من يومين كنت أشاهد على الجزيرة ( سمير جعجع ) وهو يقف على منصة تزدحم بميكرفونات الفضائيات ووكالات الأنباء، رغم أن الرجل كان يتكلم منطلقا كأنما يجلس على المقهى بين مجموعة من الخلان والأصدقاء وفي نفس الوقت كنت أطالع كتابات للزملاء الأعزاء نسمة عطرة والفاضل الأدريسى والحكيم الرائى فدارت برأسي عدة خواطر أحببت أن أشارككم فيها

1- ما يدهشني دائما كيف أن سمير جعجع وميشيل عون ونبيه برى وحسن نصر الله فوق البيعة وهم قتلة محترفون وقادة مليشيات تورطت لسنوات في القتل الطائفي وتجارة المخدرات والسلاح والتهريب لا يختلفون في شيء عن لوردات حرب أفغانستان أو الصومال، أقول ما يدهشني كيف أن هؤلاء القتلة الطائفيين يمتلكون صفاقة الظهور العلني على الشاشات وفوق المنابر لإلقاء الخطب والمواعظ بدلا من أن يختفوا في جحورهم هربا من ملاحقات قضائية صارمة لمحاكمتهم على كل ما ارتكبوه من جرائم طوال الحرب الأهلية اللبنانية .

2- يعوى النظام الأمريكي وتعوي كوندواليسا رايس ويعوى خلفها قطيع صاخب حول الديموقراطية في لبنان.... الديموقراطية في لبنان؟؟!!!! عن ماذا يتحدثون؟ منذ متى كانت المحاصصة الطائفية ديموقراطية؟وأى ديموقراطية فى نظام يجعل شعبه لا يعيش سوى فترات سلام ما بين الحروب الأهليه؟
لبنان ليست ديموقراطية ، أنها نظام تعددى قائم على المحاصصة الطائفية فى هيكلية تكون الطوائف فيها أقوى من الدولة مما يمنح شيئا يشبه الحرية السياسية الواسعة والتى هى بالحقيقة عارض من أعراض دولة رخوة لا قوام لها ولا هيبة.

3- حاكموا النظام السورى!! لماذا نحاكم النظام السورى؟ لأنه أغتال رفيق الحريرى ... جميل
مبدئيا أنا لم ولن أدافع أبدا عن النظام السورى ومن حيث أستحقاقه للمحاكمه فهو يستحق محاكمات عديدة لا واحدة على كثير مما أرتكبه فى حق شعبه اولا ومن ثم فى حق لبنان ، لكن المشكلة هاهنا هى قميص عثمان المخضب بالدم والنفط السعودى والبارفانات الباريسية والمسمى رفيق الحريرى ، تم أغتيال رفيق الحريرى .. ليكن فقد تم أغتيال العشرات من القادة والزعماء أغلبهم أفضل مرات عديدة من ذلك الحريرى فلم أغتياله هو وحده يحتاج للجنة تحقيق دولية ؟!!!! هل لأنه كان فتى السعودية الذهبى ؟ ووكيل أعمال العائلة المالكة بلبنان؟ ودافع الشيكات المكتنزة لكبار السياسيين الفرنسيين؟ هل لأنه كان رجل أعمال فاسد ولص أستولى على أغلب بيروت الوسطى بعد الحرب بدعوى تعميرها فضاعف ثروته وضاعف فقر الفقراء؟ أنا حقيقة أبتهجت عند موته فبموته نقص الأنذال – وما أكثرهم – واحدا: وقبل أن تغضبوا هل على أن أسرد أحداثا تاريخية لإثبات أن الأغتيال السياسى لطالما كان أداة معتمدة من أدوات الممارسة السياسية اللبنانية؟ ثم لماذا تحقيق دولى؟ الإجابه : لأن الدولة اللبنانية الرخوة الشبحية تعجز عن أى شىء بما فيها تحقيق جنائى أعتيادى.

4- حزب الله .. المصيبه الكبيره حزب الله ورئيسه... أولا حزب الله المضرجة يداه بدماء حركة أمل والتى هى مليشيا طائفية ملطخة بالدم كذلك ، حزب الله الملطخ بدماء مهدى عامل وحسـين مروه ، ما مشكلة حزب الله؟
أتخذ قرارا فرديا دون الرجوع للدوله ... صحيح لكن هل بلبنان دوله؟ هل الأطار المرن الجامع لقادة المليشيات الطائفية والصبى الحريرى الذهبى وكائنات برخاوة السنيورة دوله؟حزب الله تصرف بمقتضيات الواقع كونه المليشيا الأقوى فى المعادله ، المليشيا الأقوى مما يسمى دوله والتى هى مشكوك فى ولائاتها وفيما يحركها ويوجهها.
تسبب فى دمار لبنان.... ظريفه فعلا هذه التهمه .. وكأن اللبنانيين لم يدمروا بلدهم مرات لا تحصى فى حرب أبادة أستمرت 15 عاما وبدون سبب تقريبا ، اللبنانيون نسوا أسراهم بالسجون الأسرائيليه وفقط حزب الله تذكرهم وفقط حزب الله حاول أنقاذهم.... أتدرون ما أعتقد؟ القضية ليست حزب الله ودمار لبنا وكل ذلك الموضوع .. القضية أن سنة لبنان لن يغفروا ابدا لحزب الله شيعيته ، وهم ضده ولو حارب الإيدز أو الجمرة الخبيثة لكانوا فى صف الإيدز والجمرة الخبيثه فلا امل فى حل أبدا ، كما أن فاشيست القومية العربية الفاشلة لم ولن يغفروا لحزب الله ابدا تحالفه مع ايران التى تتحرك لملء الفراغ السياسى بالشرق الوسط وذلك الفراغ ليس جريمة ايران... جريمة من إذن؟؟؟

تلك خواطر أوليه ولى عوده