أول الغيث أتنقّط :رايس تقول ان الوقت ينفد من حكومة المالكي
y
الجيران ـ كتب زهير الدجيلي ـ تعتقد ( الجيران ) ان خطة بوش تهدف بالدرجة الأولى وبشكل غير مباشر الى أجلاء حكومة المالكي بتفجير الخلافات بين خطته الأمنية وبين خطة بوش وبالتالي دفعه الى الأستقالة من جديد تحت وطأة شعوره بالحرمان من السيادة .وبالتالي أيضا مجيء حكومة ( أقوى ) بالمواصفات الأمريكية بعد شهرين من الآن تستوعب مشاريع عدة منها مشروع التحالف الرباعي ومشروع منع الأختراق الأيراني وتجريد الميليشات الشيعية من اسلحتها بالقوة .فيما يريد المالكي تحييدها (وليس تجريدها) بالمرجعية وبـ ( الحسنى وجادلهم بالتي هي أحسن ) وهو أسلوب لاتؤمن ولاتثق به واشنطن في حل معضلة جيش المهدي الذي تعتبره أقوى سلاح ايراني في العراق قد يعقد ويصعّب معركتها القادمة مع أيران التي لن تقتصر فقط على الساحة العراقية .وهذا السيناريو الأمريكي متفق عليه مع بعض الزعامات العراقية بما فيها تلك التي زارت واشنطن التي تفهمت حاجة واشنطن الى ( حكومة أنقاذ تفي بألتزاماتها ) حسب وصف البيت الأبيض وهذا الوصف يتفق عليه الجمهوريون والديموقراطيون معا دون خلاف . وقد يكون أول الغيث ( تنقيط) حينما قالت وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس أمس إن الوقت ينفد من حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي فيما يتعلق باستعادة الامن في العراق لكنها أكدت ثقتها فيه.
واضافت في كلمة لها امام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ "التقيت مع رئيس الوزراء المالكي... رأيت تصميمه. اعتقد انه يدرك ان الوقت ينفد من حكومته بدرجة ما.. ليس فقط فيما يتعلق بالشعب الامريكي لكن ايضا فيما يتعلق بالشعب العراقي."( رويترز ) .

جاء ذلك بعد أن أعلن بوش عن خطته التي تحدثت رايس عنها أمام اللجنة وعن الأسباب التي دعت الرئيس جورج بوش لتعزيز القوات الامريكية بالعراق.وأهم هدف لها كما قالت رايس هو تأمين امن بغداد . لكن ( الجيران) تعتقد أن وصول أكثر من 21 ألف جندي هي بداية ( الحرب الآمريكية الأيرانية في العراق ) بعد قرار مجلس الأمن بفرض عقوبات على طهران . وهذا يتوافق مع دخول العديد من البوارج العسكرية وحاملة طائرات جديدة للخليج . وسيصّعد نجاد العنف في بغداد وباقي العراق ردا على بوش مادام اول سبب ذكره الرئيس بوش لزيادة القوات هو منع التدخل والأختراق الأيراني السوري في العراق . أن من ابرز اوجه الخلاف بين سياسة بوش وسياسة ( المالكي ـ الطلباني ) أن بوش يريد حلها عسكريا فيما يريد الزعيمان العراقيان حلها سياسيا ووديا ,ولم تنفع مدولات عمان ومداولات واشنطن بينهما في تقريب وجهتي النظر لديهما ( دعك من تصريحات السيد علي الدباغ الدبلوماسية ) .لهذا سيشهد العراق (جّرا بالطول ) عسكريا . و(جّرا بالعرض ) سياسيا . والشعب العراقي لم يعد يتحمل مطلقا لاجرا بالطول ولا جرا بالعرض .