الحسيني وكل قادة المقاومين الأحرار على مر التاريخ من الذين رفضوا الخضوع للغزاة ودفعوا حياتهم ثمنا لهذا الرفض.
انها آخر فرحات أعدائك فليفرحوا كثيرا اليوم ، هم أرادوا الإنتقام منك لأنك أفشلت كل مشاريعهم وجعلتهم يتجرعون كأس السم في حربهم هذه كما جعلت الخوميني يعترف بتجرعه لكأس السم من قبل ، هم ناقمون عليك وعلى مُريديك أشد النقمة فلقد أفشلت كل خططهم ومشاريعهم وقتلت فرحتهم وعريتهم وجعلت أعداءك من أتباع المحتلين والنظام الإيراني وسائر الصغار يمارسون رغما عنهم عمالتهم في العلن بعد أن كانوا يمارسونها بالسر ويتهمون خصومهم بالتبعية لأمريكا ، أما الآن فقد أصبح كل ذي بصر وبصيرة يرى الآن أن إيران والقوى الطائفية الشيعية التابعة لها وسائر القوى السياسية التي جاءت مع المحتل تحارب مع الجندي الأمريكي كتفا بكتف ضد كل من يقاوم الإحتلال بل هم الآن يتوسلون بقاء المحتل لأنهم يعيشون تحت حمايته ومرعوبون من فكرة رحيله أفلا يحق لهم أن يكرهوك وقد ألحقت بهم هذا العار والخزي وجعلتهم محل احتقار وازدراء العراقيين وكل العالم.
لطالما سعى أعداء صدام من حكام البيت الأبيض إلى شخصنة الصراع معه في حين أن صراعهم الحقيقي كان مع نهج الإستقلال والتحرر الذي يمثله صدام ، لقد استطاعوا من خلال وسائل إعلامهم خلال الـ 17 عاما الماضية وبمساعدة حلفائهم العرب من تشويه صورتك وشيطنة شخصيتك لكنهم الآن لن يتمكنوا من ذلك مع أي قائد عراقي وطني يحاربهم ويأتي بعدك.
لقد فتحوا لما كان يسمى بالمعارضة العراقية منابر إعلامية لم تُفتح لأي معارضة عربية وقدموهم للناس على أنهم أبطال بمعونة الإعلام البترودولاري وحاولوا تصوير احتلال العراق على أنه تحرير ، لكن أفعالهم عرتهم أمام العالم ويكفي البعث والمقاومة شرفا أنهم أظهروهم على حقيقتهم وأجبروهم على كشف حقيقة عمالتهم إلى الحد الذي صاروا فيه يحملون السلاح مع المحتل في خندق واحد يتقابل قتاليا مع خندق المقاومة.
دفعت حياتك ثمن لاحترامك مسؤوليتك الرسمية والقيادية والإنسانية في الوقت الذي كنت تستطيع فيه أن تبقى في كرسي الحكم حالك حال الكثيرين من حكام العرب الذين سلموا استقلال بلادهم السياسي للأجنبي على طبق من ذهب ورضوا أن يكونوا تابعين متآمرين على مصالح شعوبهم ومنحوا شركاته قسما كبيرا من ثروات بلادهم.
انها نهاية مجيدة يستحقها صدام حسين المجيد مات وهو يصارع الإحتلال مات وهو على مشارف النصر
غدا سينتصب تمثالك مجددا في ساحة الفردوس ولن تكون النهاية أبدا بل ستكون البداية لأن في العراق مليون صدام حسين وسيولد مليون آخرون...