تحياتي للزملاء والزميلات الكرام

كُنتُ قد دخلتُ البارحة مع صديق لي في نقاش حول معنى الكُفر وماهيّة الأحكام المُرافقة له، وما هو الكُفر الذي يستوجبُ التخليد في نار جهنّم وما إلى ذلك...

طبعا الحوار كعادة حواراتنا نحنُ الجهلة في الأمور العقائدية انتهى دون التوصُّل إلى نتيجة واضحة ورأيٍ واحد، فأحببتُ أن أسمع آراء الأصدقاء هنا ممّن هم أعلمُ منّا في الموضوع ومُحيطون بأدلّته من الكتاب والسُّنّة بهدف ربط هذه الأدلّة مع بعضها لعلّ أحدا يُفيدُني في الخروج بتصوّرٍ واضحٍ ومُحدّد دون لغطٍ أو سهوٍ عن أمور مُعيّنة...

من النقاط التي تم الحوار حولها البارحة قولُ صديقي مثلا أن الشيعة "كُفّار"، أنا طبعا عارضتُ رأيهُ بسبب تعميمه، لأنني أقول أن "المذهب الشيعي القائم على كذا وكذا من الأفكار والاختلافات العقائدية هو فكرٌ خاطئ يكفُرُ صاحبًه" وكما نعلم فالشيعة مللٌ ونِحل كما هم السُّنّة وقد، وكذلك فليس كُلُّ من يُسمّى شيعيّا بالضرورة مُلتزمٌ بعقائد مذهبية مُعيّنة تُوجبُ عليه الوقوع في دائرةِ الكُفر، وما إلى ذلك من أفكارٍ كانت تواتيني خلال الحِوار...

القصدُ ليس البحث في كُفر الشيعة أو السُنّة أو غيرهم بل في مُحاولة الوصول إلى قاعدة عامّة التي تُبيح لبشريٍّ تكفير بشريٍّ آخر، رغم أنني شخصيّا لم أرَ أحداً إلى الآن يُبيّنُ كذا قاعدة ولم أرَ إجماعا لعُلماء الأمة على كذا قاعدة، بالإضافة إلى أنّني أرفُضُ رفضاً تاماً تكفير إنسان أو جماعة من البَشر لأنني أعتبرُ ذلك القرار عائداً للهِ وحدهُ لأنّه عالمٌ بما تُخفي الصّدور...

عذرا للمُقدّمة غير المُترابطة، لكن في النّهاية سؤالي المِحوري هو:

متى يكفر المرء؟ وما الكفر المُلزم للتخليد في نار جهنّم؟

أرجو ألا يتحوّل النقاش عن مجراه، لأنني لا أُحبّذُ الخوضَ في عقائد الآخرين، بل أتمنّى من الأعزاء تبيان النّقاط التي تساءلتُ عنها ... وأما إن كان هناك من يُريدُ النّقاش حول كُفر طائفة مُعيّنة أو قومٍ مُعيّنين فرجائي لهُم تركُ ذلك لموضوعٍ مُنفصل...

:redrose: