{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
بين ( يا الله ) ، و ( مقتدى )
بريق غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 195
الانضمام: Apr 2004
مشاركة: #1
بين ( يا الله ) ، و ( مقتدى )
حمل مشهد اغتيال الرئيس العراقي صدام حسين الكثير من الإشارات ، والعلامات ، شديدة القسوة ، والسواد ، إشارات تحمل في طياتها كل معاني الحقد الأسود ، وعلامات التشفي ، والانتقام ، غير المحدود .

تلك المظاهر لم تكن وليدة تلك اللحظة ، وإنما هي امتداد مستمر منذ لحظة القبض على الشهيد ، ثم طبيعة المحاكمة الصورية المسخرة ، ثم وقائع المحكمة بقاضيها الديكتاتوري الأضحوكة ، وشهودها المتخفين خلف الأقمشة ، ومدعيها المبرمجين بكلام ملقن محفوظ .. انطلاقا أيضا من عدم بثها على الهواء ، وإخضاعها لمونتاج يُرضي المحتل ، إضافة لتوقفها المستمر في كل حين ... ومن ثم الحكم بالإعدام ، وصولا لتنفيذ حكم الاغتيال .

مشهد الاغتيال لا يخلو من دلائل تلك العلامات ، والإشارات أيضا ..

وجوه مقنعة ، عجولة ، تتحرك بارتباك ، يفترض بها أنها تطبق العدالة .

مقابل رأس مرفوع ، بخطى واثقة ، يفترض به انه مجرم تُطبَق به العدالة .

مشهد مضحك ، ومبكي في نفس الوقت !..

مضحك لأن الآية ، والصورة معكوسة حسب المعلن ، والمتعارف عليه ! ..
فكيف من يُطبق العدالة يظهر بمظهر المجرم مُغطى الوجه ، خلف قناع ، يتحرك في ارتباك ، وكأنه يسرق شيئا من عمر الزمن ؟! .. وكيف لرجل تطبق به العدالة ، ويعلم انه يموت بعد حين يظهر في تجسيد حقيقي لمعنى الشجاعة ، والبطولة ، واثق الخطوة ، شديد الجرأة ، والصلابة ، جهوري الصوت ، قوي الإيمان ينطق بما يؤمن به ، بلا ارتجاف ، أو وجل ؟! ..

قد يظن البعض إن المشهد ذاك معكوس ، ومقلوب .. لكن لا ، فذلك المشهد هو الحقيقة بعينها ! .. نعم صدام هو الذي يحاكم سجانيه ، وهو الذي يطبق عليهم بموته حكم الخزي والعار ، موته هو عقابهم ، فها هو في منزلة الصديقين ، والشهداء ، مطبقا في الذين اغتالوه حكم الخيانة ، والعمالة ، ليوم سوف يثار فيه المخلصين لهذا الحدث ( الرسالة ) .

حتى الوزراء والقضاة - الذين قيل إنهم حضروا عملية الاغتيال - رفضت الحكومة الطائفية ، والعميلة ، إن تكشف أسمائهم ، فارضة عليهم السرية والعتمة خوفا على حياتهم ، في مغزى شديد الدلالة عن من هو الشرعي ، ومن هو المتلبس بالجرم المشهود .

المشهد - أيضا - مبكي ! .. فمغزى التوقيت قد قنل فرحة العيد لدى طائفة السنة ، وهذا المغزى في التوقيت الطائفي المستفز قد كرس النزاع ، والانفصال الطائفي في هذا البلد على أعلى مستوى .. فالحكومة لم تعترف بيوم السبت انه يوم عيد في دفاعها عن اتهامها بتطبيق الحكم – المحضر سلفا – في يوم عطلة أعياد ، وبهذا العذر الغبي فقد جعلت نفسها حكومة لطائفة بعينها عيدها يوم الأحد ، وفي المقابل فقد نغصت الفرحة ، والبهجة المفترضة لدى الطائفة الأخرى التي عيدها يوم السبت .

مغزى التوقيت يعطي فكرة لأي درجة حيوانية انسلخت من كل معنى أنساني قد بلغت لدى معشر الخونة ، والعملاء الذين نفذوا الحكم في يوم فرح وبهجة ، وتسامح ، و في شهر حرام ، وفي يوم يتقرب المسلمون به لخالقهم بإراقة دم ، فيريق هؤلاء القتلة دم عدو مزعوم يثأرون منه في هذا اليوم شديد الدلالة .

أن كل معاني الحقد ، والكره ، والبغض ، تتجسد في ذلك التوقيت ، والمقصد به ليس الشهيد صدام فقط ، بل يقصد به عقابا لكل أبناء الطائفة التي خرج من بينها الشهيد الرئيس العراقي صدام حسين .. هكذا أرادوا لذلك الاغتيال إن يكون عقابا جماعيا لكل أبناء الطائفة التي ينتمي لها صدام .

