حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/showthread.php 28 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/showthread.php 28 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/showthread.php 28 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/showthread.php 28 require_once
Warning [2] Undefined variable $jumpsel - Line: 5 - File: inc/functions.php(3442) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/functions.php(3442) : eval()'d code 5 errorHandler->error_callback
/inc/functions.php 3442 eval
/showthread.php 673 build_forum_jump
Warning [2] Trying to access array offset on value of type null - Line: 5 - File: inc/functions.php(3442) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/functions.php(3442) : eval()'d code 5 errorHandler->error_callback
/inc/functions.php 3442 eval
/showthread.php 673 build_forum_jump
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$forumjump_select - Line: 5 - File: inc/functions.php(3442) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/functions.php(3442) : eval()'d code 5 errorHandler->error_callback
/inc/functions.php 3442 eval
/showthread.php 673 build_forum_jump
Warning [2] Undefined variable $posttime - Line: 2 - File: showthread.php(1686) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/showthread.php(1686) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/showthread.php 1686 eval
/showthread.php 915 buildtree
Warning [2] Undefined variable $posttime - Line: 2 - File: showthread.php(1690) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/showthread.php(1690) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/showthread.php 1690 eval
/showthread.php 915 buildtree
Warning [2] Undefined variable $posttime - Line: 2 - File: showthread.php(1690) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/showthread.php(1690) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/showthread.php 1690 eval
/showthread.php 915 buildtree
Warning [2] Undefined variable $avatar_width_height - Line: 2 - File: inc/functions_post.php(344) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/functions_post.php(344) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/inc/functions_post.php 344 eval
/showthread.php 916 build_postbit
Warning [2] Undefined array key "tyl_unumrcvtyls" - Line: 601 - File: inc/plugins/thankyoulike.php PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/plugins/thankyoulike.php 601 errorHandler->error_callback
/inc/class_plugins.php 142 thankyoulike_postbit
/inc/functions_post.php 898 pluginSystem->run_hooks
/showthread.php 916 build_postbit
Warning [2] Undefined array key "tyl_unumptyls" - Line: 601 - File: inc/plugins/thankyoulike.php PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/plugins/thankyoulike.php 601 errorHandler->error_callback
/inc/class_plugins.php 142 thankyoulike_postbit
/inc/functions_post.php 898 pluginSystem->run_hooks
/showthread.php 916 build_postbit
Warning [2] Undefined array key "tyl_unumtyls" - Line: 602 - File: inc/plugins/thankyoulike.php PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/plugins/thankyoulike.php 602 errorHandler->error_callback
/inc/class_plugins.php 142 thankyoulike_postbit
/inc/functions_post.php 898 pluginSystem->run_hooks
/showthread.php 916 build_postbit
Warning [2] Undefined array key "posttime" - Line: 33 - File: inc/functions_post.php(947) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/inc/functions_post.php(947) : eval()'d code 33 errorHandler->error_callback
/inc/functions_post.php 947 eval
/showthread.php 916 build_postbit





{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
مشاركاتي في منتدى التوحيد
عبـــاد غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 156
الانضمام: Feb 2003
مشاركة: #1
مشاركاتي في منتدى التوحيد

بسم الله الرحمن الرحيم

مشاركة رقم 1

تأملات: الإلحاد العاطفي، الإلحاد المادي والإلحاد العقلي

هذه تأملات وأفكار تكونت لدي من خلال قراءتي لبعض المداخلات في نادي الفكر العربي وأحببت أن أشارككم بها واقرأ آرائكم وتعليقاتكم – وما مدى صحة هذه الآراء على أرض الواقع – أرجو المشاركة من الجميع وخصوصاً السادة المعنيين بالموضوع.

هناك فيما يبدو ثلاثة أنواع (أو ثلاثة حالات) من الإلحاد تبينت لي لدى قراءتي مواضيع كثيرة من المنتدى – ولا يعني هذا بالضرورة أنها تمثل ثلاثة أنواع من الناس بل ربما يوجد هناك من لديه أكثر من نوع واحد في نفس الوقت، كما لا يعني أنه مقتصر على هذه الأنواع، وهذه الأنواع هي:
الإلحاد العاطفي – الإنفعالي
الإلحاد النفعي – المادي أو البراجماتي
الإلحاد العقلي – العلمي

وسابدأ بالنوع الأول من الإلحاد

الإلحاد العاطفي - الإنفعالي:


هذا النوع من الإلحاد يتكون لدى إناس تعرضوا لأزمة أو موقف عاصف في حياتهم – أو كفروا بوجود الخالق بناء على قضية ما أثارتهم وأثرت فيهم – يتكون لديهم شعور بالغضب والسخط على هذا الأمر ويجدون أنه ليس عادلاً وأن من حولهم ممن يذكرون إيماناً بالخالق يكذبون ويستخدمون هذه التبريرات زوراً وادعاءً – وأن الخالق من جملة الخرافات والأوهام التي يسعى الأقوياء بواسطتها إلى السيطرة وبسط النفوذ على الآخرين

إن السمة الرئيسية لهذا الإلحاد هي سيطرة مشاعر الرفض والغضب والشعور بالمرارة – وربما يخفي الملحد ذلك الشعور تحت ستار من السخرية والنرجسية والإستعلاء فلا يظهر الغضب في سلوكه ولكنه ينقلب إلى سخرية وهزء بالآخرين واستعلاء عليهم
من علامات الإلحاد العاطفي أن يقول الشخص:
- العذر الوحيد لله (عن هذه المصائب التي تحصل) أنه غير موجود
- لو كان الله موجوداً فهو يجب أن يدخل النار (أو من يمثله من رجال الدين المنافقين)
- ليست هناك عدالة بين البشر وهم يخدعونني إذا ادعوا عدالة السماء
- العدالة حلم الضعفاء – والدين – نعم الدين – يصنعه الأقوياء

وهذا الكلام يحمل في طياته اعتراضا انفعالياً وعاطفياً وليس عقلياً بحال من الأحوال – فالشخص الذي حصل له أمر سيء أو رأى هذا الأمر يحصل لغيره يقول:
- كيف يحصل هذا الأمر إذا كان الإله موجوداً؟
- اليس من حولي يقولون أن الإله عادل؟
- كيف يدع هذا الأمر يحصل بدون أن يتدخل؟
- يجب عليه إن كان موجوداً أن يتدخل..
- ما هذا الإله الظالم الذي يستحق العقاب ..
- كيف يكون الله إلى جانب رجل الدين المنافق والسارق والمحتال ولا يكون إلى جانبي أنا المسكين؟

ومن هنا يبدأ الغضب الداخلي بالتراكم حتى يصل بالشخص إلى حالة نفسية قاسية ويجد هذا الإله سداً أمام تفكيره وسلوكه فيرفض فكرة وجوده لأنه يصل إلى نتيجة داخلية مفادها أن اللوم لا يجدي وأنه مضطر للخروج من دوامة السلبية والسخط التي هو فيها إلى الواقع والفعل الإيجابي وأنه مضطر أن يعتمد على ذاته وأن ينسى لوم الإله وبالتالي ينكر وجوده ويعتبره خرافة

الباعث لذلك كله هو الإنفعال والعاطفة وعجز التبرير الواقعي لما يحصل

وجوابي الشخصي على ذلك:
منذ وجود الإنسان العاقل المفكر وقبل وجوده – لم يكن واقع الدنيا يجري على هواه بحال من الأحوال ولم تكن الدنيا جنة تتحقق فيها أمنياته – أو على الأقل يعيش فيها بسلام حياة نباتية أو مادية بلا منغصات – وذلك بسبب طبيعة تكوينه وحاجاته وارتباطه ببيئة محيطة واسعة تتسع كلما زاد إدراكاً وتطوراً ويزداد اعتماده عليها وتكثر متطلباته طردا بزيادة معرفته

من مزايا الإنسان العاقل تطور تفكيره وقدرته على إيجاد مخرج من الأزمات التي يواجهها – وحتى في المجتمعات البدائية فهناك أنماط من التفكير تستطيع استخدام المواد الموجودة في البيئة المحيطة لتلبية متطلبات هذا الإنسان

ولكن:
لماذا يحصل ذلك لدى الإنسان فقط وتحديداً؟ ما هذه المتطلبات التي كلما لبي جزء منها تفاقمت في ازدياد؟ لماذا يوجد الألم والعذاب، والإحساس بألم الآخرين، والضيق النفسي، والشعور بالوحدة للإنسان المنعزل ولو لبيت كل حاجاته المادية؟ والشعور بالظلم؟ الذاكرة طويلة الأمد؟ ولماذا توجد عقبات ومنغصات تجبر الإنسان على العمل والجهد والبحث عن حل؟ وتجبره على التفكير؟ هذا هو السؤال الذي لا يسأله الملحد العاطفي لنفسه – لأن جوابه الوحيد أن هذا جزء من تكوين الإنسان وبنيته التي امتاز بها عن بقية الكائنات – وهذا سر تقدمه وامتلاكه لزمام قيادة الدنيا دونا عن الباقين. والتأمل في هذا الجواب يدفعه لأن يقر بأن هناك تنظيماً محكماً للكون أوجده الله ووضع الإنسان على قمته – قمعجزة الخلق ومعجزة الإنسان تشهدان على الصانع وأن هذا الصانع واحد لا شريك له فلو كان هناك شركاء لصنع كل منهم خلقاً مختلفاً عن سواه ولعلى بعضهم على بعض - وهذا يجبره أن يعود إلى الإله الذي رفضه من قبل وتمرد عليه – وهذا يعني استسلامه وتراجعه عن الغضب الدفين وعن الأفكار الكئيبة المسيطرة عليه.

ولذلك فكثير من الملحدين يحاول بعد تورطه في الإلحاد أن يجد أي مبرر علمي أو اجتماعي أو مادي ليهزأ بهذا الإله ويرفضه لأنه يرى أن البديل المقابل مذل له – وهو الإعتراف بالخطا والتراجع عنه – ويرى أن كيانه الإجتماعي والصورة المتميزة التي بناها لنفسه كملحد ستنهار في أعين من يعرفونه أو في عينه هو شخصياً فيتشبث بكل مبررات هذا الوجود الإجتماعي – وأول هذه المبررات خصومته مع الدين ومخالفته له.

الإلحاد المادي – النفعي:


وربما يسميه البعض: البراجماتية. وهو أن ينكر الشخص وجود الإله في سبيل مصلحة مادية يرى أنها تتحقق له بذلك أو إذا شعر أن وجود الإله عقبة أمام إحدى غاياته، أو أمام غايات متعددة يرى أن أقصر طريق لحلها هو الإلحاد.
هناك أمثلة كثيرة على هذا الإلحاد تتمثل في مواقف متبعيه من التشريعات والقوانين التي جاءت بها الأديان السماوية
- كموقف الملحد من الحاجة المادية وتوزيع الثروة إذا كانت له غايات مالية
- وموقفه من التشريعات الإجتماعية المتعلقة بالزواج إذا كانت له غايات إباحية
- وموقفه الرافض لعبادة أي شيء إذا كان لديه كبرياء ذاتيه تمنعه من ذلك وتمنعه من السجود
- وموقفه من الأشخاص المتبعين للأديان الذين يكونون في غالبيتهم من طبقة فقيرة أو متوسطة عندما ينظر إليهم بازدراء وعدم إرادته الاختلاط بطبقتهم – وربطه لواقع الفقر بالدين ورفضه لذلك الواقع.
- وربطه الدين ببعض الأشخاص المتدينين الوصوليين وممارساتهم الخاطئة خاصة إذا كان في دينهم تحريف وأشياء مغلوطة فيرفضهم ويرفض أن يصنف بينهم ويرفض معهم فكرة وجود الإله.
- وإذا كانت العائلة أو البيئة التي ينتمي إليها ملحدة فيتبعها وينخرط في وسطها الإجتماعي
- أو كانت تتبع أفكاراً دينية شديدة الشذوذ واللاعقلانية وكان يريد أن يخرج من ذلك الجو بدون أن يتبع أي دين آخر بسبب خوفه من عائلته وخوفه من تهمة الخيانة لهم والإنقلاب عليهم والذهاب إلى الدين الذي يصنف على أنه خصم لهم. يدخل هنا العامل النفسي الذي يقول:"ما حدش أحسن من حد – كله زي بعضه"
- وتعرف الشخص على مجموعة من الناس تعده بالكثير إن هو انضوى تحتها وكون هذه المجموعة ملحدة
- ووجود الشخص في بلد ملحد وخوفه من السلطات الملحدة واضطراره للسير في فلكها.

وأسباب أخرى كثيرة – أرجو من الإخوة والأساتذة المعنيين المشاركة لإغناءها ومناقشتها.
والملحد المادي شأنه شأن الملحد العاطفي يبحث دوماً عن مبررات علمية لما يقول ويفعل – ويتخذ الكبر والسخرية والهزء بالآخرين وسيلة لهذه التبريرات – وهذه السخرية هي سلاحه الأمضى والذي يحاول أن يجابه به خصومه بحيث يرهقهم ويشوشهم بسخريته قبل أن يطرح نظريته سواء كان على حق أو لا– وعندما يطرح تبريره للإلحاد يستخدم سلاح السخرية للدفاع عن المنظومة الفكرية التي اخترعها وتغطية عيوبها فيكرر خطأه الأول في تنفير الناس منه وتجنبهم له إلا من سار على دربه وقبلت نفسه أن يتخذ الكبر والهزء وسيلة يعتاش بها.

وجوابي الشخصي على ذلك:
إن هذه الطريق القصيرة التي تختارونها قد تكون مهرباً آنياً من التزامات كثيرة وتحديات مفروضة على الإنسان العاقل – وهذه الطريق الكسولة وما يتبعها من نتائج غير منظورة في المدى القريب أدت في الماضي إلى أزمات كثيرة بلغت مبلغ الكارثة على المدى الطويل عند تطبيقها في الواقع العملي أو أنها سائرة في هذا الطريق الذي يزداد انحداراً كلما تقدم فيه الإنسان. والأدلة كثيرة لا أملك تعدادها الآن – وسأوردها فيما بعد إن شاء الله.

الإلحاد العلمي – العقلي:

وهو الإلحاد الناشئ عن قناعة علمية معينة تتناقض مع مقولات دين من الأديان – خصوصاً إذا جعل ذلك الدين مقولاته تلك من أولوياته أو قواعده الراسخة التي يبني عليها عقيدته وتشريعاته ونظرته للكون

تطور هذا النوع في أوروبا في عصر النهضة بسبب قمع الهيئات الدينية للعلم وغضبها على العلماء – وهو وإن لم يكن في البداية إلحاداً كاملاً فقد كان تناقضات مع مقولات الكنيسة جاء به كوبرنيكوس وغاليليو وغيرهم من العلماء وأدى إلى وقوع الخلاف والقطيعة بين الهيئات الدينية والعلماء حتى الوصول إلى مرحلة إلحاد اللاعودة عند كثير من العلماء

ترافق هذا الإلحاد مع إلحاد عاطفي ناشئ عن الإضطهاد، والعاطفة المحركة لهذا الإلحاد هي الغضب ورفض الخرافة. ورفض الخرافة كان يعني لديهم رفض معتنقيها ورفض كل ما جاؤوا به جملة وتفصيلاً ومن ذلك وجود الإله الذي يتخذونه ذريعة وسبباً للسيطرة حتى على العلوم والتطور – ورغم ما في هذا الرفض من تناقض مع العلم ومع المكتشفات العلمية الحديثة ودقة نظام الكون التي تثبت وجود خالق منسق لأموره، فقد فضلوا أن يعزوا هذا الأمر للطبيعة والصدفة لأن مواصفات الخالق المذكورة لدى تلك المجامع الدينية لم تكن تتسق مع الواقع الملموس وحوت قدراً لا بأس به من الشعوذات والخرافات.

وباستمرارية تطور هذه الفلسفة الإلحادية ظهرت المادية الجدلية والمادية التاريخية التي قدمت نظرية بديلة عن الدين في النظام الإجتماعي والمادي وقدمت منظومة مختلفة من الأخلاق والسلوك طبقت في الدول التي اتخذت منها فيما بعد بديلاً عن المنظومة الدينية – وسعت هذه الدول إلى تبرير الإلحاد والدفع في أي اتجاه علمي يثبت المقولات الملحدة – شأنها في ذلك شأن الدول التي سعت لإثبات عكس هذه المقولات فماذا كانت النتيجة؟؟

كانت النتيجة أن تطور العلم لدى المنظومتين أدى إلى رفض نظرية الصدفة علمياً، والإعتراف بوجود قوة منسقة ومحركة للكون أسماها الملحدون الشرقيون بقوة الطبيعة – وعزاها العلماء الغربيون لخالق مدبر للكون

وظل قسم كبير من الملحدين العاطفيين والماديين مصرين على تتالي الصدف في تبرير وجود الكون وخلقه، وظلوا يبحثون عن كل ما من شأنه أن يبرر إلحادهم وينكرون ويسخرون من كل ما لا يوافق ذلك

ما موقع المسلمين من ذلك كله؟

شهدت القرون الأخيرة من الألفية الثانية تراجعاً كبيراً في مستوى العلم والثقافة لدى الأمة الإسلامية، وشهدت في الواقع انتشاراً للجهل والتخلف ويعزى ذلك لأسباب كثيرة أهمها عدم عناية الدولة والسلطات الحاكمة بهذا النوع من العلوم وتفضيل هذه السلطات لدعم منظومة الأفكار والعلوم السائدة والمتشكلة وفقاً لهواها والتي تضمن ولاء المجتمع وطاعته العمياء كائناً من كان الحاكم، وترسيخ الجهل والتخلف عن قصد أو غير قصد، وعدم الإكتراث بتطور المجتمعات المحكومة كون الحكام لا ينتمون إلى هذا الشعب كالأجيال الأخيرة من المماليك والأجيال الأخيرة من الترك. وكانت هذه سمة القرون الوسطى المشتركة لدى كل الشعوب في العالم آنئذ.

وبالرغم من أن هذا الأمر ليس من الدين والإسلام في شيء إلا أن الأفكار التي تضمن التسلط أقحمت في الدين وصبغت بصبغته واعتبر الخارجون عليها خارجون عن الدين - ومع ذلك فقد ظهر دعاة التنوير من العلماء المسلمين في العالم العربي والإسلامي وخصوصاً في مصر إبان حكم محمد علي وإرساله البعثات الطلابية إلى أوروبا – وفي بلاد الشام أيضاً – وكانت غالبيتهم العظمى من خريجي المؤسسات العلمية الموجودة آنذاك والتي كانت ذات نظرة دينية معتدلة لا تهمل الدين ولا تعبد الحاكم رغم تمويله لها – ولكن كان الفرق شاسعاً في تطور العلوم بين مصر وأوروبا

كان بعض العائدين من هذه البعثات يصطدمون بواقع التخلف في مجتمعاتهم ويشعرون بالعجز عن فعل أي شيء إيجابي وهذا ما أدى إلى نمو عقدة النقص وسوء تقدير الذات وتفاقمها ورفض الواقع المتخلف للمجتمع – وبالتالي فقد صارت هذه العقدة منبعاً للتكبر على المجتمع ورفض الواقع والثورة عليه، وكانوا يربطون هذا الواقع بالدين وبالله مما أدى إلى وقوعهم في الإلحاد العاطفي وكان هؤلاء وبالاً على مجتمعاتهم لأنهم وقعوا في العبودية الفكرية لمعلميهم الأوروبيين وشعروا أنهم أسرى لعقدة نقص لا مهرب منها إلا بتبرؤهم من مجتمعهم ودينهم وكل ما يربطهم بالواقع.

واستمرت مدارس الفكر الإلحادي تحت تأثير عقدة النقص – تسعى في كل اتجاه وتستقرئ كل ثقافة إلحادية يفرزها الشرق أوالغرب ما دام صانعيها على درجة من الرقي المادي أوالتطور التقني، فبعضهم تشرب الفكر الماركسي والشرقي وبعضهم تشرب الفكر الوجودي وغير ذلك من الأفكار – ولم يحاول أي منها الاستقلال والبحث عن منظومة فكرية توافق مجتمعه سوى بعض المحاولات القومية التي بحثت عن نظرية تكون حلاً وسطاً بين هذه المذاهب الفكرية والمجتمع المحلي ولكنها بقيت في اللاوعي حبيسة الفكر الشرقي الإستبدادي ونظرته إلى الحاكم وإضفاء طابع القداسة على القائد الملهم، وكانت حصيلتها ترسيخاً للتخلف بثوب علماني وترسيخاً لعقدة النقص والمذلة – والمكابرة على ذلك.

وجوابي الشخصي على ذلك:

لا أريد في هذا الموضع أن أناقش في البديهيات لدي وهي وجود خالق ومدبر للكون – وكون هذا الخالق حياً فاعلاً قادراً وإرساله الرسل وخاتمهم النبي الأمي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وصدق ما جاء به النبي والأنبياء من قبله. وسبب عدم مناقشتي في ذلك توقعي أن يستخدم الملحدين العاطفيين والماديين سلاحهم المعتاد وهو السخرية وبذاءة اللسان – واعذروني إن قلت ذلك ولكن هذا ما وجدته في تجارب سابقة كثيرة معهم – فهم يرون في وجود الخالق والأنبياء إنكاراً لوجودهم وكيانهم. أريد هنا أن أناقش الإلحاد ومقولاته وأركانه الفكرية. وأن أستقرئ ىراء جميع الأطراف في نظرتي المذكورة أعلاه.

لا شك أن الدين الصحيح من خالق الكون يجب أن يكون سليماً من الأخطاء المناقضة لواقع الحقيقة المطلقة – ولا أقول للواقع المحسوس او الملموس لأن حواس الإنسان وعلمه محدودين – وهو ما زال يكتشف الجديد يوماً بيوم ووجود التناقض بين الدين والواقع المحسوس يعزى إلى أحد الأسباب التالية:
- دخول تحريف في المعلومات الدينية عبر العصور (مثل تسطيح الأرض)
- قصور العلم عن فهم بعض الظواهر العلمية التي أوجدها الخالق
- الإفتراضات العلمية المبنية على ملاحظات غير دقيقة
- دخول هوى النفس في محاولة نفي الدين لغرض من الأغراض أعلاه ومحاولة إثبات افتراض يوافق ذلك مثل نظرية لامارك في التطور ونظرية فرويد في علم النفس وافتراضاته وتخيلاته المرتبطة بها
- ادخال بعض الناس في الدين ما ليس منه عبر العصور وتفسير هذه الأمور على أساس ديني
- محاولة بعض الناس استنباط معجزات دينية متوافقة مع العلم في مرحلة من المراحل وإدخال هذه الفكرة في الدين وتحميل الكلمات أكثر مما تحتمل. مثال ذلك أن الكواكب المعروفة في المجموعة الشمسية كانت ستة كواكب حسب علم الفلك القديم – وعند اكتشاف أورانوس صارت سبعة ففال بعض الناس: هذه هي السماوات السبع التي وردت في الكتب المقدسة ولكنهم أصيبوا بخيبة أمل عند اكتشاف نبتون ثم بلوتو.

وهناك بلا ريب أسباب أخرى للتناقضات – ولكن كل هذه الأسباب لا تعني بحال من الأحوال عدم وجود الخالق – بل تعني كذب بعض المخلوقين وقصور بعضهم الآخر واستكبار فريق ثالث منهم. وكل ذلك يعود إلى محدودية الإمكانيات التي منحت لهم رغم كثرتها كما وكيفاً، ودخول العوامل العاطفية والغايات المادية في استقراء الحقيقة وتقريرها.


مشاركة رقم 2


العقل البشري والدين

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الفرق بيننا كمؤمنين وبين الملحدين – وهي محاولة الملحدين تحكيم العقل البشري في قضية تفوق طاقته، والاعتماد على الأحكام التي يصل إليها هذا العقل في هذه القضايا بغض النظر عن أهليته للحكم وصلاحية الطريقة التي اتبعها لذلك - ينطلق الملحدون من أن العقل البشري مع مدخلاته من الحواس الأخرى هو الأداة الوحيدة التي يمكن بواسطتها تقييم كافة الأمور والحكم عليها بما في ذلك قضية الألوهية والدين فيقولون:

ما دليل – أو مبرر وجود الإله وإذا وجد فما هو كنهه ومادته - كيف أراه وكيف أقيسه فيزيائياً؟ وما أهمية أحكام الدين وما مدى منطقيتها بمقياس العقل – هل هي مفرحة وعادلة وتوافق ما أرغب أم أنها لا تنطبق على مقياسي للسمو والعداله والخير، وما مدى ملائمتها للعصر الحالي وأسسه ومفاهيمه؟

يبنى التصور الإلحادي على إعطاء العقل – أوالنتائج التي يصل إليها صفة الحقيقة المطلقة التي تفوق أي دين – وهم لا يعترفون بمحدوديته وتقلبه والعوامل المؤثرة فيه، وهم بذلك ينطلقون من مرجعية كماله المطلق ونزاهته وهو ما لا نوافقهم عليه لأنهم لا يأخذون بالحسبان عوامل عدة تحول دون تأليه هذا العقل وإعطائه المرجعية المحضة – ومنها:

1- محدودية إمكانات هذا العقل – رغم كبرها واتساعها: مثال ذلك ما يسمى في الرياضيات بالعامل العقدي أو جذر ( -1) فلو أردنا أن ننظر كيف تطور الفهم البشري للرياضيات نرى أنه اعتمد على قياس وعد ّ الأشياء المحسوسة في البداية واعتمد وحدات عددية معينة هي الأرقام اللاتينية ثم تطورت إلى الأرقام العشرية – ثم افترض وجود الصفر مما سهل حل مسائل كثيرة – ثم تخيل الأعداد السالبة وأوجد لها تطبيقات في واقعه – ثم اخترع المعادلات والمتحولات – لقد وقف الإنسان عند عقد كثيرة أثناء تطور فهمه للرياضيات وحلها بالتخيل ولكن عقدة جذور الأعداد السالبة بقيت مشكلة بالنسبة له حتى قام بعزلها في ما يسميه (جذر -1) وتابع حل المعادلات مع وجود هذا العامل المعزول الذي اضطر لتجاوزه وابقائه في المعادلات رمزاً لتناقض العقل البشري ومحدوديته – هل يعني هذا أن هذه المعادلات هي نوع من الرفاهية الفكرية؟ لا.. أبداً .. بل هي معادلات أوجدتها ضرورات الفيزياء الموجودة في الواقع الخارجي واستخدمتفي العلوم التطبيقية الحديثة التي يوجد قسم منها لا يفسر إلا بتخيل وجود (جذر -1)

2- تأثره بنوازع كثيرة غير عقلية نابعة من هوى شخصي أو واقع معيشي: مثال ذلك كارل ماركس الذي قلب نظرية هيجل في الجدلية رأساً على عقب بجعل نتائجها مقدمات ومقدماتها نتائج، وصب كل أحداث الكون والعالم في قالب المادية الجدلية والتاريخية محاولاً أن يجد نظرية شمولية تقبل تفسيره للعدالة الإجتماعية والمساواة – وكان الأجدر به أن يطالب بحقه بقوة وأن يرفض الخرافة المرتبطة ببعض الممارسات والنظريات الدينية الخاطئة بدل أن يخترع قالباً آخر ويبني هيكلاً آخر امتطت ظهره الدكتاتورية الشمولية بأبشع صورها أكثر من 70 سنة (وحتى الآن في بعض أنحاء العالم) - وكان أول وأكبر ضحاياها هو الشعب الروسي وشعوب الدول الشيوعية التي أذلتها الدكتانورية وسحقت كرامتها بالقمع والمجازر الجماعية - حتى انهارت وسلمت زمامها للعالم الغربي بدون حرب

3- الارتباط الإجباري بين التفكير العقلي المجرد والعاطفة والغرائز الإنسانية الطبيعية التي توجد معه في وعاء واحد هوالدماغ البشري: مثالي هنا هو سيغموند فرويد الذي عجز ألا يستخدم مقياسه الذاتي ويتأثر أيما تأثر بجزء من واقعه لدى صياغته لنظريتة في علم النفس ودراسته للكبت والتابو (المحرّم) وفسر أنماطاً كثيرة من السلوك البشري من خلال هذا المنظار – بل وعمم ذلك المنظور على جميع البشر - حتى فسر مص الطفل لأصبعه بأنه يعود لرغبة جنسية

4- تأثر العقل بالعوامل المحيطة والظروف التي يعيشها الإنسان: فبيئته المحيطة ربما تلعب دوراً في أن يكون مسالماً لا يميل إلى استخدام عقله في مواجهة التحديات المفروضة، وربما تجعله عصبياً وعدوانياً لا يفلح في استخدام عقله للوصول إلى مصادر التحديات التي تواجهه فيسبق لسانه تفكيره ويسبق عدوانه على الآخر المختلف تقييمه لهذا الموقف وما يترتب عليه لاحقاً. والتوسط بين الأمرين هو السبيل الذي يجعله يتناول الأمور بروية واتزان – ولكن يندر بين الناس من يصل إلى هذه المنطقية الفعالة.

5- تأثره بالحواس الخمس ومحدوديتها وانعكاساتها، كونها المدخلات الوحيدة التي بإمكانه قراءتها، بالإضافة لأدوات القياس الفيزيائية التي استجدت في العصر الحديث والتي يعلم صانعوها بحدود إمكاناتها، بينما يتناسى كتير من منظري الإلحاد هذه الحدود ويفترضون أن التطور الحالي للبشرية قياساً بما قبل 100 أو 200 سنه يعني أن العلم التجريبي بهذه الأدوات امتلك ناصية المعرفة والحقيقة

6- اختلاف مقياس العقل وتغير ما يعتبره العقل مسلمات باختلاف الزمن والمكان واللغة والبشر (رغم تشابههم) فما كان من المسلمات لدى حكماء اليونان لم يعد كذلك الآن رغم بقاء كثير منه صالحاً لهذا الزمان. وكذلك ما رآه نيوتن تفسيراً فيزيائياً لحركة الأجسام لم ينطبق على كثير من الحالات التي فسرتها نظرية اينشتاين وفيزياء الكم فيما بعد – واقول أنا: الله أعلم بما يأتي بعد هذه النظريات مع تطور البشر ومفاهيمهم.

7- تعرض العقل للإرهاق والتعب والمرض – وربما الإختلال – بما لا يجعله مرجعية – وذلك صحيح حتى بالنسبة للقضايا التي يحصل فيها اجماع معين من قبل مجموعة بشرية معينة – ومثال ذلك قيام مجموعة بشرية بتاليه حاكمها رغم أنه مصاب بانواع من الجنون والشيزوفرينيا (فصام الشخصية) لم يتم تشخيصها وتوصيفها إلا في العصرالحالي (فرعون مصر – او الحاكم بامر الله الفاطمي)

ومن منطلق تأليههم للعقل – يستغل الملحدون خوف بعض المتدينين من أن يتهموا بالغيبية ونقص العقل إذا لم يوافقوهم على قياسية العقل وكماله – ويصمون من يخالفهم بشتى أوصاف التخلف والغباء وتغييب العقل وقلة الفهم – رغم أن الدين لا يدعو لإهمال العقل ولا لعدم التساؤل – بل يدعو لوضع كل شيء ضمن اطاره الطبيعي وإعطاء كل شيء حقه

العقل يشبه وعاء يتلقى المعلومات ويربطها ويفاعلها ثم يتخذ القرار – مهما بلغ هذا الوعاء من السعة فهو لا يستطيع أن يستوعب البحر – وإذا أردت ان تحشر فيه ما يفوق طاقته فسوف يتمزق – وما أكثر الأمثلة ممن فقدوا عقولهم وأصيبوا بالهذيان من ممارسة الفلسفة بغير اعتبار لهذا الأمر وقيامهم بتحليل أمور كثيرة بالعقل المجرد مع اهمال كل من يقول بالرسالات والأنبياء وافتراض كذبهم في كل حال

ماذا عن وجود الخالق – إين هو – متى وجد – من أوجده؟ هذه التساؤلات يطرحها الإنسان بخاصة في فترة الصبا والمراهقة – وهي تنشأ عن مقارنات عقلية ومقاربات مع ذاته ومع ما يمكن للإنسان أن يدركه بعقله واستخدام خاطئ للمقياس البشري ليقيس ما لا يقبل القياس بواسطته – فماذا يحصل إذا عكسنا هذا المقياس؟ لو كانت الطاولة التي أجلس إليها الآن قادرة على التفكيروالتعرف إلى ذاتها فماذا ستقول عن الإنسان الذي صنعها بالمقارنة مع ذاتها؟ كيف هوشكل هذا الإنسان وما نوعية الطلاء الذي يغطيه؟ كم درجاً له وكم قائمة؟ لا بد أن هذا الإنسان ظالم حيث صنعني من الحديد وعرضني لنار اللحام وآلام المطرقة والسندان بينما الطاولة الأخرى توجد مرفهة في مكتب وعليها الكمبيوتر – أين العدل؟ والآن – يرميني في المستودع بعد سنوات من العمل الشاق؟ ياله هذا لا يجوز في منطق الطاولات – لا بد أن هذا الإنسان غير موجود فليس من الممكن أن يتعمد هذا الظلم والتمييز وما هي غايته من هذا التمييز أصلاً؟

وبرغم أهمية هذه الأداة (العقل) – وأنها سبب ارتقاء الإنسان وتميزه وتقدمه – وأنها أداة لتفريقه بين الحق والباطل واختيار الصواب – وأن ديننا يأمر الإنسان بأن يحكم عقله وينظر في ملكوت السماوات والأرض بل ويتحدى ويتعلم ويبحث ويتطور بكل ما مكنه الله فيه من أدوات – ولكن لا أن يتبع الظن والتخيل ولا يفترض ما ليس له عليه دليل: "ولا تقف ما ليس لك به علم – إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا"


مشاركة رقم 3

بسم الله الرحمن الرحيم

استغربت من كثرة المشاركات التي حظي بها هذا الموضوع على الرغم من سخفه

على كل حال لا مانع لدينا نحن المتدينين من الإجابة على أول سؤال وبصراحة فربما يستطيع سائل هذا السؤال أن "يحررنا" من العقد الجنسية!!

++++++++++++++++++++++++
دائما كنت ألاحظ هوس خفي يعاني منه المتدينون ناحية أي شئ يتعلق بالجنس والمرأة

أريد أن أبدأ هذا الشريط بسؤال بسيط وحساس
من من أعضاء هذا المنتدي يمارس العادة السرية بصفة مستمرة وبداخله شعور بالذنب من جراء هذا
++++++++++++++++++++++++

ما هذه الملاحظة المهووسة الخفية؟ هل المطلوب إذاً أن ننظر للجنس والمرأة باستهتار وإهمال وبعدم تمييز بين المرأة والشجرة؟

المتدينون المسلمون ينظرون للمرأة المسلمة باحترام ويحمونها ويقدرونها - كما أنهم ينظرون للجنس كفطرة صالحة وأمر صحي ووسيلة للاستمرار ولرضى الله تعالى كما أنه مسؤولية وأمر ثمين يصان ويخفى ولا يجوز عرضه على الملأ لأن الكلام عنه علانية والمفاضحة به أمر دنيء تنفر منه الفطرة السليمة - وهذا الأمر في موضعه الصحيح هو من الأمور التي أمرنا بها ديننا فلا رهبانية عندنا ولا نفور ولا خطيئة أصلية كما عند الأديان الأخرى

أما بخصوص العادة السرية فكأنك تريد القول أن كل المتدينين يمارسونها - وهذا بالطبع ليس صحيحاً لأن هذا أمر تنفر منه الفطرة ويخل بالحياء والوقار ويذهب نور الوجه ويقلل الثقة بالنفس ولو أنه لم يرد في الدين نهي صريح عنه - لا أعلم من أين بنيت في نفسك هذا الظن فربما كنت أنت نفسك متديناً ثم مارست العادة السرية بكثرة وكنت تشعر بالذنب فوجدت أن أقصر طريق يحررك من عقدة الذنب هو أن تكفر بالله والدين - والآن تريد أن تقدم لنا هذه الخدمة الجليلة على طبق من ذهب: "اكفروا بالله لتتحرروا من عقدة الذنب"

نقول لك: نحن لا نحتاج إلى هذه الوصفة السحرية وليست طريقتنا في مواجهة المشكلة هي إنكار وجودها بل التعامل معها على حقيقتها وصولاً إلى الحل الصحيح ونقول لك: تمنى هذا الأمر كثيرون قبلك وأخبرنا الله عنهم في كتابه القرآن الكريم: "ودّوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء"

إن الدافع الجنسي لدى الشاب المراهق والحرمان الذي يكابده في بداية حياته هو من أهم الأمور في بناء شخصيته المتوازنة عندما يبلغ مبلغ الرجولة (أو سن النضج للنساء) لأسباب كثيرة أذكر هنا بعضاً منها:

