صبحي الطفيلي الأمين العام السابق لحزب الله ، في الحقيقة هو من مؤسسي حزب الله وأول أمين عام له منذ عام 1989 حتى خروجه عام 1991 إثر خلافات مع قيادات الحزب ، وظل في صفوف الحزب حتى حكم عليه " السيد الخامنئي والنظام السوري " كما قال الطفيلي في مقابلته أمس وبعد أن قاد ما عرف بثورة الجياع عام 1997 في البقاع والتي طوقها يومها الجيش السوري في لبنان وأسفرت عن مواجهات ومقتل أحد الضباط ، وهو السبب الذي أدى إلى ملاحقته قضائيا رغم كونه ( شبه ) طليق منذ ذلك الوقت !!

صبحي الطفيلي ليس سنيا ولا ناصبيا ولا قومجيا ولا طائفيا يوجه حرابه ضد حزب الله الذي بات يمثل انتقاده انتقادا للشيعة عامة وربما للذات الإلهية بنظر الكثير من منعمي الألقاب والمخونين واللاطمين تحت قميص الطائفية ، وليس ضد خيار المقاومة التي كان أحد صناعها منذ اللحظة الأولى ، بل هو - كما يردد دائما - ضد (( سرقة )) المقاومة على يد أتباع النظام الإيراني في لبنان ولأهداف أوضحها الطفيلي بجلاء في مقابلته بالأمس .

صبحي الطفيلي لم يكن يتحدث بالأمس موبخا أو متهجما على الطائفة الشيعية بل هو يزعم ( حماية ) الشيعة من المشروع الإيراني الذي يعتقد الطفيلي أنه الخطر الأكبر على التشيع في العالم وفي لبنان بالذات حيث حول الإيرانيون الشيعة فيها إلى " مزرعة " لها على حد تعبيره .

لصبحي الطفيلي آراء بالغة التطرف في ظاهرها بالغة الوضوح والدقة في باطنها ، فهو يرى أن حزب الله بقيادة حسن نصر الله حزب إيراني كامل وينفذ سياسات خامنئي بحذافيرها كما قال في مقابلته ، وهو سرق المقاومة من أنبائها الشرعيين وتحول إلى (( حامي )) لشمال إسرائيل وحرس حدود لها وهو الأمر الذي سوف لن أزعم أنني كنت - ولازلت - أتبناه منذ مدة طويلة وبالتالي لست أستقوي الآن برأي الطفيلي في هذه الجزئية بالذات ، فالأمور - بنظري القصير - أوضح من أن نضعها في ميزان العداء أو الولاء للحزب ، والطائفة الشيعية بالمعية .

مقابلة الطفيلي الفضائحية بالأمس لم تأت دعما للسنيورة وحكومته ولا للنظام اللبناني الذي يقول أنه لا يزال يعتقل حريته وحقه في البوح ، بل ليعلق الجرس في رقبة القط ويحذر الطائفة الشيعية من مغبة انجرارها وراء المتاجرين بها ووراء الفتنة الطائفية التي سيدفع الشيعة الثمن الأكبر كونهم ( أقلية ) وسط محيط سني في العالم الإسلامي كله ومن الخطأ إستعداء هذا المحيط في حرب طائفية ليست لمصلحة كلا الطائفتين مناشدا الأصوات الحرة الواعية من كلا الطرفين للعمل على إيقافها .

تصريح الطفيلي بالأمس حمل معه - كالعادة - أسألة يبدو أنه ليس لها إجابات عند المنساقين وراء غبار التاريخ والثأر الدامي :
- الحكومة العراقية والحكيم بالذات ، وحسن نصر الله جميعهم ينفذون سياسة خامنئي بحذافيرها " ولا يحيدون عنها قيد أنملة " توخيا للدقة كما قال الطفيلي .
- الحكومة العراقية والحكيم صنيعة أمريكية كاملة ،لماذا لم يرى نصر الله هذا الأمر منقصة فيها بينما يراه منقصة بالحكومة اللبنانية رغم أن الحكومة العراقية مسيرة بالكامل بالإرادة الأمريكية ؟
- هل هزيمة أمريكا والقضاء على مشروعها يبدأ من لبنان ؟.
- جميعنا - كما قال - مع المقاومة وتحرير القدس ، لكننا ضد أن تجير لأهداف آخرها المقاومة .


- الأمر المهم الذي أشكر الشيخ على مساندتي به هو مجالس العزاء الحسينية وعاشوراء التي ( نبه ) الشيخ القائمين عليها من أن تتحول إلى مجالس لبث الفتنة والفرقة بن المسلمين مذكرا أن الحسين الذي خرج على الظلم لا يرضى به ..

ولكم الشكر