لكن ، ويا لتعاسة الخونة ، فذلك الهدف لم يكتمل التحقيق ، فقد انقلب المنظر المراد إن يكون منظر ذلة ، وانكسار - للمستهدفين به - ، لمنظر عزة ، وكرامة .. كان ذلك بفضل البطل صدام الذي وقف شامخا ، غير منكسر ، أو مرتعب ، يسير بخطى واثقة ، وصوت واضح غير مرتعش ، أو مرتجف ، وابتسامة ساحرة ، وساخرة ، وطبيعية ، وكأن الأمر لا يعني له شيئا .. يرفض إن يغطي وجهه بكيس اسود - مثل مغتاليه - ، يتشهد ، وينطق بما يؤمن به ، ويلقى ربه شهيدا في أقوى ، وأعظم ، صور الموت بطولة ، وشجاعة .. أنها نهاية سعيدة ، ومشرفة ، أعادت تلميع صورة صدام ، وأعادت أصلاح كل الرتوش التي صاحبت حياته البطولية الحافلة ، ولطخت بنجاسة - هي تحصيل حاصل - للرموز السياسية القذرة التي اغتالته .

المغزى في ذلك المشهد لا يقف عند ذلك الحد فقط ، بل يستمر ليعطي انطباعا عن درجة التباين في أحلام ، وأمال الرجال الذين تحركهم عقيدتهم عند ساعة الحقيقة ! .. صدام عندما يقف على المنصة بصوته الواضح الجهوري يقول : يا الله ! .. وثلة المتجمهرين من عبدة الرجال يصيحون : مقتدى ، مقتدى ، مقتدى .

فـــــــــشتان بين الله ، ومقتدى .

وشتان بين الرئيس العراقي الشهيد صدام حسين ، وبين مجموعة الخونة ، والعملاء ، مطية الاحتلال ، الذين اغتالوه .
01-01-2007, 08:09 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
بين ( يا الله ) ، و ( مقتدى ) - بواسطة بريق - 01-01-2007, 08:09 PM
بين ( يا الله ) ، و ( مقتدى ) - بواسطة عاصي - 01-01-2007, 08:45 PM,
بين ( يا الله ) ، و ( مقتدى ) - بواسطة RED FALCON - 01-01-2007, 09:59 PM,
بين ( يا الله ) ، و ( مقتدى ) - بواسطة thunder75 - 01-02-2007, 09:38 AM,
بين ( يا الله ) ، و ( مقتدى ) - بواسطة طنطاوي - 01-02-2007, 10:14 AM,
بين ( يا الله ) ، و ( مقتدى ) - بواسطة طيف - 01-02-2007, 11:33 AM,
بين ( يا الله ) ، و ( مقتدى ) - بواسطة بريق - 01-02-2007, 12:15 PM,
بين ( يا الله ) ، و ( مقتدى ) - بواسطة بريق - 01-02-2007, 12:18 PM,
بين ( يا الله ) ، و ( مقتدى ) - بواسطة طنطاوي - 01-03-2007, 05:24 AM,
بين ( يا الله ) ، و ( مقتدى ) - بواسطة بريق - 01-03-2007, 12:16 PM,
بين ( يا الله ) ، و ( مقتدى ) - بواسطة بريق - 01-03-2007, 04:36 PM,
بين ( يا الله ) ، و ( مقتدى ) - بواسطة jafar_ali60 - 01-03-2007, 07:25 PM,
بين ( يا الله ) ، و ( مقتدى ) - بواسطة بريق - 01-04-2007, 04:25 AM,
بين ( يا الله ) ، و ( مقتدى ) - بواسطة طنطاوي - 01-04-2007, 05:42 AM,
بين ( يا الله ) ، و ( مقتدى ) - بواسطة بريق - 01-04-2007, 01:03 PM,
بين ( يا الله ) ، و ( مقتدى ) - بواسطة بن ذي يزن - 01-04-2007, 07:48 PM,
بين ( يا الله ) ، و ( مقتدى ) - بواسطة الكندي - 01-04-2007, 08:18 PM,
بين ( يا الله ) ، و ( مقتدى ) - بواسطة بريق - 01-05-2007, 12:11 AM,
بين ( يا الله ) ، و ( مقتدى ) - بواسطة طنطاوي - 01-05-2007, 02:33 AM,
بين ( يا الله ) ، و ( مقتدى ) - بواسطة بريق - 01-05-2007, 02:55 AM,
بين ( يا الله ) ، و ( مقتدى ) - بواسطة طنطاوي - 01-05-2007, 04:32 AM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  مقتدى الصدر و حسن نصرالله ! Awarfie 15 2,806 03-31-2008, 08:15 PM
آخر رد: السلام الروحي
  صور جديدة تؤكد أن مقتدى الصدر هو الذي أعدم صدام ... نسمه عطرة 6 1,937 01-10-2007, 04:23 AM
آخر رد: سيستاني
  ماذا تعرف عن انجازات ,,,( رجل الدين ) مقتدى الصدر . ..أعتذر وبشدة !!!!!! نسمه عطرة 8 2,177 01-07-2007, 02:35 AM
آخر رد: الزعيم رقم صفر
  هؤلاء أعدمهم صدام من عائلة مقتدى الصدر فقط نصير 63 11,619 01-06-2007, 08:58 AM
آخر رد: نصير
  مقتدى الصدر ابن متعة كما تقول ويكيديا ((هو إذن زنيم حقيقة لا مجازا)) thunder75 16 3,176 01-04-2007, 09:35 AM
آخر رد: عوليس

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS