مقال مترجم عن مجلة علمية سويدية (انظر نهاية المقال) تشير الى ان الدماغ هو الذي يقرر الرؤى والتصورات والمعايشة، وان تأثيرات كهربائية على مناطق محددة فيه تجعله يرينا ماليس موجوداً في الواقع، لنقوم بترجمته على انه حقيقة.

الدماغ مسؤول عن الكثير من التصرفات الغير منطقية التي يقوم بها الانسان مثل رؤية احداث وهمية او الاعتقاد بالنبوة وتمثيل قوى عليا.

والانسان معذور في تصرفاته إذ اننا نثق بمايقدمه لنا الدماغ، بالرغم من انه معرض للتأثر بعوامل تؤدي الى تفعيل صور وهمية تماماً كما نرى في موضوع " الايمان بالوهم يشفي الانسان" وموضوع "النبوة ليست مرضاً"، والان موضوعنا الجديد: رؤية الله في المختبر.



يستخدم علماء الاعصاب جهازا يشابه المجفف الذي يوضع على رأس النساء في صالونات الحلاقة لتجفيف شعرهم، غير ان هذا يمتلئ بالموصلات الكهربائية واجهزة القياس. عندما يقوم عالم النفس والاعصاب الكندي Michael Persinger بوضع القبعة على رأس شخص ما ويوجه من خلاله تيار كهرومغناطيسي موجه بالكمبيوتر على منطقة معينة بدقة كبيرة في الدماغ تحدث امور اقل مايمكن القول عنها انها غريبة: شخص التجربة يبدأ برؤية"رؤى" تؤثر على مشاعره وتهزها.

الكثير من هؤلاء الخمسمئة شخصا الذين جربوا القبعة في جامعة Laurentian in Sudbuy, Ontario, يحصل على معايشة مشاعر دينية ويعتقد انه قابل الله او الشيطان شخصيا. إن الهلوسة تأخذ طابعا دينيا على الاغلب تتطابق مع مانعرفه تاريخيا عنها، حيث يرى المرء الملائكة او الله او المسيح ويكلمه.


من المعايشات الاخرى المتميزة مايسمى " الخروج من الجسد"، حيث يشعر المرء المختبر عليه الجهاز بأنه غادر جسده واصبح يطير في الفضاء، لقد تحول الى " روح" خالص تسمح له بالصعود الى السماء في صيغة تشبه المعراج.

من المثير ان الحقل الكهرومغناطيسي الذي استخدمه الباحث الكندي يوجد مثيله في الطبيعة، إذ مثل هذا الحقل شائع عند حدوث الهزات الارضية او عند حدوث الانفجارات الشمسية ، الامر الذي قد يفسر اسباب رؤية البعض لرؤى تربط بالالهة واسباب ارتفاع نسبة الرائيين في المناطق الحارة.





التيار الكهرومغناطيسي يوجه الى منطقتين في الدماغ مسماتان hippocampus & amygdala . عند وصول التيار الى هاتان المنطقتين يرى المرء المعرض للتيار رؤى إلهية.






احدى زميلات العالم الكندي وتدعى Susan Blackmore وهي بريطانية وباحثة في علم النفس كانت من كبار الناقدين لهذه التجربة، والى حين جرى دعوتها لتجربة القبعة. تكتب الباحثة في مجلة العلم الجديد البريطانية عن معايشتها للتجربة قائلة: بعد عشرة دقائق شعرت انني اطير بين السحاب. بعد ذلك شعرت وبقوة ان يدان امسكت بي من اكتافي وسحبتني الى الاعلى. كنت اعرف بأني اجلس بثبات على الكرسي ولكن هناك من سحبني منه الى الاعلى. بعد ذلك جاءت المشاعر الفياضة، لقد شعرت بغضب كبير لتلحقه موجات من الرعب والارتعاش.




مصادر:

Illustrerad vetenskap nr. 11/1997