كنت أشاهد البرنامج الأخباري this week اليوم صباحا ولفت نظري تعليق محللة سياسية ديمقراطية تدعي دونا برازيل علي إعدام صدام حسين وأول مانطقت به أن ماحدث ليس عدلا ولكن إنتقام وتشفي وذكرت أنها شاهدت الإعدام علي النت مع ترجمة للأصوات في الخلف وهي تصرخ بإسم الصدر والتبادل اللفظي بين صدام وجلاديه مما أكد داخلها هذا الإحساس

الحقيقة لاأجد طرف يمكن توجيه اللوم إليه فيما حدث سوي أمريكا أما باقي الطوائف والقبائل والعشائر فهو إما شامت في الرجل بشكل حيواني مقزز بحيث يصبح توجيه أي لوم له نوع من العبث والإحترام الذي لايستحقه أو فقد عقله بسبب إعدام صدام وتحول إلي ندابة أو معددة علي جثة بطله وشهيده ولذلك فأمريكا هي الطرف الوحيد العاقل الذي يمكن لومه وسط تلك الجماعات فأمريكا عن حسن أو سوء نية لاأعرف حملت الحكومة العراقية الجديدة أكثر مماتحتمل بإسناد أمر محاكمة صدام وإعدامه بعد ذلك لها وكان من الواضح تماما أثناء جلسات المحكمة أنهم غير قادرين علي التعامل مع موقف تاريخي كذلك وأن مايطلقون عليه محاكمة هو في حقيقة الأمر حفلة تشفي طائفي من الممكن أن تقوم بها مجموعة من نسوان الحواري بشكل أفضل مما قاموا به وكان يجب علي أمريكا إدراك ذلك ونقل صدام خارج العراق لمحاكمته في هيج مع وجود مشاركة عراقية في شكل مراقبين وشهود لكن ليس من حقهم المشاركة في المحاكمة نفسها أو إستدعاء قضاة ومحلفين من الخارج من دول محايدة كالدول الإسكندنافية لإجراء المحاكمة بالعراق ويكون ذلك أول درس في الديمقراطية وحقوق الإنسان يتلقاه المواطن العراقي منذ عقود طويلة وبصرف النظر عن الموقف الأمريكي من عقوبة الإعدام فقد كان يجب عليها أن تعلن منذ البداية رفضها لحكم الإعدام كنوع من فتح صفحة جديدة في تاريخ العراق الدموي مع العمل علي إشراك العقلاء والمثقفين من السنة في المحاكمة لإزالة شبهة وشبح الطائفية المخيم فوق العراق ولكن للأسف تركت مهزلة المحاكمة تستمر بدون تدخل حتي الوصول للحظة الإعدام ولا أعرف ماالحكمة من تصوير مشهد كذلك وكانت جثة صدام تكفي كدليل علي موته ولكن بسبب خلل أمريكي في فهم حقيقة مايجري علي الأرض حملت الحكومة العراقية مرة أخري مالاتحتمل وأعطت لها صدام لإعدامه ولكن للأسف ورغم تفنن الحكومة العراقية في تشكيل فرق للموت والتعذيب والإعدام فقد أثبتت فشلا ذريعا في مهمة إعدام صدام فمن المفروض أن الذي ينفذ حكم الإعدام هو الدولة والدولة ليس لها مشاعر وأحاسيس لتشمت أو تحزن لإعدام شخص وبالتالي لاترسل معه في طريقه للمشنقة أعداؤه والشامتين فيه ليصرخوا في وجهه ولكن قاضي محايد يتلو عليه الحكم ورجل دين إذا أراد ومنفذ الحكم وغالبا يكون شخص متجهم الوجه لايحق له إبداء الرأي فيما يفعله ويتقاضي مرتبا مجزيانظرا لطبيعة عمله الكئيبة ولكن الحكومة العراقية الجديدة أبت إلا أن تفضح نفسها أمام العالم كله وتغلب صوت الكراهية والشماتة بداخلها وعلا علي صوت القانون وحتي علي أبسط قواعد السلوك الحضاري الذي يفصل بين الإنسان والحيوان ليخرج لنا مشهد مقزز يدينهم قبل صدام نفسه وليعلن للعالم أنه لايوجد بشر بالعراق ولكن مجموعة من الحيوانات أعمتها الكراهية الطائفية عن أن تأمل يوما أن تتطور وتصبح من البشر وكل عراق وأنتم طيبون