كلاب الله من الألقاب التي أطلقت على المفتشين والقضاة العاملين في محاكم التفتيش الكاثوليكية الأوروبية بداية من القرن الثالث عشر الميلادي والذين على أيديهم وبأفكارهم ازدهرت محارق الكتب والبشر.

في يوم واحد من عام 1239 حكم احد هؤلاء "الكلاب" على 180 شخصا بعد "ثبوت كفرهم وارتدادهم عن المسيحية" بالحرق أو التحريق وهم أحياء.

وفي عام 1481 أحرقت محاكم التفتيش 298 "كافرا هرطوقا" وحكمت بالسجن المؤبد. حتى الذين كانوا يعلنون توبتهم من الذين يتم تكفيرهم كانوا يحرقون، فبين 1483 و1586، أي خلال ثلاث سنوات فقط، أحرقت رفات ألف وستمائة شخص من التائبين.

بلغ عدد ضحايا "كلاب الله" بين 1480 و1508 من الذين اعدموا حرقا وهم أحياء 31 ألفا و912 شخصا، أما عدد الذين عوقبوا بمختلف أنواع العقوبات فقد بلغ 291 ألفا و494 شخصا.

ولا أزيد، فاللائحة طويلة جدا، لذا أختصر فأقول: ما أشبه اليوم بالبارحة، مع فارق المكان والزمان، فبدل أن تكون روما عاصمة المذهب الكاثوليكي وفي القرون الوسطى هي من تصدر فتاوى التكفير أصبحت السعودية عاصمة المذهب الوهابي وفي القرن الحادي والعشرين تنوب عنها في هذه المهمة، وتقيم محاكم التفتيش التي تصدر أحكامها بحق (المخالفين) و(أهل البدع)، [MODERATOREDIT]وأصبح رجال الدين فيها "كلاب الله" الجدد، [/MODERATOREDIT]وذلك بحماية مكشوفة من النظام الحاكم أحيانا، أو بتواطؤ منه في أحيان أخرى، على عادة أنظمة الاستبداد العربي التي جعلت من هؤلاء مجرد مسامير في حذائها لأنها ربطت مصيرهم بعطاياها و(مكرماتها).

آخر ما صدر من فتاوى[MODERATOREDIT] جاء على لسان "كلب" من "كلاب الله" السعوديين[/MODERATOREDIT] خلاصته: اقتلوا الشيعة، دون أن تحرك الدولة السعودية ساكنا. أليس السكوت من علامات الرضا؟

لم يكف جيوش التكفير الممولة والمسلحة جيدا والمجهزة بوسائل إعلام هائلة وفقهاء وضعت تحت تصرفهم الملايين، لم يكف هؤلاء سقوط مئات الآلاف من الشيعة في العراق على أيدي عصابات (القاعدة) والزرقاويين، فكان لابد من فتوى تبيح قتلهم جميعا، وأينما كانوا، الصغار منهم والكبار، النساء والرجال، الرضع والشيوخ.
ترى أية همجية تماثل هذه الهمجية التي يبدو أمامها هتلر وموسوليني وستالين من الملائكة؟