- هذا الدافع يدفع الشباب للعمل والكد والتعلم وأن يسعوا لبناء مستقبل طيب وبيت مستقر يحلم به الشاب ويعمل من أجله - فلو توفرت له رغبته في التواصل الجنسي (التي هي من أهم الحاجات المادية بعد الأمن والطعام والشراب) لما اهتم بالسعي لبناء بيته وتحمل مسؤولياته، ولكان ككلاب الشوارع لا أسرة له يرعاها ولا بيت له يحميه - أو كالغراب ينتقل من جيفة لأخرى - وما اوضح المثال الأوروبي والأمريكي حيث لا وازع ديني عند أغلب الشباب يدفعهم للزواج ولتحمل المسؤولية بل يحاول كل منهم أن يعيش على هواه ويظن أنه كالنحلة ينتقل من زهرة إلى زهرة بينما هو كالغراب يخرب أغلى ما في الفتاة ويحيلها إلى عصف مأكول - وعندما يصحوا إلى نفسه وقد جاوز الأربعين أو الخمسين يبحث عن عائلة وزوجة فلا يجد ، كما أن مزاجه قد فسد من كثرة المعروض في سوق الرذيلة فلا تتوفر له فتاة أحلام تريد الارتباط والزواج به بل ربما يجد من تبيت معه يوماً أو أياماً قليلة ثم تتركه إلى شاب أنضر منه شباباً أو كهل مثله أكثر منه مالاً ، ولا يقبل هو بامرأة عانس في عمره ممن أمضت حياتها جيفة للغربان من أمثاله
الهرم السكاني في أوروبا وروسيا وأمريكا يتصدع وقد أصبح عدد الكبار أكثر بكثير من الشباب لعدم اهتمام الناس بإنشاء أسرة - وربما بعد سنوات قليلة سيصبح عدد المتقاعدين أكثر بكثير من عدد الشباب المنتجين في تلك المجتمعات وسوف يكون هؤلاء المتقاعدون مجرد عالات على الفئة المنتجة الشابة تتركز الثروة والسيطرة في أيديهم ولا أبناء لهم يعتنون بهم في كبرهم بل لا مكان كاف في مأوى العجزة لأجلهم. وما ذلك إلا بسبب تحررهم من العقد الجنسية في شبابهم وسيؤدي ذلك إلى عدم توازن المجتمع واضمحلال العلاقات الاجتماعية بين الأجيال في المجتمع الواحد

- إن المكابدة لبناء أسرة والحصول على شريك الحياة (زوجاً أو زوجة) تجعل الإنسان يقدر أهمية شريكه بعد الارتباط والزواج ولا يتخلى عنه بسهولة بسبب خطأ ما يرتكبه أو كلمة ما يقولها - فهذا البيت لم يبنه الرجل بسهولة حتى يفرط فيه ويهدمه بسهولة - كما أن المرأة التي انتظرت سنوات قبل أن تتزوج - يحميها الحجاب وتحوطها أسرتها بالرعاية لن تدع شمل أسرتها يتصدع ولن تتخلى عن زوجها حتى وإن لم يتصف بالكمال وحتى إن كان فيه بعض العيوب التي لا يخلوا منها بني البشر

وأرجو من الإخوة الكرام أن يضيفوا ما لديهم من أسباب لإغناء الموضوع

نحن الذين نقول لك: هداك الله يا واحد - إن كان الكبت سبب إلحادك والإباحية هي مبتغاك فاعترف بذلك - وابحث عن الحل الحقيقي لمشكلتك - ولا تنكر وجود الله لأن أوامره لم توافق هواك

والسلام على من اتبع الهدى


مشاركة رقم 4
منقول

الضابط السجان الذي كان مسؤولاً عن مراقبة الشهيد الرنتيسي في معتقلات السلطة:
* لم أحب أحداً بقدر ما أحببت الدكتور الرنتيسي
* جذبني فيه عبادته وتعامله وحبّه للجميع
غزة/إبراهيم المدهون
الضابط (م.ر.) هو أحد المسؤولين عن السجون في السلطة الفلسطينية، وهو المشرف على احتجاز الدكتور الشهيد القائد عبد العزيز الرنتيسي، وهو المسؤول عن مراقبته وأوضاعه داخل السجن.
في هذا الحوار يتحدّث الضابط (م.ر.) عن حياة الدكتور الرنتيسي في المعتقل، وعن تعامل الشهيد، رحمه الله، مع المعتقلين والسجانين.

- ما هي الصورة الذهنية التي كانت لديك عن الدكتور عبد العزيز الرنتيسي قبل رؤيته في المعتقل؟
• لم أكن أعرف الكثير عن الدكتور فقد قضى حياته في السجون والإبعاد بخلاف الكثير من القياديين، وقد كنت أنظر إليه وكابن حركة فتح أنه إنسان عدواني ومتشدد ولا يحب الخير لأحد، ولكن نظرتي اختلفت تماماً عما سمعته، فقد وجدته أكثر الناس حناناً وحباً للغير، ولمست فيه خوفه على المصلحة الفلسطينية والإسلامية.

- كيف كان أول لقاء لك به؟
• أول لقاء كان لي به رحمه الله حين قامت السلطة الفلسطينية باعتقال الكثير من أبناء حماس والجهاد الإسلامي معاً, حيث دخلت إليهم وتوجهت بالسؤال: لماذا لم تتوحدوا وأنتم إسلاميون؟ فعبس جميع السجناء في وجهي إلا الدكتور عبد العزيز الرنتيسي تبسم كثيراً، وقد أحببته يومها ولم أكن أعرف يومها من هو. وبعد ذلك أصبحت ألتقي به وأتحدث معه وأحاوره.. ولم يدل حديثه على الإطلاق أنه إنسان عدواني أو متشدد، ولكن إلى هذه الفترة لم أحبه كقائد، بل كنت أتقبله وأحبه كإنسان كان ذلك في اللقاء الأول.
أما اللقاء الثاني فكان عند اعتقاله لمدة طويلة في سجن انفرادي. ولأني عرفته كنت أسلم عليه، ولكنه رحمه الله جذبني في أشياء كثيرة: عبادته، صلاته، حبه للخير، فرأيته يتمنى أن يصلي الجميع وتتوثق علاقتهم بدينهم وربهم، وأن يتعلم الجميع، فقد كان يحث رجال الشرطة لأن يتعلموا ويطوروا أنفسهم..

- كيف كانت عباداته في السجن؟
• لاحظت عليه أكثر من مرة عندما أذهب إليه في الليل أجده طوال الليل يصلي من بعد صلاة العشاء إلى صلاة الفجر. كانت هذه الفترة كلها عبادة وصلاة وقراءة قرآن ورغم أنه حافظ لكتاب الله إلا أنه كان يقرأ من الكتاب، وعندما سألته: لماذا تقرأ من الكتاب وأنت حافظ له؟ قال لي: إن ثوابها يكون أكبر بإذن الله. وبصدق لم أكن أتوقع أن هناك إنساناً يظل يصلي ويتعبد طوال الليل، وكان ذلك يومياً.
ومن الأمور التي كنت أحبها في الدكتور الشهيد أنه كان يحث الجميع على الصلاة، ولا أبالغ حين أقول أن أكثر من عشرين شاباً من رجال الشرطة أصبحوا يصلون بعدما حرسوا الدكتور الشهيد في المعتقل. ومن أكثر ما لفت انتباهي شاب من الذين جاءوا من لبنان لم يعرف الدين في حياته، وكان سكّيراً ويفعل جميع المحرمات ظل شهر حراسة عند الدكتور عبد العزيز، فتفاجأت به يوماً يصلي.. استغربت ذلك كثيراً فأخبرني أن الدكتور عبد العزيز الرنتيسي حدثه وعلّمه ماذا تعني الصلاة والعبادة مؤكدا أنه لم يكن يعرف معناها. وقلت له: هل من الممكن أن تستمر في الصلاة؟ فقال لي أنه متأكد بإذن الله أنه سيظل يصلي باستمرار. وبالفعل، بعد سنة رأيته يصلي في المسجد، وعندما رأيت الدكتور عبد العزيز الرنتيسي أخبرته أن هذا الشخص مازال يصلي. فقال بإذن الله سيظل يصلي وكان متأكداً من ذلك.

- هل كان الدكتور يحرص على أن يعطيهم دروس ومواعظ لكي ينجذبوا له ويسمعوا نصحه، أم كان ذلك من خلال المعاملة؟
• كانت أفعال الدكتور عبد العزيز مرآة لأقواله، ويحضرني الآن موقف كان الحراس يذكرونه عن الدكتور عبدالعزيز، حيث كان بعض الحراس لا يستطيعون الاستيقاظ طوال الليل فينامون والسلاح بجانبهم، وعندما يأتي الضباط للتفتيش يقوم الدكتور رحمه الله بإيقاظهم وإعطائهم سلاحهم حتى لا تنزل بهم عقوبة. كانت تلك المواقف تجذبهم إلى الدكتور الشهيد، حتى لو تحدث إليهم في أي موضوع كان محل ثقة وتأثير على الشباب فكانت أفعاله ومعاملاته دليل حديثه.

