هذا عزاءُ حياد بن لبيب آل عقلان.. رحمهُ العقل بعدد ما أنجب من أفكار..

كتبَ قبل انتحاره بدلاً عن الوصية:
ما قتلتني يدايَ ولكن قتلتني العاطفية..
جعلوني مسلكَ عُهْرٍ حتى قيلَ "يا أخو الحيادية"..
جعلوني مستودعَ ضعفٍ حتى قيل "لو كنت مخصيا" ..
أقولُ لهم "ألا تعرفون الرمادي؟" فيقولون قد كان لونُ الحمارِ رماديا..
صدام حوله القاتلون هتفوا بالصلوات المحمدية..
وهتفَ هو لمحمد بالنبوةِ ولربه بالألوهية..
يمجدون ذات الرب وذات النبي وفي ذات اللحظة.. يالها من مفارقةٍ طائفية!..
وفجأة.. نُسيَ كلُّ شيءٍ وصار ما كان خافتاً أصواتاً عليّة..
صارَ شهيدَ الأبطالِ مات غدراً بمؤامرةٍ صفوية..
وصارَ عند خصمهم نصراً و"عيديتهم" الصباحية..
فصارَ القابضُ على لومِه خائناً فارسيا..
وصار اللائمُ على قبْضهِ ناصباً يكرهُ عليا..
وصرتُ وحيداً لوحدي أدين الجريمةَ ولكن أكرهه وأحب عليا..
ضحاياه أرقامهم أُحيطت بالأصفارِ من كل جانب.. وجانبتهم العقلانية..
يقرؤونها كما يقرأ مدمنُ السيجارة أخطارها فينفث عليها دخانها : "لحظةُ متعةٍ غيرُ منسية"!..
يشتمونَ الشيعة الآن.. وقبل أشهرٍ هتفوا لهم في لبنان..
وقبلها بأعوامٍ هتفوا للصدر يوم قاتل الأمريكان..
وقبل أوسلو كان عرفات بطل العروبة وبعدها خائنها ولما سُممَ عادت النغمة البطولية..
تلك هى عقلية العرب العاطفية .. ولن ترضى عنكَ العربُ حتى تموتَ قتيلا..
وكذلك خصمهم.. يلطمونَ على الأمر الغابر فلطمونا في الزمن الحاضر..
وليس للغابر إلا "كان".. وليس للحاضر إلا "الآن".. فمن لا يعيها كان غابره حاضراً وحاضره "في خبر كان"..
فكان!..
هكذا تفعل العاطفية وقد أغرقَتهم ..ولن ترضى عنكَ الشيعة حتى تلطم معهم..
وفُجّرَ المرقدان المقدسان عندهم .. فانطلقت معها الحربُ الأهلية..
ونسيَ السنة من فجرها ونسيَ الشيعة ما أتبعها..
وتمثّل لنا تراث الكرهِ عند الفريقين فرقَ موتٍ وتفجيراتٍ انتحارية..
وإن لمنا الشيعةَ على "الشنيور" شنّفَ فريقٌ منهم آذاننا بمشتقاتٍ ناصبية..
ما خطرت في بال علي حتى حين كشف ابن العاص عن أعضائه التناسلية *..
ولما نصحتُ الفريقين قالوا : "ابتعد يا بن زُحَل هنا الكرة الأرضية"..
لا يسمعوني إلا أن أكون سحاقيةً أو أكون لوطيا..
حينها إن قلتُ يقولُ فريقٌ "يا جحش" ويقول الآخر "هللويا"..
ولئن تمثّل عملهم لكان امرأةً بغيّا..
يطئها حتى من كان مخصيا..


-------------------------------------


* حقيقة علمية :D، إذ تروي كتب التاريخ أن علياً نازل عمرو بن العاص قبل معركة صفين فوقع عمرو على الأرض فأقبل علي بسيفه ليقتله صارخاً بصوتٍ يشيب له شعر الصلعان* : "قد نلت حتفك" ، فابتسم عمرو بن العاص بخبث وقال له:"ليس بعد" ، فخلع سرواله فظهرت عورته فأعرض علي عن عمرو فأعرض الموت عن عمرو! ويُقال أن عمرو بعد هذه المعركة اختلى بنفسه ونظر إلى بيضاته وقال: سبحان الذي جعلكِ منبع الحياة ومتعة الحياة وسبب بقائي على قيد الحياة.

*"يشيب له شعر الصلعان" الأصلع الذي باءت جميع محاولات الطب في إنبات شعره بالفشل ، من هول صرخة علي ينبت له هذا الشعر ولكن المسكين لا يتهنى به إذ يمتد مفعول الصيحة فينبت الشعر أشيباً، فتأمل. :)

(آسف إن كان شيئاً من كل ما سبق قد أثار حفيظتك فنحن في ساحة "أقلام ساخرة" ، وقد رُفع القلم عن القلم الساخر)

يُتبع