- تحدثت أنه كان يحب الجميع فما مدلول قولك؟
• لاحظت عليه أنه رغم بقائه فترة طويلة في السجن لم أره على الإطلاق يتكلم ولو بكلمة واحدة جارحة عن أحد، حتى عن الرئيس الذي كان يعتقد أن اعتقاله كان من قبله أو حتى على أي عنصر من العناصر المسؤولين عن اعتقاله. حتى أنه لم يعترض طوال فترة أسره على أي شيء إلا على شيء واحد فقط..
حتى أنه كان ضد الخلافات، بل بالعكس كنت أراه يتمنى أن يجتمع الكل ويتحاب وأن يكونوا يداً واحدة، وكان يقول أن الكل مستقل لكن كلنا على خط قتال واحد.. وكيف لا يكون محباً للجميع وهو الذي كان يحث رجال الشرطة على التعلّم في الجامعة وتطوير أنفسهم، وهم الذين يعتقلونه، بل ويدعو لهم بالنجاح.

- هل حثك الدكتور شخصياً على العلم؟
• نعم لقد حثني على التعلم وأنهيت الجامعة، وأنا أدين له بالفضل، حيث كان يحثني على التعلم أنا وأغلب الشباب، وكان يدعو لي وكنت أشعر بذلك، وأكثر من مرة أقول له اليوم ذهبت إلى الامتحان وأشعر أني بدعواتك ربنا وفقني فكنت أشعر دائماً أنه مستجاب الدعاء.
وكم كنتُ مبهوراً بعلمه ومعرفته فقد كان بحراً في الطب والدين والشعر.. وقد استغربت أنه شاعر، وقد كان يقرأ علينا الشعر الذي كتبه وهو في السجن مع الشيخ الشهيد أحمد ياسين في النقب، وأيضاً في الإبعاد. وقد كان الدكتور الشهيد حافظاً للشعر وضليعاً في النحو والطب واللغة والشريعة..

- تحدثت أن الدكتور رحمه الله لم يعترض إلا على شيء واحد فما هو؟
• لقد كانت مدة اعتقال الدكتور الرنتيسي طويلة جداً، وغيره كان ممكناً أن يعترض على أشياء كثيرة سواء المدة أو المعاملة وحتى الطعام، أما الأمر الوحيد الذي اعترض عليه الدكتور فهو الزيارات، حيث أن زوجته وبناته منقبات، وأثناء الزيارة كان لا بد أن يجلس أحد الضباط معهم، وهو يريد أن يتحدث مع زوجته وبناته وأن يرى وجوههن ويحاورهن عن أحوالهن الخاصة، لذلك اعترض رحمه الله على وجود من يراقب أنفاسه وهو يتحدث لزوجه وبناته.
وغير ذلك لم يكن يعترض على أي شيء، لدرجة أنه كان يصوم ولا يعترض على الطعام. فقد كنا نعلم أنه يعاني من مرض السكري ويحتاج لطعام مخصص، وأكثر من مرة كان الطعام لا يناسبه فينوي الصيام ويكمل نهاره صائماً.

- هل يعني ذلك أن الدكتور كان مريضاً، وإدارة السجن تعلم ولا تخصص له طعاماً يناسب صحته؟
• طبعاً الجميع كان يعلم أنه مريض بالسكري ولم يحضروا له طعاماً خاصاً بل من الموجود.. ولكن علمت أن آخر ستة شهور كانوا يحضرون له طعامه الخاص. فبعض الحراس ومن شدة حبهم للدكتور الشهيد كانوا يحضروا له طعاماً خاصاً على حسابهم دون أن يخبروه، لأنه كان سيرفض لو علم، وقد جربت ذلك معه فرفض بشدة، ومن بعدها قررنا إخباره أنها من السجن، فمعلوم أن ليس كل طعام السجن دجاج أو لحوم بل هناك عدس، وكان لا يهون علينا تقديم مثل ذلك للدكتور.

- كطبيب.. كيف كان الشهيد في السجن هل كان ينصح الشباب أو يعالجهم؟
• لقد كان هناك بعض الشباب عند مرضهم يلجأون إلى الدكتور الرنتيسي ليكتب لهم علاجهم، رغم أن هناك عيادة في الشرطة، ولكن الأطباء في العيادة ليسوا بمستوى علم الدكتور عبد العزيز.. لذا كان ملاذاً لبعض الحراس. حتى أنني أخذت طفلي إلى السجن ليعالجه الدكتور الشهيد فشفاه الله على يده، بعد أن ذهبت لأكثر من طبيب لمعالجته ولم يتعافَ، وكان ابني حينها في الرابعة من عمره.

- حدثنا عن تطلعاته للمستقبل؟
• كان دائماً يقول سوف تقوى شوكة الإسلام وتكبر حماس وتصبح لها قوة وتشتبك مع الاحتلال من جديد، ولم يكن أحد يتوقع في ذلك الوقت أن تقوى حماس وتكبر وتتصارع مع العدو.. وذات مرة قال لي سوف ينسحبون من الضفة الغربية، ولكن سوف يعيدون احتلالها، على العكس من غزة التي لم يتراجعوا عن الخروج منها.

- هل حدثك الدكتور الشهيد عن مرحلة الإبعاد؟
• حدثني الدكتور رحمه الله عن هذه المرحلة، وأكد أنها غيرت كثيراً في حياته. ولكن لم يحدثني عن الإبعاد بقدر ما حدثني عن مرارة العودة من الإبعاد، لأن الجميع عادوا من الإبعاد إلى بيوتهم إلا هو فقد عاد إلى المعتقل، رغم أنه كان يقول ((لو أظل طول حياتي في سجن في فلسطين أهون علي من الإبعاد)).
وكثيراً ما حدثني عن أجواء الإبعاد، وكيف كانوا يتصرفون، كما حدثني عن الصلاة والحياة والثلوج، وما رآه وكيف كانوا يعالجون من يمرض وغير ذلك من الأمور.

- طبعاً استمرت علاقتك بالدكتور الرنتيسي بعد الإفراج فكيف كانت طبيعة العلاقة؟
• نعم لقد استمرت علاقتي معه حتى بعد الإفراج وكانت أقوى من علاقة أخ بأخيه، وأقول لك بأني لم أحب أحداً بقدر ما أحببت الشيخ عبد العزيز الرنتيسي، وكنت أشعر أنه يحبني أيضاً، فأكثر من مرة أكون في الشارع ولا أراه ويراني هو، فيركن سيارته ويسلم علي بالأحضان ويطمئ


مشاركة رقم 5
منقول

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
قرأت في بعض المواقع غير الإسلامية عن قصص لمسلمين ارتدوا عن الإسلام، فإذا كانت طريقة الدعوة لغير المسلمين تكون عن طريق إظهار السلوك الإسلامي الحسن وتعريفهم بروح الإسلام.
فكيف تكون الدعوة لمسلم عاش فترة من حياته كمسلم يقرأ القرآن ويقيم شعائر الدين ثم ارتد عن الإسلام؟


** يقول الدكتور مجدي سعيد، المشرف على وحدة الأبحاث والتطوير، بشبكة إسلام أون لاين.نت:
أخي الكريم؛
من الضروري بدايةً عند التعرض لهذه القضية التنبيه والتأكيد على عدة أمور:
أولها ضرورة استحضار طبيعة هذه الرسالة وهذه الدعوة، وأنها رحمة للعالمين، فنحن حين ندعو الناس يحركنا ويتملكنا شعور من الرحمة بهم والشفقة عليهم، وهذا الشعور هو الذي يدفعنا إلى بذل أقصى الجهد حتى نأخذ بأيديهم إلى طريق الله والتزام منهجه.. وهذا الشعور يحكمنا في التعامل مع كل الخلق بلا اختلاف، وقدوتنا في هذا هو النبي صلى الله عليه وسلم الذي وصفه ربه فقال: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).

ثاني هذه الأمور، أننا في دعوتنا للناس إنما نأخذ بأسباب الهداية والإصلاح، ونبذل الوسع في التغيير والإرشاد، ونترك النتائج لله سبحانه وتعالى، (وما على الرسول إلا البلاغ).

وثالثها إدراك صعوبة الحالة التي نواجهها -حين ندعو من كان مسلما ثم ترك دينه- وخصوصيتها، والسبب في ذلك ما تفضلت بالإشارة إليه في سؤالك من أنه "عاش فترة من حياته كمسلم يقرأ القرآن ويقيم شعائر الدين"، ثم تحول عن ذلك وتركه؛ وهذا يختلف بالتأكيد عن دعوة غيره من الناس سواء المسلم غير الملتزم، أو غير المسلم.

أخي الكريم؛
إن تحول إنسان عن دينه ليس بالأمر السهل، وليس قرارا هينا يمكن لإنسان أن يتخذه هكذا دون أسباب يراها –من وجهة نظره- مقنعة، بل ودافعة بقوة نحو هذا القرار؛ ولا يصح أبدا أن نتعامل مع إنسان يمر بهذه الحالة دون محاولة الوقوف على أسبابها بشكل واضح ومحدد حتى يمكننا التفكير في طريقة لعلاجها وتحديد الأسلوب الأمثل لدعوته.

وإذا أردنا تحليل الأسباب التي قد تؤدي بإنسان إلى الخروج عن دينه، فيمكن التفريق بين اتجاهين مختلفين ينتجان عن هذا الخروج، لكل منهما أسبابه ودوافعه.. هذا الاتجاهان هما:
- أن يخرج إنسان عن دينه إلى "لا دين"، فلا يعتنق دينا آخر، ولا يتقيد بملة غير التي كان عليها.
- أو يخرج الإنسان من دينه متحولا إلى ديانة أخرى.

* الخروج إلى "اللا دين"، وهو الإلحاد:
غالبا ما يكون الإلحاد نوع من أنواع التمرد على واقع تجربة مر بها الإنسان سلبته خصيصة من خصائص إنسانيته، أو مارست عليه نوعا من القهر والتقييد لم يتقبلها.. فيتمرد محاولا الخروج على سلطان هذا القهر والانخلاع عن ربقة هذا القيد.
وقد يأتي ذلك عن طريق تحول الدين -بفعل العلماء الفاسدين، أو السلطان الظالم الذي يتلبس بالدين ويتخذه ذريعة لتبرير ظلمه- إلى سلطة قهر للإنسان وسجن لحريته.. ويساعد على هذا الفهم الخاطئ ضعف تكوين الشخص وعلمه بدينه.
أو يأتي نتيجة تنشئة دينية غير سليمة تستخدم القهر والإجبار وسيلة لها، وذلك بسبب جهل القائمين على هذه التنشئة في البيت والأسرة أو في المدرسة أو المسجد، ومحاولتهم إجبار هذا الشخص على الطاعة.
فيكون الإلحاد نوعا من التمرد على واقع لا يحقق الصورة المنشودة لدى الشخص ويتصادم مع صورة مثلى يتمناها هو ويرسمها في مخيلته.

والأصل أن الله خلق الإنسان وفي أصل فطرته الإيمان، وأن دور التنشئة أن تربي هذا الإيمان الفطري وتقوي مكانه ودوره في شخصية الإنسان، وأن تهيئ المناخ لأن يقوم الإنسان بالاختيار الحر لما ستكون عليه حياته.. لا أن تجبره على التدين أو الطاعة، فالطاعة لا تأتي قبل الإيمان، وإنما هي من نتائجه؛ فالإنسان إذا آمن بالله أحبه، وإذا أحب الله أطاعه وانقاد لأمره.. فحرية الإرادة والعقل المميز تؤدي إلى حرية الاختيار الذي يترتب عليه أن يكون الإنسان مسئولا عن نتائج اختياره.

* الخروج إلى دين آخر، وقد يكون السبب في ذلك:
- أن يُغلب الإنسان على عقله ومنطقه بسبب ضعف تأسيسه وقلة علمه في دينه، فلا يصمد أمام أية مجادلة من صاحب دين آخر فيتشكك ويتلجلج، فيترك الفطرة السوية المقبولة المحكمة، إلى عقيدة أخرى تواجه كثيرا من علامات الاستفهام عند من لديه عقل ومنطق.
فالإنسان إذا تأمل في القرآن الكريم يجده قد تحدى عقول من لا يؤمنون به مطالبا إياهم بالتفكر والتدبر والنظر، لأن يفهم القرآن جيدا يجده متسقا ومتماشيا مع طبيعة الكون ونواميسه.. وهذا مما تفردت به هذه الرسالة الخاتمة.

- أن يواجه الإنسان إغراء ما يدفعه إلى تغيير دينه، ومحاولة لإشباع بعض الرغبات أو الشهوات لديه، فالمبشرون –مثلا- يستغلون ظروف بعض المجتمعات التي قد تعاني من ظروف اقتصادية أو اجتماعية صعبة، ويعملون على مساعدة أهلها في التغلب على ما يقاسونه داعين إياهم إلى التحول إلى دينهم.. وتحت وطأة الحاجة قد يستجيب البعض بالفعل إلى هذه الدعوة، وقد يظهر آخرون التحول حتى يحصلوا على المكاسب المعروضة ويبطنون التمسك بدينهم.

- أن تنقطع صلة الإنسان بأهل دينه ومجتمعه، سواء كان انقطاعا ماديا.. بهجرته إلى مجتمع غير مسلم، وعدم وجود من يعينه على دينه في غربته؛ أو يكون انقطاعا معنويا بغياب مشاعر التواصل والتراحم بينه وبين أعضاء المجتمع المسلم الذي يعيش فيه.. فلا يجد صلة للرحم، أو عدم وفاء الأصدقاء أو غيرها من مظاهر الانقطاع أو الانعزال عن المجتمع.
وفي المقابل يجد مجتمعا بديلا يحتضنه، ويصنع له صورة من التواصل يفتقدها في حياته، فتجده شيئا فشيئا يتأثر بهذا المجتمع الجديد المصنوع، حتى يصل الأمر إلى تأثره بعقيدتهم.. خاصة إذا كانت علاقة هذا المجتمع الجديد به مقصودة ومصنوعة ومرتبة.

كانت هذه –من وجهة نظري- الأسباب العامة لخروج إنسان عن دينه، ويحتاج الأمر -إذا أردنا دعوة من تعرض لهذه الفتنة- أن نعرف الأسباب التي كانت وراء تحوله ونحددها حتى نستطيع التعامل معها وعلاجها.

* وأحسب أن أهم ما نحتاج إلى التركيز عليه في دعوة من وقع في هذه الفتنة هو:
- أن نعمل على حسن تأسيس الإيمان لدى المسلم ابتداءً، حتى يتمكن من دينه عن قناعة ولا يكون من السهل وقوعه في مثل هذه ال
01-09-2007, 07:46 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
مشاركاتي في منتدى التوحيد - بواسطة عبـــاد - 01-09-2007, 07:46 PM
مشاركاتي في منتدى التوحيد - بواسطة عبـــاد - 01-10-2007, 12:44 PM,
مشاركاتي في منتدى التوحيد - بواسطة عبـــاد - 06-18-2007, 08:44 AM,

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 3 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS